الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ايران: خطاب ديني لاغراض جيو سياسية

فالح الحمراني

2010 / 1 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


ايران: خطاب ديني لاغراض جيو سياسية
فالح الحمراني
حينما رحت اعرض على دبلوماسي روسي رفيع المستوى سابقا نهج السياسة الايرانية في المنطقة وممارستها الاستفزاز واحتلال الاراضي والتدخل بالشأن الداخلي ودعم مختلف تيارات المسلحين بالعراق وقطعها روافد دجلة، نظر لي مبتسما وقال ماذا تتوقعون انها ترتبط معكم بشريط حدودي طويل وتجاور دولا عربية اخرى، ولديها باوطانكم مصالح كبيرة، ورددت بنفسي وربما اطماع. وتساءلت لكن تحقيق المصالح يجب ان يكون بطرق شرعية.

ان المتابع للنهج السياسي لطهران يكتشف انها وفي سبيل تحقيق تلك المصالح/ الاطماع تستخدم شتى السبل، ولكن عكازتها الرئيسة على تحقيق توسيع نفوذها كان الخطاب الديني الذي اغرت البعض بها او جعلتهم يتخذون موقف الحياد منها. ان اية دولة تسعى للعب ادوار كبيرة تصوغ لها عقيدة مغرية للعبور عليها .في بداية الثورة على نظام الشاه مارست طهران سياسة سافرة لتحقيق اهدافها، وحاولت تصدير " شرارة الثورة التي قالت انها اسلامية، لتحرق المنطقة بأسرها". حينها كانت تراهن على جولة سهلة لضم المنطقة " تحت خيمتها". ولكن منظري الثورة الايرانية ادركوا بعد اراقة دماء غزيرة ان عصر تصدير الثورات قد ولى ويجب التعاطي بوسائل اخرى تتجاوب وذهنية العصر الحديث وتوجهات الرأي العام في المنطقة في ضوء ما وصف فيما بعد بالصحوة الدينية التي جاءت كرد فعل على فشل برامج الحكومات المتعاقبة وتحقيق تطلعات الشعوب بالحياة الكريمة والاستقلال الناجز وضمان الكرامة الوطنية والقومية. فجرى بطهران الاعتماد على الشعار الديني وتوظيفه لتحقيق الاهداف القومية الايرانية العريقة، التي تبرهن على ان قيادة " الثورة الاسلامية" لم تتخل عن النزعات الامبراطورية واستعادة الامجاد الغابرة.

وتكشف مواقف ايران الاقليمية والدولية خلال العقود الاخيرة بانها تلجأ شفويا للخطاب الديني وتوظفه لتحقيق هدف التحول لدولة اقليمية كبيرة، وتجر من خلاله هذه القوى او تلك داخلية ام خارجية، ولكنها " تعلقه على المشجب" حينما يمس مصالحها الجيو سياسية وايجاد لها مواقع اقليمية وشركاء او حلفاء. ان طهران ضمن هذا السياق اقامت تحالفا مع ارمينيا " المسيحية" على حساب اذربيجان " المسلمة" بل والشيعية في بعض الحسابات. وحينما اشتعلت الحرب الشيشانية في تسعينات القرن الماضي لاذت ايران بالصمت واتخذت مواقف اللا مبالية من حالة " الاخوة بالدين" والحديث لا يدور طبعا عن دعم الانفصاليين او مباركة الارهاب والعنف كوسيلة فهذا كله مدان ومرفوض بشدة، وانما عن المدنيين العزل الذين راحوا ضحية طاحونة الحرب. فايران لاتريد ان "تعكر صفو علاقاتها" مع روسيا من اجل" الاخوة في الدين" او تقديم الحماية لهم.

وعلى صعيد المنطقة فان النزعة الامبراطورية تتجلى اكثر باحتلالها بئر نفط في جنوب العراق واصرار طهران على التمسك باحتلال جزر دولة الامارات العربية الثلاث ورفضها القاطع لاحالة القضية لمحكمة دولية للبت فيها. المعروف ان نظام الشاه هو الذي احتل هذه الجزر ولاهداف توسعية، ونظام الثورة اعلن تصفية تركات نظام الشاه ولكنه ابقى فقط على ما يمكن اعتباره القاسم المشترك مع سياسته الامبراطورية، والجزر الاماراتية المحتلة بالطبع جزء منها.
ورغم تبرؤها من تصريحات مسؤول رفيع المستوى عن ان مملكة البحرين جزء لا يتجزأ من الاراضي الايرانية، الا ان اصداء الحدث ما زالت تتردد بالاذان.
موسكو












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. النموذج الأولي لأودي -إي ترون جي تي- تحت المجهر | عالم السرع


.. صانعة المحتوى إيمان صبحي: أنا استخدم قناتي للتوعية الاجتماعي




.. #متداول ..للحظة فقدان سائقة السيطرة على شاحنة بعد نشر لقطات


.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال الإسرائيلي تكثف غاراتها على مخي




.. -راحوا الغوالي يما-.. أم مصابة تودع نجليها الشهيدين في قطاع