الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حان الوقت لنفتح الأوراق

سعد الغالبي

2010 / 1 / 8
الادب والفن


في أوائل صيف عام 2009 أعلنت قناة البغدادية الفضائية عن (مسابقة كبرى ) للدراما التلفزيونية والخاصة بكتابة النصوص للمسلسلات ، ودعت فيه كافة كتّاب العراق في الداخل والخارج على حد سواء للمشاركة في تلك المسابقة ، وعلى مدى ثلاثة أشهر ، إستمر وصول النصوص المكتوبة الى القناة عن طريق بريداليكتروني قد أُعلن مسبقاُ ، حيث وصل عدد النصوص المشاركة الى (92 ) نص تليفزيوني ، ومن الجدير بالذكر إنه لاتوجد قناة فضائية سوى قناة البغدادية قد قامت بهذا الجهد الجبار لنصرة الدراما العراقية .
في هذه الأثناء (وخلال عملية الفرز )لم يكن أحداً من المشتركين ليعرف من من المحترفين سوف يكون حكماً في لجنة التحكيم الخاصة بالمسابقة إلا بعد مضي أربعة شهور تقريباً ، حين أعلن مقرر اللجنة وهو الفنان القدير بهجت الجبوري .. ان لجنة التحكيم تتألف من الكتاب المعروف (حامد المالكي ) والكاتب المخضرم صباح عطوان والمخرج التليفزيوني صلاح كرم ، ومخرج سينمائي حكماً ثالثاً ، إضافة الى مقرر اللجنة .
في أول أيام عيد الفطر المبارك ومن نفس السنة ، أعلن الفنان بهجت الجبوري وبلغة (الأكشن ) ، وفي وقت متأخر من الليل ، نتائج المسابقة الأولية قائلاً :
- إذ تم إستثناء (62 ) نص مشترك دفعة واحدة ، وبقيت تتنافس (30) نص تليفزيوني في المرحلة الأولي .
وفي وقت لاحق و قبل حلول عيد رمضان بشهر قد أُخبر الكتاب اللذين لازالت نصوصهم المودعة عند لجنة التحكيم قيد المنافسة بواسطة بريدهم الأليكتروني ، حيث طلب منهم إكمال خمس حلقات من الأعمال التي شاركوا فيها ، ، وأنا كاتب هذا المقال كنت واحد من اللذين أُخبروا بذلك .
لنعد ثانية الى مقرر اللجنة ...
في المرحلة الثانية أُبعد (15) نص من أصل (30) نص ، ليبقى خمسة عشر نص يتنافس في المسابقة .
ـ ومن جملة ما قاله الفنان الجبوري .. (ان الأعمال التي خرجت كانت غاية في الروعة ، وتوصي اللجنة بالتعاقد مع كتابها من قبل القناة ) .
** إذن الأعمال المتبقية سوف تفوق مستوى الروعة ولا أعرف تعبيراً لوصفها كيف ستكون ، وحين يتم إستبعاد عشرة نصوص أخرى ، فسوف تبقى خمسة نصوص ، لتكون هي الأعمال الفائزة بالجائزة وحسب ترتيبها الذي سوف يكون .
** أريد أن أقول كان الله بعون لجنة التحكيم ، إن كانت على مستوى عالٍ من الحرفية في التقييم ، لأن النتائج لم تظهر لغاية هذه الساعة .
الكاتب حامد المالكي هو أحد أعضاء لجنة التحكيم ، ولا أعرف موقعه في لجنة التحكيم ، وكذلك الكاتب صباح عطوان بإعتبارهم من كتاب السيناريو في العراق ، رغم أن صباح عطوان الأقدم تاريخاً في هذا المجال ، ولكن لماذا هذا الإختيار من قبل قناة البغدادية ، رغم وجود كم ونوعية من الكتاب العراقيين ، أو حتى الكتاب المصريين اللذين لهم باع طويل في إحتراف كتابة السيناريو اللذين يمكن أن يكونوا أيضاً حكام في المسابقة
هل لأنهم الأجدر دون غيرهم !؟.
** إن طريقة طرح الأفكار قد إختلفت في هذا الزمن عن الزمن الذي سبقه ، وكذلك كتابة السيناريو قدإختلفت هي الأخرى ، إذ بدأ الكتاب يبحون عن أسرار لكي يطرحون جملهم الحوارية ، إذ أن لغة الحوار المباشر قد إختفت في كتابة السيناريو ، وهذا مايمثله التفكير الجديد في طرح الأفكار في كتابة السيناريو ، وكثيراً من كتاب العراق قد إنتبهوا لتلك اللغة الجديدة وإستطاعوا العمل بها .
حين يكتب كاتب السيناريو مشهد ما ، عليه أن يفكر الف مرّه قبل أن يكتب ، مبتدأ بجمله الحوارية ، ومنتهياً بآخر خطوة يضعها الممثل المشارك في المشهد .
** الكاتب حامد المالكي في مشهد من مسلسل (الحب والسلام ) :
فتاتاة تتحدثان الى بعضهما البعض ، أحدهما قائلة :
- مشتاقتلج حقيره .
هذا ما يعبر عنه حامد المالكي في لغة الحوار ، وما قصدته الى ضرورة الإنتباه الى لغة الحوار ، إذ يمكن للكاتب أن يجد دون هذه الجملة الكثير من الجمل ، وهي تعطي نفس الغاية التي يريدها .
وفي مشهد آخر من نفس المسلسل ، كتب حامد المالكي سيناريو لمشهد :
قاتل (وهو الفنان أياد راضي ) يقترب من الضحية (رجل يجلس في سيارة ) بطريقة مفضوحة ، بعيدة كل البعد عن التأثيركونه جاء ليقتل (وهي طريقة قديمة يستخدمها لصوص المنازل )وليس قاتل يريد أن ينفذ جريمته في الشارع .
وفي مشهد آخر لنفس المسلسل ، كتب حامد المالكي جملة حوارية ، وهي غالباً ما تستخدم في الربط بين المشاهد في معظم المسلسلات ، إذ كثير من الكتاب يستخدمون كلمة معينة ، أو سؤال في نهاية مشهد ، ليجيب عليها ممثل آخر في المشهد اللاحق .
ولكن الكاتب حامد المالكي إستخدم كلمة بهذا المضمون في مشهد بزمن الفلاش باك ، ليربط بها في مشهد بزمن الآن ، وهذا الربط ، او الخلط غير مستساغ ، إذ يشبه خلط اللبن بالحساء ، إن جاز التعبير .
كل هذه المقدمة ليس للتقليل من شأن أحد ، فالجميع يكتب ، والجميع يقرأ ويستمع ويشاهد ما يكتب ، والبقاء للأصلح .
ولكن ... من يحكم على كتابات من إستخدموا كحكام على كتابات الغير ، كي يوضح للآخرين ، فربما في كتابات الغير ما يفوق من الحرفية ، كتابات الحكام ، وعندها يجلب أن يطبق مبدأ وضع النقاط على الحروف .
لقد نقل لي تفصيلاً ما حدث أثناء عرض كتاباتي في السيناريوعلى مخرجين ومخرجات معرفين جداً ، ومدراء قنوات تليفزيونية ، إعجابهم الشديد بما مكتوب ، ولكنهم وبسبب المحسوبية بين( سين الصادي) و(عين الميمي ) يذهب كل شي بأدراج الرياح .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة خاصة مع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وأسرار وكواليس لأ


.. بعد أربع سنوات.. عودة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي بمشاركة 7




.. بدء التجهيز للدورة الـ 17 من مهرجان المسرح المصرى (دورة سميح


.. عرض يضم الفنون الأدائية في قطر من الرقص بالسيف إلى المسرح ال




.. #كريم_عبدالعزيز فظيع في التمثيل.. #دينا_الشربيني: نفسي أمثل