الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رأس اللّغة جسمُ الصّحراء

مازن لطيف علي

2010 / 1 / 7
الادب والفن


ما يكون ماضيك ، منظرا إليه بعين السّفر ، في الجهة الثانية من المَنْفى المتحرك_منفاك ؟
أهُوَ بَعْضُ ذكرياتِ تُمسِكُ بك إلى الجهة الأولى من طرف الهاوية ؟
أهو ، أبعدُ من ذلك؟
أنت نفسك _ في نموّك ، وفي تقدّمك نحو ما نُسميه المستقبل ؟ والماضي ، إذاً ، ليس مجرد لباسٍ عتيقٍ تحتفظ به للذكرى ، أو ترميه وتتخلص منه .
هذه الاسئلة يطرحها أدونيس في مستهل كتابه "راس اللغة جسم الصحراء" الصادر عن دار الساقي..
تحدث عن المنفى المتحرك والمنفى العربي المتمثل في حالتين واضحتين بارزتين من النفي يمكن ان يقال عنه إنه سياسي بالمعنى العام ، الاولى هو الشاعر "طرفة" والثاني هي نفي " ابي ذر الغفاري" الى الربذة في الصحراء ، ويذكر ادونيس ان ان المكان وحده لا يمكن ان يكون المنفى ، لان المنفى داخل الذات ، في اللغة ذاتها ، وقد يكون أشد هولا في مسقط الرأس منه في أي مكان آخر .
ويلاحظ ادونيس ان العرب مأخوذون بفكرة " الأول " بمعنى " السَّبْق " ، و " الرتبة " ، و " المفام " . وهي عند العرب تتضمن فكرة " الإلغاء " و" الابتداء " و " الأوحدية " ، ويظن ادونيس ان لهذه الفكرة وخاصة في ممارستها ، تأثيراً مدمراً في الحياة ، وفي السياسة والثقافة ، وفي العلاقات بين البشر ، وهو تأثير من السهولة ملاحظته ، كيفما اتجهنا ، وكيفما قرأنا .
وتخلو الثقافات الغربية والشرق الأقصى من هذه الفكرة ، لهذا وجد في تلك الثقافات التراكم المعرفي المتواصل ، منذ القديم ، وخاصة اليوناني .
ويرى ادونيس ان الكاتب العربي يواجه مشكلات ترتبط بنشاطه الإبداعيّ ـ أو بآرائه الفكرية والسياسية ، وليست الدولة هي مصدر المشكلات بصورة دائمة ، بل الاوساط الدينية _ الثقافية ، غالباً ، مع انها تُفضح عن وضعٍ خطير وخَطر في كل ما يتصل بحرية التعبير ، والعلاقات الفكرية _ الحوارية بين أبناء المجتمع الواحد ، الرقابة في أشكالها المتنوعة ، فإن الوسط الثقافي العربي لايعطيها الاهمية الواجبة ، وهذا مِما يسمح بالقول ، في التحليل الاخير ، فأن هذا الوسط لايَرقى ، في سلوكه الاخلاقي العملي ، إلى المستوى الذي تفرضه مستوى الكتابة ..
وعن العنف واشكاله يرى ادونيس انه معجب بجيفارا كثيرا وحبه للجمال والرأة غير ان انه لايعجب بطريقة وخط جيفارا الثورية ، ويرفض ادونيس أي انوع العنف مهما كانت اهدافه ونواياه ، في حين يرى ان غاندي هو الشعب كله ، في تنوع فئاته ووحدتها ، مسلخا بالسلام .. فأدونيس ييرى اننا لسنا في حاجة الى جيفارا بل نحن بحاجة إلى غاندي .
وعن سياسة التشيع يرى ادونيس ان سياسة التشيع كانت انتصارا ثقافيا متواصلا ، فأذا كان " السنة " نجحوا في بناء الدول ومؤسساتها ، فأن " الشيعة " نجحوا في بناء الثقافة وبخاصة الشعر والادب والتصوير والموسيقى والفكر الصوفي والفلسفي . يقصد ادونيس بذلك انه لايعني ان " السنة " لم يكون لهم حضورا ثقافيا ، لكن الاغلبية كان في بناء الثقافة للشعية .
يذكر ادونيس ان الذين كتبوا عن ادوارد سعيد يصدرون كتاباتهم عن نظرةٍ تُعٍسْكٍرُ الفكر : لاتراه إلا بوصفه وظيفة نضالية ، بوصفه انتماءً وانحيازاً . إنها تنويعٌ آخر على عسكرة الشعر والأدب والدين ، فخصوصية ادوارد سعيد ليست مجرد كونه انحيازا لانتمائه الفلسطيني _ العربي ، ولقضايا هذا الانتماء ، انما هي عالميتهِ ، بدئياً، وهو لايضيء الحياة العربية إلا بدءاً من إضائته الحياة الانسانية الكونية ، فهو ليس مجرد مزمارٍ أول طَبلٍ ، إنه أوركسترا كاملة ، على مستوى العالم .
"رأس اللّغة جسمُ الصّحراء" يضاف إلى كتبه العديدة ويمكن اعتبار كتابه هذا هو شبه يوميات كتبها ادونيس بفترات متقاربة عام 2008 نشر اغلبها في الصحف العربية والعالمية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب