الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في وزارة الداخلية : الذكور بشر والإناث حجر ..!!

جاسم المطير

2010 / 1 / 8
كتابات ساخرة


مسامير جاسم المطير 1712
في وزارة الداخلية : الذكور بشر والإناث حجر ..!!
قرأتُ يوم أمس بيانا صادرا عن منظمة بيتا الأمريكية للدفاع عن حقوق الحيوانات بما فيها حق انتقالها من ولاية إلى أخرى ، وحقها في الحصول على جواز سفر ، بقصد السفر إلى دول أخرى . كان هذا البيان يضم أسماء أمريكية لامعة مثل السيدة الأمريكية الأولى ميشيل اوباما و المذيعة تايرا بانكس والإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري والمطربة كيري اندرود‏..‏
يقال ، والقول صحيح كما يبدو من الموقع الالكتروني الرسمي ، أن وزارة الداخلية العراقية قررت أن لا تمنح جواز سفر لأي مواطنة عراقية إلا بعد موافقة زوجها أو ولي أمرها تحريريا ، وهو أمر مثير للجدل حين لا يصبح بمقدور أي إنسان منصف أن يرى موقفا إنسانيا في مساواة (المرأة) العراقية مع (القطة) الأمريكية ..!
في الحقيقة أن هذا القرار جاء نتيجة رعشة إيمانية من يقظة رجال قادة متدينين جدا في وزارة الداخلية العراقية الديمقراطية ساروا على نهج البابا صدام حسين التاسع عشر الذي قال قبل 35 عاما أن الطير الذكر لا ينقل فيروس الأنفلونزا إلا بموافقة أنثاه التي تحلم دائما بفيء غصن ٍ من أغصان شجرة عالية ..!
إن راحة المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد موشاة الآن بجوازات السفر الدبلوماسية لكل وزيرة ، ولكل نائبة في البرلمان ، ولكل زوجة وزير أو ابنته ، ولكل زوج أو محرم عضوة البرلمان او ابنتها ، وقد غمرت هذه الجوازات كل المطارات العربية والأجنبية بعطر المحسوبية الطبقية الطائفية العراقية ..!
لهذا وذاك وبعد حصول هذه (النخبة الباهرة) من إناث العراق على (الجوازات الباهرة) فليطبق دجى الليل بمزيد من القيود على المواطنة العراقية المسكينة كي تبقى تتوسل أمام مبنى وضباط الجوازات وتستجدي منهم الحصول على جواز سفر بالرشوة أو بالفساد أو بأشياء أخرى ، حتى تصير عندها الجرأة لمصارحة زوجها أو أبيها أو أخيها للسفر كي تشم ريح المسجد الأقصى الشريف في شميساني عمان أو كي تقول لنفسها هذا هو مسجد السيدة زينب في دمشق الشام أو تضحك على نفسها وتقول : تلك هي لندن أو باريس احلم بالذهاب إليها .
قرار وزارة الداخلية لا علاقة له بالشرف ولا علاقة له بالمحافظة على شرف المواطنة العراقية كما كان يدعي أية الله البابا صدام حسين التاسع عشر وأزلامه في مديرية الجوازات والسفر..!
هذا القرار ليس سوى عار .
أول العار يأتي على قادة وزارة الداخلية الموافقين على قرار منع منح جواز السفر للمرأة لأنها ناقصة عقل وناقصة (محرم) .
العار الثاني يلثم وجوه القادة الأشاوس في مجلس الوزراء الديمقراطي الذي أبوابه كلها مغلقة كي لا يسمعون الاهانات التي تمس المرأة العراقية .
العار الثالث يصيب مجلس رئاسة الجمهورية الذي يجد عذوبة الصمت كلما صدر قرار بإهانة المرأة العراقية وحرمانها من حقوق المواطنة .
يا نساء العراق عاقبن أنفسكن بأنفسكن .. امسكن بالكرباج والزناجيل وألطمن بها على ظهوركن وعلى صدوركن وارفعن أصواتكن بمسيرة عاشورائية للمطالبة بحقوقكن : واجوازاه ..!
يا نساء العراق من حقكن والله استخدام الكلمة الغاربة التي يستحقها كل مسئول في مديرية الجوازات يهينكن بطلب موافقة ( الزوج ) أو ( المحرم ) او حتى موافقة أي (ذكر) آخر كشرط للحصول على جواز السفر وإلا سيأتي يوم لا يسمح لكن بالحب إلا بموافقة ذكور الدولة ، ولا يسمح لكن الانضمام إلى مهنة الخياطة او الخدمة في مطعم او الانضمام لحزب ديني او المضاربة ببورصة المتعة في سرير الزوجية إلا بموافقة وزارة الداخلية أو معالي وزيرها ..!
تُرى .. متى تتدخل السيدة العراقية الأولى و متى نسمع صوت سيدتيْ مجلس الرئاسة وسيدات مجلس الوزراء للوقوف إلى جانب كرامة المراة العراقية وإنسانيتها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• قيطان الكلام :
• قال الشاعر الألماني شيلر :أنني استحق مائة جلدة على سكوتي عن حقوقي ..!!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 8 – 1 – 2010










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يعملوا على تدمير كل زاوية في المجتمع
علي ( 2010 / 1 / 8 - 08:59 )
الاخ جاسم تحياتي ...
في عراق التحرر والحرية والديمقراطية لايتم تسليم اي جواز دون رشوة تقدر احيانا 400 دولار , واقصد بالجواز هو الجواز الذكوري , فكيف بالمسكينات اخواتنا وبناتنا وبنات بلدي فجوازها نقطة ضعف حيث يطلب لاتمام جوازها اكثر من جواز الذكور . اقترح على هالنماذج المقرفة في السلطة ان تجعل جواز النساء بلون يختلف عن لون جواز الذكور .لاثبات رجولتهم الهشة .جانب اخر من معاناة المرأة المعلمة انها عندما تطلب نقلها من مدرسة لاخرى لاسباب عديدة فانها تنقل الى مدارس ذكور كنوع من التنكيل والتعذيب لها حتى ولو كانت هي الوحيدة في المدرسة .ليبقى زوجها او اخيها يلف دائرة التربية ليعطيهم المقسوم لانهاء عذابها .هذه النماذج التي استحوذت على السلطة عملت مالم يكن في البال ولازالت في غيها تسير .


2 - جاسم المطير
عيساوي ( 2010 / 1 / 8 - 09:56 )
كتاباتك مميزة جدا... جدا

شكرا لكم


3 - لا حياة لمن تنادي
سعاد خيري ( 2010 / 1 / 8 - 10:46 )
فهو جزء من استراتيجية لتركيع الشعب العراقي والايغال في اهانته ويفضح توقيته مع توقيت عرض برنامج السيدة الامريكية الاولى بضمان حرية الحيوانات بالسفر اولا وثانيا توقيته مع الانتخابات وضمان تسابق الاذلاء على ارضاء المحتلين لنيل الكراسي كل في مجاله

اخر الافلام

.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة


.. الفنان أحمد شاكر: كنت مديرا للمسرح القومى فكانت النتيجة .. إ




.. حب الفنان الفلسطيني كامل الباشا للسينما المصرية.. ورأيه في أ


.. فنان بولندي يتضامن مع فلسطين من أمام أحد معسكرات الاعتقال ال




.. عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ