الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أم مسعد قصة قصيرة

أحمد صبحي

2010 / 1 / 8
الادب والفن


كنا صغاراً نجرى هناوهناك بمرح وإنفعال لانفهم مايجرى،
هناك شئ غير عادى يدورمن حولنا

لم نكن نعى بالضبط،

لكننا كنا نستغرب وجوه الكبارالمهمومة والمشغولة بشئ ما خطير،

وهذة الشتائم المرسلة فجأة فى أفواههم يلعنون بها كل شئ،وهم يحرقون السيجارة بعد الأخرى٠٠

فى المساء

عندما بدأ جارنا يضع بحماس شارة الدفاع المدنى الحمراء على ذراعة،

كنا نراقبه بإنبهار،ثم تبعناه فى الشوارع الجانبيه،وهو ينادى على من فى البيوت ليطفئوا الأنوار،

وبعد قليل كنا وحدنا،بعض الصبية ننتقل بهمة من الحارة للإخرى،

نزعق تحت شرفات البيوت ووزجاج الشبابيك المغطاة بالورق الأزرق الثقيل،

٠٠طفى النور ياولية،داأحنا عساكر دورية
.............................................................

كان مسعد رغم أنه يكبرنا بسنوات كثيرة،إلا إنه كان يبادلنا أنا وأخيه الأصغر الحديث والضحك،

وكنا دائما نستعطفه أن يمنحنا عجلته لندور بها دورتين حول محلج بركات،

فيرفض بحجة سيل العربيات التى تمر فى الشارع الكبير عند النافورة،

لكنه كان يلين فى النهاية تحت إلحاح أخيه،ويترك لنا عجلته الضخمة التمانية والعشرين،نعافر معها بسيقاننا القصيرة التى تصل بالكاد فوق البدال لإدارته،

وكانت أسعد لحظاتنا عندما يبدأ مسعد تصليح وتشحيم جنزير عجلته،
فيضعها مقلوبة على شوال الخيش،ونحن جالسون أمامه نشاهد مايفعله بإهتمام كبير،

وكانت أم مسعد التى تشاهد الجميع من شباك الدور الأرضى،

تناولنا فى بعض الأحيان شفشق من السوبيا أو العناب المثلج،لنروى عطشنا فى حر الصيف

.......................................................

كان هناك حزن يخيم على الشارع الصغير،
فالناس متجهمة،ولعبة عساكر الدورية لم تعد مسلية،ودراجة مسعد فى غرفة الكراكيب على سطوح بيتهم،
ومسعد نفسه لم نروجهه منذ آخر يوم فى أجازته الميرى،

لم يعد من يومها،وقالوا أنه فى عداد المفقودين،

وكان أخوه الصغير صاحبى،يبكى كلما تكلمنا سوياً عن أخيه
حتى هذا اليوم الذى سمعنا فيه فجأة صراخ وعويل وصوات فى بيت مسعد،ففهم كل من فى الحى أن ماكانوا يخشون منه قد حدث،وأنهم قد تلقوا خبرموته،

فبكى البعض،وجرت النساء ناحية بيت أم مسعد،بينما أخذالرجال يرددون بحزن لاحول ولاقوة إلابالله

.....................................................

منذ ذلك اليوم ولوقت طويل طويل،
كأن رائحة الموت والحزن قد سكنت الشارع الصغير

وفى هدوء الليل عندما كنت أدخل البلكونة لشم الهواء،

كنت أرى غرفة السطوح مضيئة،تسهر بها أم مسعد،
يقولون أنها تمضى وقتها فى الصلاة،

تصلى مرتين،مرة لها،ومرة تهبها لروح إبنها مسعد،ثم تقرأ القرآن،

وفى صمت الليل،
كان الساهرون على حواف الشرفات،والجالسين فى ظلمة البلكونات
يسمعون صوتها يتلوالآيات،وهويتقطع بنهنهاتها المحرقة على إبنها مسعد،
حتى يعوقها عن القراءة،
فتتوقف،وتنخرط فى بكاء ونحيب مر
يسمعه الجميع صامتون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - الناقد الرياضي فتحي سند : فرص الأهلي في الفوز بالبط


.. كل يوم - الناقد الرياضي فتحي سند : لو السوبر الأفريقي مصري خ




.. مهرجان كان السينمائي: آراء متباينة حول فيلم كوبولا الجديد وم


.. أون سيت - من نجوم شهر مايو الزعيم عادل إمام.. ومن أبرز أفلام




.. عمر عبدالحليم: نجاح «السرب» فاق توقعاتي ورأيت الجمهور يبكي ف