الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعلانات انتخابية غير نزيهة واخرى طائفية

عزيز العراقي

2010 / 1 / 7
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


قبل فترة قصيرة أشرت لبعض الإعلانات التلفزيونية التي تدعو الجماهير للمشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة , وهي من إصدار المفوضية العليا المستقلة للانتخابات . وكانت حيثيات هذه الإعلانات تعدد إنجازات حكومة المالكي , وفي نهاية الإعلان توجه المرآة او الرجل الذي عدد الإنجازات السؤال الى الجمهور : احنه نعرف المن ننتخب , لكن انتوا تعرفون ؟ والمقصود طبعاً التحريض لانتخاب صاحب الإنجازات المالكي , في دعاية تسبق العملية الانتخابية , وفي نفس الوقت استغلال الأموال الحكومية لصالح قائمة المالكي .

في هذه الأيام تقدم فضائية " العربية " دعاية عراقية , ضاهرها التحذير من الارهابين , وكيفية التعاون للمحافظة على الأمن . وحيثية الإعلان خريطة العراق وإيران , ويحترق خط الحدود بين البلدين , ويظهر بدله خط حدود ( المدافعين ) عن العراق , وهي المنطقة الغربية . ومن المؤكد ان هذا الإعلان لم يصدر من المؤسسة الإعلامية الرسمية , أو المستقلة للانتخابات , والتي تدعو إعلاناتها – رغم المؤاخذات الفنية الكبيرة عليها - الى نبذ العنف ومحاربة الإرهاب, والدعوة لوحدة العراقيين . الا ان هذا الاعلان الصارخ في تأجيج الطائفية , وتنشيط العداء بين المكونات العراقية , وهو يؤكد على ان الذي يحمي العراق هم ابناء المنطقة الغربية فقط . ونحن لا نستبعد الدفاع عن العراق على شرفاء المنطقة الغربية , وعندهم الكثير من الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن شرف العراق ووحدته , ولا يختلفون عن العراقيين الذين يناظرونهم في المكونات الأخرى, إلا ان الذي وضع هذا الإعلان لا يبتعد عن خبث ونذالة بقايا عصابات البعث . وواضعوه يعتقدون بغباء ان مثل هذا الاعلان يلمع من وجه البعث ويعيده الى الواجهة كما صرح المطلك , خاصة في هذه الفترة الانتخابية حيث يدعو البعض من السياسيين للعفو عن البعثيين بما فيهم المجرمين تحت لافتة " المصالحة الوطنية " كورقة كسب انتخابي رخيص . ان هذا الإعلان يثير كره واحتقار العراقيين من الذين قد يقبلون العفو عن حثالات البعث عن مضض , وتثير عندهم وعند اغلب العراقيين موجات غضب جديدة لا تخدم من بعيد او قريب دعوات " المصالحة الوطنية " والتي سيستفيد منها البعثيون فقط .

وخلال اليوميين الماضيين قدم في " العربية " ايضاً إعلان جديد يدعو العراقيين للوقوف ضد الإرهاب القادم من الحدود الشرقية ( الإيرانية ) فقط , في لهجة وإخراج اشد تحريضاً من الاول . ولا شك ان النظام الايراني كثيرا ما تدخل في الشأن العراقي , واحتل مواقع عراقية , ودرب مليشيات شيعية عراقية متطرفة , وكان اكثر غباء وعدوانية واحراجا للأطراف الشيعية الموالية له عندما استولى على بئر الفكة العراقية قبل أيام , كل هذا معروف . الا ان هذا لايعفي النظام البعثي في سورية , العراب الأكبر لعصابات الإرهاب من الطرف الآخر الذي صدر هذا الإعلان من البعثيين و" القاعدة " والسنة التكفيريين , فلماذا يتم التركيز على الإرهاب القادم من إيران فقط ؟؟ وفي هذه الفترة بالذات , والتي دفع فيها العراقيون مئات الشهداء والجرحى في ثلاث تفجيرات في الأشهر الثلاث الأخيرة, ومن عناصر يحسبون على ( الحاضنة ) الغربية من قاعدة وبعثيين . وهذه الإعلانات أكثر ذكاء من إعلانات الترويج للمالكي , لأنها لا تعطي إمكانية محاسبة حزب معين ولايمكن اتهام طرف محدد فيها .

من المؤكد ان فضائية " العربية " سعودية , وهي في حالة حرب مع النظام الإيراني . و" العربية " أكثر رصانة من اغلب الفضائيات العربية , ولكنها تنزلق في هذه الإعلانات للانحياز الكامل للبعثيين وبعض السياسيين الذين جعلوا من عداء إيران الشعار الذي يخوضون به الانتخابات , وتجعل من نفسها أداة رخيصة تفقدها الكثير من صدقيتها وادعائها انتهاج سياسة إعلامية محايدة . والسؤال هو : إلا توجد جهة حكومية او برلمانية او مفوضية انتخابات مستقلة كي تتدخل وتمنع مثل هذه الإعلانات ؟! ونتساءل مع غيرنا : لو قيض الاستمرار لمثل هذه الإعلانات , لتثير حفيظة أحزاب مناوئة , وقسم منها موالية لإيران , ولديها التمويل ايضاً لتنتج أفلام معاكسة , وما أكثر القنوات الطائفية التي تهلل لمثل هذا الشحن , فماذا ستكون النتيجة ؟ غير أثارت النزعات الطائفية والفئوية التي تمكن العراقيون من تجاوزها بكثير من الصبر والتضحيات . وستبقى العلاقة الوطيدة بين الشعبين العراقي والإيراني أعمق واصلب من كل المحاولات الفاشية للأنظمة الإيرانية والسعودية والسورية وباقي الدول المحيطة .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إمام وحاخام في مواجهة الإنقسام والتوترات في برلين | الأخبار


.. صناع الشهرة - كيف تجعل يوتيوب مصدر دخلك الأساسي؟ | حلقة 9




.. فيضانات البرازيل تشرد آلاف السكان وتعزل العديد من البلدات عن


.. تواصل فرز الأصوات بعد انتهاء التصويت في انتخابات تشاد




.. مدير CIA يصل القاهرة لإجراء مزيد من المحادثات بشأن غزة