الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا فعلتِ بابني يا حماس؟(من يوميات امرأة محاصرة في غزة)

سما حسن

2010 / 1 / 8
القضية الفلسطينية


ماذا فعلتِ بابني يا حماس؟(من يوميات امرأة محاصرة في غزة)

كتبتها سما حسن ، في 8 كانون الثاني 2010 الساعة: 04:04 ص

الأمس كان يوما يضاف إلى باقي الأيام التعيسة التي نعيشها في غزة، لا يختلف عن أي يوم آخر، كنت أعرف مسبقا ان التيار الكهربي سوف ينقطع في ساعات الفجر وسيظل غائبا حتى المساء ، ورغم أن اليوم سيكون اجازة مدرسية، وأنابحاجة لبعض النوم والراحة خاصة بعد ليلة حافلة بالآهات من آثار المغص الكلوي الذي يلازمني، إلا أنني استيقظت في ا الرابعة فجرا، كي اقوم بتسخين الماء مستخدمة ابريق الكهرباء، ووضعته في طنجرة كبيرة فوق الغاز، ثم سخنت كمية أخرى،اضقتها للأولى ،والسبب في ذلك أنني اريد ان أوفر بعض الغاز الذي بدأنا نعاني من شحه ثانية، وعلي ان اقوم بسلق أوراق الكرنب(الملفوف) وهكذا وقفت في ساعات الفجر في المطبخ، أصلي تارة وأسلق الكرنب تارة، وانجز بعض الأعمال تارة ثالثة، ثم قررت أن أدير الغسالة أيضا، لأنني اكتشفت ان خزانة ابني الكبير قد فرغت من الملابس، وهو الذي يهوى الاستحمام يوميا بعكس الصغير الذي لا يستحم إلا في المناسبات والأعياد.

حين استيقظت ابنتي الكبرى لصلاة الفجر، استغرب منظري اللاهث هنا وهناك،ولكنها هزت رأسها: (ياحبيبتي يا ماما بتتسابقي مع الكهربا……..)

عادت للنوم واقتربت الساعة من السادسة صباحا حين كنت قد انجزت كل الاعمال، ووضعت الكرنب المسلوق على رفّ المطبخ وقررت ان أخلد للنوم، واذا بالكهرباء تنقطع، وتظلم شقتي الصغيرة.

فجأة صاحت صغيرتي من فراشها: ماما اناخايقة من العتمة……

ركضت لها والظلام يعمّ، ففي الليالي الشتوية تتأخر الشمس عن البزوغ ، واخذتها في حضني... وقررت أن أنام في سريرهاالصغير….
حين استيقظت كان ابني الصغير مستيقظا، وكان يـتأفف كالعادة:( مش حرام عليهم يوم الاجازة كمان مافي كهربا….)

معنى أن لاكهرباء في يوم الاجازة أن كوارث كثيرة ستحل بي، بدأت بان يضرب شقيقته الصغيرة، وبدأت الصغيرة تبكي، وكل ذلك بلا سبب، ضرب ابني بقبضته شاشةالتلفاز الرابض كجثة وهو الذي اعتاد ان يفتحه بمجرد ان يستيقظ من نومه في ايام الجمعة، وانا بذلك أتقي شر المشاحنات بينه وبين الصغيرة، ولكن لا تلفاز الآن، كما انه لن يستطيع ان يلعب على الحاسوب كمااعتاد ايضا….

صرخ في وجهي: شوبدي اعمل هللا؟؟

لم أرد وأشرت لمائدة الافطار ليتناول افطاره، ولكنه تلفت يمينا ويسارا حوله، وتخيلته مجنونا...فتح باب الشقة المؤدي للدرج ، وسمعته يفتح باب البيت ويخرج……

ناديته ولم يرد، وطمأنتني ابنتي انه سيعود ، ولكنني كنت قلقة، وبدأت أشغل نفسي بحشي الكرنب،الجو كان باردا والمغص الكلوي ينخر في خاصرتي، ولايوجد وسيلة للتدفئة والكهرباء مقطوعة، وابني الصغير لم يعد ، وقد انهيت المحشي بسرعة، ووقفت انظر من الشرفة، ولكن لا أثر للصغير…….

الوقت مرّ علي ثقيلا، هو بلا معطف، بلا قفازات، بلا جوارب،وبلا طعام ولا حتى مال…..

اين ذهب الصغير؟؟

اصبح الوقت عصرا ولم يعد ولم يعد التيار الكهربي بعد؟ اعتصرني ألم الكلى، عدت للسرير واخفيت خبر اختفاء الصغير عن والده الغائب الحاضر، لم أطلب منه المساعدة في البحث عنه، وتركت المهمة لابني الأكبر الذي جاب كل الأماكن التي يتوقع أن يجدها فيه بلا فائدة…..

مع ساعات المغرب عادت الكهرباء ودبت الحياة في البيت، أدرناالتلفاز،وشغلت الكمبيوتر، وكذلك السخان الكهربي، لأننا بحاجة للماء الساخن على الأقل للوضوء في الجو البارد، وأدرت ا لمدفأة الصغيرة ...جلست أمامها ارتجف، وبدأت قطرات من الدمع تتساقط من عيني، الصغير لم يعد وانا لا أحتمل اي احتمال ان يصاب بشيء، تخيلته مصابا فزاد بكائي،ولكن طمأنت نفسي بأن الله لن يحرمني من صغاري الذين وهبت حياتي لهم، فكرت أن اعد له(كيكة) التي يحبها، ولكن تذكرت أن انبوبة الغاز ستنفذ وانا أستخدمها للضرورة،ولو استخدمت ا لفرن الكهربائي فسوف تنقطع الكهرباء كالعادة بمعدل ربع ساعة كل ربع ساعة(هههههه) وسوف تفسد الكيكة بذلك، ولكن خواطري توقفت حين دلف الصغير من باب البيت…..

وجدني على السرير ، صحت به في لهفة وجزع : وين كنت؟

كان اصفر الوجه، ازرق الشفتين، اشعث الشعر، يرتجف بردا وجوعا كورقة خريف……

قال لي: رحت ع الحدود مع اسرائيل مشي ع رجلي

مع صحابي

شفت الموقع اللي بيتدربوا فيه(تبعون حماس).

هم كانوا بيتدربوا

انا ضليت ارجم عليهم……. حجارة

ماذا فعلتِ بابني ياحماس؟ انا لست ضدك ولا معك... ولا مع أي احد، ولكن اجيبيني يا حماس

ماذا فعلتِ بابني؟؟











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ادموا قلوبنا هؤلاء الظلاميون
فيصل البيطار ( 2010 / 1 / 8 - 07:40 )
ليس لدي ما أقوله .. الغصه تخنقني ووجع خاصرتيكي زحف نحوي وإبنك حفر في قلبي أخدودا عميقا من الكره لهؤلاء الظلاميين ... فوق كل كرهي لهم
كل المحبه لك سيدتي .


2 - رفقا بنفسك يا أخي فيصل البيطار
عبد الله بوفيم ( 2010 / 1 / 8 - 12:09 )
إن كان هذا حالك اليوم, وكدت تفقد صوابك لمجرد أن طفلا صغيرا يسير في مسار الظلاميين كما سميتهم أنت. فكيف يكون حالك يوم ترى الاسلام والمسلمين حيثما توجهت بوجهك. قد تنهار يا فيصل؟
عليك أخي الكريم, أن تتعود أن تسمع عن أخبار المسلمين وتوسعهم في قلوب البشرية جمعاء, الاسلام يا فيصل لا يستهدف ثروات ولا أراضي الشعوب, لكنه يستهدف قلوبهم, ومن بلغ الاسلام قلبه فهو منا ونحن منه, له ما لنا وقبلنا, وعليه ما علينا وبعدنا
نحس باخوتنا المسلمين في شتى بقاع العالم, ونتألم لألمهم. تألمنا لألم الفلبينين الذين دبحوا بالسكاكين كالخراف, ونتألم لحال اخوتنا في فلسطين وفي العراق والصومال وافغانستان, وشتى بقاع العالم
ستجد الاسلام في بيتك, كما وجده ابو لهب, ولن يكون لديك من سبيل إلا الصبر على فلدات كبدك وهم يذكرونك بالله رب العالمين, في كل وقت وحين, وأنت تكتم غيظك, وتصبر
تعلم الصبر الجميل اخونا فيصل البيطار, فنحن تعلمنا الصبر قبلكم, ومدركون أن دماء اخوتنا الذين يبادون بالسموم والنابالم والنووي والحرب الجرتومية في العديد من المناطق بالعالم, لن تدهب تلك الأرواح سدى.

اخر الافلام

.. صحن طائر أو بالون عادي.. ما هي حقيقة الجسم الغريب فوق نيويور


.. دولة الإمارات تنقل الدفعة الـ 17 من مصابي الحرب في غزة للعلا




.. مستشار الأمن القومي: هناك جهود قطرية مصرية جارية لمحاولة الت


.. كيف استطاع طبيب مغربي الدخول إلى غزة؟ وهل وجد أسلحة في المست




.. جامعة كولومبيا الأمريكية تؤجل فض الاعتصام الطلابي المؤيد لفل