الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وغاب النواب في السرداب

محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث

2010 / 1 / 8
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


لليوم السابع على التوالي عجز مجلس النواب الموقر عن الاجتماع وإقرار الموازنة المالية بسبب غياب النواب وامتناعهم عن الحضور لأن أغلبهم لم ترشحه كتلته للدورة القادمة ،كما علل الدكتور بهجت العطية" ، نائب رئيس المجلس، في تصريح لوكالة «رويترز»، عدم اكتمال النصاب بأن عددا غير قليل من أعضاء المجلس انقطعوا عن حضور الجلسات بسبب «عدم ترشحيهم من قبل قوائمهم للانتخابات البرلمانية المقبلة.. إضافة إلى انشغال البعض الآخر بحملاتهم الانتخابية». وأضاف العطية أن هذا التطور «أصاب المجلس بحالة من الفتور" (والتطور) الذي وصفه العطية لم تجدي معه النداآت العاجلة لرئيس المجلس وتهديده لهم وطلب عقد اجتماع للمجلس السياسي للأمن الوطني إلا أن السادة ممثلي الشعب يرفضون الحضور مما عطل إقرار الموازنة وقانون السلوك الانتخابي والقوانين الأخرى التي تنتظر التصويت،ولم أسمع في حياتي وفي أي بلد من بلدان العالم المتقدمة منها أو المتخلفة أن نواب الشعب يرفضون الحضور للبرلمان ويعلنون العصيان في الوقت الذي أصدرت الحكومة العراقية أوامر مشددة بمنع العمال والموظفين من الإضراب أو الانقطاع عن العمل وأن الفصل سيكون مصير المضربين فلماذا لا تطبق الحكومة العراقية القانون على نوابها الأشاوس، وهل أن المجلس المسئول عن تشريع القوانين وتعديل الدستور هو فوق القانون والدستور وله الحق بتجاوزه وعدم العمل بمقتضاه ،ولماذا لم يطبق رئيس المجلس قوانين الإدارة الانتخابية ويقتطع رواتب الغائبين أو تتخذ قرارات ملزمة بفصل النائب وحرمانه من الحقوق المترتبة له في حالة غيابه وخصوصا في هذا الظرف المحرج،ولو قام عمال بسطاء بالإضراب عن العمل ،فهل تسكت عنهم الحكومة أم ستحيلهم وفق المادة 4 إرهاب "وتنعل موته موتاهم" أو ستقول أن الأيادي البعثية القذرة وراء الإضراب لأنهم يحاولون أعاقة العملية السياسية، وإذا كان السادة النواب لا يهمهم أمر الشعب والمجلس فلماذا يتكالبون على الترشيح للمرة الثانية،وكيف لهذا الشعب البطل انتخاب مثل هؤلاء ومنهم من لم تطأ أقدامه مجلس النواب وهناك العشرات منهم لم يحضروا تحت قبة المجلس طيلة السنوات الأربعة المنصرمة أكثر من عشر مرات،أن الشعب العراقي هو الوحيد القادر على معاقبتهم بعدم انتخابهم والخروج بتظاهرات للمطالبة بحرمانهم من التمتع بالامتيازات التي أقروها لأنفسهم ،وسحب جوازات السفر الممنوحة لهم وقطع الأراضي والسيارات المدرعة وأعادتهم لصفوف الشعب مواطنين عاديين.
وكنت أتوقع من الجهات الدينية التي كانت وراء انتخابهم أن يكون لها موقفها الرافض لتصرفاتهم التي لا يقرها عرف أو قانون وأن تدعوا الناس لعدم تجديد انتخاب النواب المتغيبين أو غير المواظبين على الحضور ،ولكنها لا تتدخل إلا في الأوقات العصيبة عندما يأتي يوم الانتخاب وتقول كلمتها الحاسمة التي تحول مجرى الانتخابات بالاتجاه الذي تريد،وكان عليها أن تقول كلمتها الحاسمة لا أن تحاول لملمة التكتلات بشكل طائفي كما يبدو من خلال الاتصالات المكثفة مع الجهات المعنية،ولعل ما يحدث من تطورات وبهيجان في الشارع العراقي حول فتوى رجل الدين السعودي تصب بذات الاتجاه لإثارة فورة طائفية جديدة تدفع بالناخب للتمترس خلف طائفته كما حدث في الانتخابات السابقة عندما جرى التنسيق مع فضائية الجزيرة لإثارة الشارع العراقي قبل الانتخابات بتصريحات مماثلة لأحداث حالة من التعاطف مع الكتل الدينية،بعد نزوع الشارع العراقي للتخلي عنها لعدم قدرتها على أدارة البلاد وانتشار الفساد داخلها.
أن الكرة في ملعب الشعب العراقي فهل سيقول كلمته الحاسمة أم سيسير في الطريق الخاطئ مرة أخرى،ليصنع برلمانا لا يختلف عن السابق وبذلك تكون النهاية المأساوية لآمال وتطلعات جميع العراقيين في بناء الدولة المدنية الديمقراطية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الكره في ملعب أميركا دائماً
زهراء ( 2010 / 1 / 8 - 12:47 )
عزيزي الكاتب ..في مثل هذه الأيام من العام الماضي فعل المشهداني مايفعله النواب الآن أثار الفوضى وتعطيل عمل البرلمان رداً على أجماع بتنحيه، الحل كان مكافئته براتب وأمتيازات مدى حياته ..أنها المصالحه التي تشدد عليها الأداره الأميركيه والتي تسترت على الدليمي وأولاده والدايني ومقتدى وجرائم الأحزاب الكرديه ..تريدون ديمقراطيه ياعراقيون ؟ سنجعلكم تكرهون الديمقراطيه التي أغرقتكم بمجازر أشترك بها الجميع حتى بلاك وتر ..سنوصلكم الى العوده للبعثيين وستحلمون بديكتاتور ليحقن دمائكم ..بعد هذه السنوات السبعه المريره التي ماشهد العراق قتلاً وفساداً ونهباً عبر تأريخه بأسوء منها هل تعتقد أن العراقيين مستعدين فكرياً ونفسياً للتعاطي مع صناديق الأنتخاب بشكل واعي؟هنالك سياسه تدميريه بحق العراق لكي يبقى يعيش الفوضى وعدم الأستقرار ينزف شعبه وتستنزف ثرواته والى قيام الساعه..لن يُحسن تصويب كرة أو حتى بالون..شكراً جزيلاً لك


2 - الدكتور خالد العطية النائب الأول للبرلمان
عبد الخضر سلمان ( 2010 / 1 / 8 - 15:20 )
الأخ العزيز أبو زاهد المحترم , إشارة ذكية منك وبمحلها وهي تصريح العريفي ضد سماحة السيد علي حسين السيستاني وإستغلالها من قبل الكتل الشيعية القوية قبيل الإنتخابات من أجل التمترس الطائفي والذي تحاول القنوات التي تدعم هذا التوجه كالعراقية والفيحاء والفرات أن تخلق منه مشكلة ضد كل الشيعة كطائفة لا سيما وأن السعودي إستهدف أكبر مراجعهم وأنت أشرت بشكل جميل لسابقة حدثت في الإنتخابات البرلمانية السابقة حينما إستضافت قناة الجزيرة أحد السياسيين الفاشلين ليقوم بحملة ضد السيستاني جلبت مئات ألوف الأصوات لقائمة الإئتلاف وكهربت الجو العراقي الإسلامي لصالح طائفة ضد أخرى من أجل مكاسب إنتخابية ونفس الشيء يعمله الآن طارق الهاشمي وغيره من قادة السنة لنفس النوايا أما ما نطلبه من الناخب العراقي فهو المستحيل لأن أغلبية العراقيين اليائسين يقاطعون الإنتخابات وأما الآخرون فهم يعيشون تحت الحالة التضليلية لهذه الكتلة أو تلك والخاسر الوحيد والأكيد أولاً وأخيراً هو المواطن الفقير , وأخيراً أعتقد أنك أسقطت سهواً إسم بهجت العطية الذي كان يحكم قادة الشيوعيين ومنهم فهد بالإعدام , والصحيح هو خالد العطية وليس بهجت المقبور .


3 - بهجت العطية
علي حسين كاظم ( 2010 / 1 / 9 - 00:04 )
العزيز أبو زاهد: التفاته ذكيه (بهجت العطيه) العطيه لو رشح نفسه في مدينته الشاميه سوف لايحصل على اصوات بيت العطيه ونحن أهل الدار ونعرف الحقيقه.ربما يرشح عن اربيل حسب قوائم التعويض من أجل عرقلة القوانين التي تخص الفقراء كيف لا وهو سليل عائلة أقطاعية بريطانيه؟


4 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 1 / 9 - 07:13 )
العزيزة زهراء
يبدو أن الأمور تنحى بالمنحى الذي أشرت إليه فالكتل الطائفية التي تتحكم بالعملية السياسية تحاول تفصيل الأمور على مقاسها لتبقى في الحكم بعد أن ذاقت حلاوته وحلاوة الأموال التي تسرق بأسم الدين والطائفة والقومية والمستفيد الأكبر من هذا الخراب هو البعث والقوى المتضررة من الوعي الوطني،يجب أن لا يأخذ اليأس طريقه الى النفوس وعلينا النضال والنضال لتصويب الأمور والسير بالعراق لشواطئ الأمان وأن لا تذهب التضحيات الغالية هدرا ليستفيد منها المغامرين ممن تسلقوا السلطة بسبب ضمور الوعي الشعبي وتغييب الحس الوطني .


5 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 1 / 9 - 07:21 )
الأخ عبد الخضر سلمان
لنبدأ من الأسفل أي من القاعدة الشعبية التي هي المجال الأول لعملنا وأقول لك أني قصدت بهجت العطية لأنه لا يختلف عن عطية الله النائب الأول الذي مارس ويمارس أشكال التضليل لينحوا بالبرلمان في مسيرته الخاطئة،وان مواقفه الكثيرة هي أكثر خطورة على العراق من تصرفات العطية الملكي رغم أنهم من طينة واحدة فالعطية النائب من أسرة أقطاعية امتصت دماء الفقراء ولا زالت كالعلقة التي لا يرويها ألا امتصاص الدم العراقي وهو ما أشرت إليه سابقا بأن بريطانيا لا تتخلى عن أحفادها فقد جلبت للعراق الجديد شراذم الأتباع ممن كان أبائهم وأجدادهم خدما لها في استعمار العراقيين وراجع قائمة شخصيات السلطة من مجلس الحكم وحتى اليوم تجدها من الطينة الملكية الاستعمارية الرجعية المتسلطة على العراقيين.
أما الطرق والأساليب المتبعة في الدعاية الانتخابية فهي ذاتها لأن الخروج من الشرنقة الطائفية لا يجعل لهذه القوى وجود على الأرض العراقية.


6 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 1 / 9 - 07:29 )
الأخ علي حسين كاظم
نعم لن يفوز إلا بتزوير أرادة الناخب والدليل المعركة التي خاضها حراسه مع حراس محافظ الديوانية في الشامية ذاتها عندما أكلوا المقسوم من حماية المحافظ وخرجوا بجروح تثبت مكانة النائب الأول في مدينته ومدى القوة التي يتمتع بها لأن أبناء الشامية لا يجهلون تاريخ هذه الأسرة واستغلالها لجهود الفقراء والشامية هي أول مدينة عراقية نفذ الشرفاء فيها قانون المناصفة مع الفلاحين على يد آل غلام عام 1948 وهو ما أشرت اليه في مقال نشر في مجلة الشرارة النجفية عن عميد الأسرة المناضل الشيوعي عبد الواحد حبيب غلام.
________________________________________


7 - اشارة صحيحة
البراق ( 2010 / 1 / 9 - 10:21 )
الاخ محمد علي اشارتك لدور السيد السيستاني بلملمة الامور للطائفيين صحيحة جدا وكل الجهود تبذل من اجل ابقاء نفس الوجوه في الدورة القادمة من قتلة وسراق . وبالرغم من ايماني بان النضال ضد هذا الوضع مطلوب ويجب ان يستمر لانقاذ العراق وشعبه الا ان اثارة الطائفية من جديد كما يتم الان قد يؤدي الى فوز هذه الكتل الطائفية وحسبنا الله ونعم الوكيل


8 - المطلك
رحيم الغاالبي ( 2010 / 1 / 9 - 13:44 )
هذا من جهاز (حنين) مخابرات صدام المفروض ان يعتقل وليس عضو في البرلمان
وللاسف لم تفضحه مقالات الكتاب


9 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 1 / 9 - 16:36 )
الأخ البراق
ما يجري الآن هي محاولات لإعادة رسم الخريطة على أسسها الطائفية القديمة ولو نظرنا في المرشحين الذين طعموا بهم ائتلافاتهم لوجدنا أنهم أشخاص هامشين لا يمكن لهم الفوز أو الحصول على نتيجة مشرفة وهذه اللعبة لا تخفى على أحد ويحب كشفها حتى لا تمرر خططهم في أعادة الهيمنة من جديد
الأخ رحيم الغالبي
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأخبار من لم تزود
والأيام القادمة ستشهد فضائح واتهامات بين الكتل وسينشر غسيلهم أمام الناخبين


10 - اطمئن نفس الكتل الطائفية باقية
ابومودة ( 2010 / 1 / 9 - 19:40 )
العزيز ابو زاهد
لك حبي وتحياتي
شعبنا حتما سيقول كلمته الحاسمة وكما عهدته دوما سينتخب قائمة السيد او الشيخ او المله لان المرجعبة الحكيمة ستقول كلمتها وهذا ما فهمناه(مابين السطور ) من السيد نائب رئيس الجمهورية عند زيارته للسيد السيستاني...................
ومرة اخرى سيشكل البرلمان الجديد من نفس الكتل الطائفية بالرغم من الاجرام والموت والفساد التي تسببت بها
وسيأتي برلمانا لا يختلف عن الحاليين وبذلك تكون النهاية المأساوية لآمال وتطلعات جميع العراقيين في بناء الدولة المدنية الديمقراطية.
مع مودتي


11 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2010 / 1 / 10 - 15:40 )
الأخ أبا مودة
تفاءلوا بالخير تجدوه وأعتقد أن هناك صحوة في الأفق ستؤدي الى فشل هذه الكتل أو التقليل من سلطتها وسيكون للقوى الأخرى تأثيرها في العملية السياسية لأن السيارة لا يمكن أن ترجع بك دائما ولابد أن تسير الى الأمام رغم المخاوف الحقيقة التي طرحتها مع محبتي


12 - تصحيح معلومة
زينة شاكر ( 2013 / 8 / 11 - 13:56 )
مرحبا استاذ محمد الموضوع جميل وانا اثني على جهودك لكن لديك خطاوهو يجب التفريق بين بهجت العطية الذي تولى مديرية الامن العامة وهو من اهالي البصرة وبين خالد العطية الذي من
اهالي الشامية


13 - رد
محمد علي محيي الدين ( 2013 / 8 / 11 - 16:37 )
العزيزة زينه شاكر
اسميته بهجت العطية متعمدا وانا اعرف خالد العطية وهي اشارة الى انه لا يختلف عن بهجت العطية مدير التحقيقات الجنائية في العهد الملكي في الاخلاق والتوجهات ونتمنى ان يكون مصيره مصير سميه العطية فهذا المعمم الذي ارتدى العمة بعد السقوط من اسرة اقطاعية لها مكانتها في العهد الملكي ولا احب الخوض في التفاصيل وقد كان يملك محلا لبيع الاطارات ثم هاجر الى الخارج ليصبح معارضا وهو والحمد لله من اكبر اثرياء العراق في الوقت الحاضر بما كسب او نهب من اموال العراقيين وحساباته في الدول الاوربيه تكفيه وتكفي احفاد احفاده الى ابد الابدين
شكر لمرورك

اخر الافلام

.. أي تسوية قد تحاول إسرائيل فرضها في لبنان والإقليم؟


.. أي ترتيبات متوقعة من الحكومة اللبنانية وهل تُجرى جنازة رسمية




.. خبير عسكري: هدف عمليات إسرائيل إحداث شلل في منظومة حزب الله


.. نديم قطيش لضيف إيراني: لماذا لا يشتبك الحرس الثوري مع إسرائي




.. شوارع بيروت مأوى للنازحين بعد مطالبة الجيش الإسرائيلي للسكان