الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الادارة البيروقراطية الى الادارة الاستراتيجية ..طموحات و توجهات عراقية

اكرم سالم
(Akram Salim Hasan Al-janabi)

2010 / 1 / 7
الادارة و الاقتصاد


لن تتمكن أية منظمة وطنية ( مؤسسة ، مديرية ، شركة ، منشأة .. ) من مواكبة مستجدات العصر والمتغيرات المتسارعة إلا بالتخلص من العديد من المشكلات والعوائق التنظيمية التي تعاني منها وصولا الى استيعاب المتغيرات الجديدة مع الإسهام الفاعل بالدور المرجو منها في التنمية الوطنية الشاملة .
فمسار الأعمال الراهنة التي تتسم بشدة المنافسة عالميا وضمنا عراقيا في ظل مناخ العولمة وشروطه أصبحت تقتضي ضرورة وجود منظمات كفوءة وفاعلة وبعيدة عن جميع مظاهر الترهل والفساد الإداري . وهنا لابد من الإشارة الى مجموعة من التحديات المعاصرة التي أضحت تواجهها مؤسساتنا الوطنية بشكل خاص والتي يتوجب دراستها ومعالجتها بعد أن أصبحت من مباديء العمل الإداري - الاقتصادي إقليميا وعالميا فيما ترزح منظمات الأعمال العراقية والمؤسسات الأخرى تحت القيود البيروقراطية المتهالكة وروتيناتها البالية التي تمتد جذورها الى عقود بعيدة خلت .
فالملاحظ على هذه المؤسسات سكونيتها واستسلامها لقدرية واقع الحال الذي لن يجدي فتيلا غير استمرار الجمود والتراجع . . إن عملية تحجيم الجهاز الحكومي وإعادة تنظيمه و هيكلته على جميع المستويات بلا استثناء هو منهج أساسي لبداية السيطرة على أدائه ومشاكله وتحسين كفاءته الإدارية ولاسيما بعد حصول القفزة النوعية العالمية في تقنية المعلومات وما آلت اليه من تقليص لحجم القطاع الحكومي بشكل خاص والأعمال الورقية السائدة ، الأمر الذي شجع المؤسسات على بناء التقنيات الحاسوبية المعلوماتية الحديثة لإنجاز الأعمال وتطوير الأداء والوفاء بالالتزامات نحو جمهور العملاء والزبائن . كذلك فإن الإدارة الرشيقة تمكن من تقليل القواعد والإجراءات البيروقراطية المتشعبة وتبسيط الروتين وتشذيب الأداء الركيك ومحاربة الفساد الإداري والمالي الذي يتناسل ويفرخ في مناخات الروتين المعقد والأبواب المغلقة وخلفياتها المعتمة .
ان هذا التوجه التنظيمي الرشيق من الضروري له ان يتكامل بشكل متواز مع التوسع في المشاريع الإنتاجية ، فضلا عن الأهمية القصوى للتركيز على التخطيط الاستراتيجي و مدخل دمج المؤسسات وتنسيق ديناميكية العمل المبادر الإبداعي الذي يرقى الى تحمل أعباء المرحلتين الراهنة والمســـــتقبلية المتميزة بمستجداتها وتعقيداتها الشائكة .
إذ أن أنشطة الأعمال الوطنية بقطاعاتها المختلفة ومنها القطاعان الخاص والمختلط لايمكن عزلها عن تحديات العولمة وإفرازاتها ، ومن الضروري النظر الى عملياتها ومحدداتها ومعالجتها بشكل حزمة متكاملة جدليا غير مبعثرة الحلقات وبالتالي فإن أي تغافل عن حلقة او ركيزة من ركائزها سيؤدي قطعا الى تفككها وتدهورها . فالمعروف ان من ابرز هذه التحديات هو تقدم أجهزة الاتصالات وظهور الأجيال المتقدمة من الحواسيب التي انبثقت عنه الشبكة العنكبوتية – الانترنيت التي انعكست افرازاتها على عالم الاقتصاد والأعمال في كل مكان ، وعلى الثقافات السائدة في اتجاه تقاربها وتوحيد القيم والمعايير العملية والعلمية في آن واحد .
لذلك لايمكن التغاضي عما يجري حولنا من تدفق معلوماتي هائل ولايمكن قبول أو تلقي سيله المتعاظم كما هو بل من الضروري العمل المنظم الذكي على تصنيفه وفرزه وتحليله ومعالجته وصولا الى مدلولات و رؤى مشتركة ذكية ومهام عليا لاتنهض بها سوى الموارد البشرية المبدعة و المؤهلة تأهيلا عاليا والتي تشكل رأس المال الفكري الوطني .
و في ضوء ذلك من المهم الإشارة الى ما يأتي :
- التأكيد على الخطة المركزيةالحكومية المطروحة في مكافحة الفساد الإداري والمالي وتصعيدها بشكل منظم على وفق ستراتيجية مدروسة تستوعب ابرز المتغيرات التقنية المعلوماتية وتوظف الإدارة الالكترونية وما تتميز به من شفافية ورصانة ضمن مجهودها ، مع رفدها بالكفاءات الوطنية والخبيرة من الاختصاصات المختلفة ولاسيما التنظيمية والإدارية ، فضلا عن تقويم مسارها بشكل مستمر ودوري ومتابعة نتائجها .
- توظيف المداخل الإدارية الستراتيجية المعاصرة في إعادة هيكلة وتنظيم الأجهزة الإدارية المتقادمة التي تنوء بأعباء الروتين البيروقراطي المتخلف الذي عفا عليه الزمن الراهن ، فضلا عن تثبيت معايير علمية - فنية لنوعية وســـــلامة تقدم العمل وتقويمه المستمر .
- الاهتمام الكافي برأس المال الفكري الذي تشكل موارده نجوم الثروة الوطنية العراقية الحقيقية والواعدة بالمستقبل ، مع ضرورة الاحتفاظ بها من خلال المحفزات المعنوية والمادية وتقليص الهوة بينها وبين نظائرها في قطاع التعليم العالي ، نظرا لما يحدثه تخليها عن مواقعها صوب هذا القطاع من فراغ خطير و إرباك يقودان الى عواقب وخيمة وانعكاسات سلبية وما يجر من تفاقم في الفساد الاداري .
- مساندة توجهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في رعاية الأوائل والكفاءات الموهوبة ودعم الدراسات العليا مع توسيع منظورها وتطويرها الى خطة ستراتيجية متكاملة فضلا عن تفعيلها ووضع الإطار التنظيمي لها .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد العريان يجيب عن السؤال الصعب.. أين نستثمر؟ #الاقتصاد_مع


.. الذهب يتراجع من جديد.. جرام 21 يفقد 20 جنيه




.. محمد العريان يكشف لسكاي نيوز عربية عن أهم الاستثمارات خلال ا


.. تتجه الأعمال اليابانية إلى تنمية اقتصادات ذات تأثير إيجابي ف




.. احتجاجات مناهضة للسياسات الاقتصادية في الأرجنتين