الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متى ترفرف حمامت السلام على اكتاف العراقيات ؟

ناديه كاظم شبيل

2010 / 1 / 9
الارهاب, الحرب والسلام



ينتشر الحمام في ساحات البلدان الاوربية بصورة ملفتة للنظر ، تتهادى الحمامة وتتيه في دلال لتلتقط الحبوب او فتات الخبزمن ايدي النسوة الممدودة اليها بسخاء وحب . ما ان تبدا الحمامة بالتقاط الخبز حتى تبدا الكاميرات بالتقاط الصور التذكاريه ، ربما يكون المشهد مكررا الاف المرات بالنسبة للحمام ، فتراه يقفز على كتف المرأة او على ساعدها او فوق رأسها ، كعربون شكر لما تقدمه له من طعام وحنان . ولكن رغم الرقة والدلال التي يعامل بها الحمام الاوربي ، الا ان هديله لا يهزني كما هديل حمام بلادي ، لا ادري اي شجن وعذوبة يحمل ذلك الهديل العراقي الحبيب حتى تخاله ممزوجا بصوت وحيده خليل و داخل حسن وحضيري ابو عزيز وحسين نعمه ، صوت يدخل الروح فيمس اوتارها برفق ودفئ يبعث على الفرح الحزين.

ترى ما سر حزنك ياحمامات العراق ، هل اصابتك المصيبة حين قطع الاشرار رؤوس نخلاتك الباسقات فتدحرج بيضك وتكسر قبل اوانه ؟ ام ان يد الشرّيرقد سرقت فراخك ؟ ام ان زوجك اصابته طلقة صيّاد غادر ؟ أم ان الجوع قد انهك قواك فلم تعرفي الا النحيب الذي الذي هو صدى لنحيب العراقيات جميعا . حتى عراقيات المهجر لم تعرف السعادة اليهن سبيلا منذ فارقن شدوك الحزين ايتها الوفية الصامده .

في الغابات السويديه ، اسير وحيدة كل يوم ، غريبة من ارض كانت قبلة للشعراء ومنهلا من مناهل العلم ، يكتنفني كل حزن بلادي ، تتدحرج دمعة تكاد ان تحرق خدي رغم برودة الجو التي تصل تحت الصفر شتاءا ، تسأ لني نفسي كل يوم نفس السؤال، لماذا اتيت بي الى هنا ؟ ثم تعتصرني حد الموت وتصرخ فيّ: اريد العراق ! يضيق صدري ،وكغريق يكافح شبح الموت اشهق شهيقا قويا علّي اطرد الموت والحزن معا ، أه ياوطني الحبيب ياقرة عيني وياكل اهلي ونفسي ومالي ، فديتك خذني اليك ووسدني تحت ظلال النخيل او بجانب تربة امي أو في اي نهر سقته شرايين اهل العراق .

سمعت صوت هديل حمامات ، خيّل الي انه يحاكي هديل حمام العراق ،اصغيت سمعي مليا .. في بداية المقطع ، ابتدأالهديل شجيا هكذا كوكو..كتي ...... ثم اسرع في الشدو كوكوكوكوكو حتى خيّل الي انه يضحك ضحكة سريعة ، شعرت بالخيبة والخجل وخلته يسخر مني . الا ليته اكمل الشدو حزنا كحزن العراق لتمطره عينيّ دمعا دفيقا كنفط العراق.

أمنّي نفسي في كل يوم صباحا مساء ، اهدهدها في حنان كبير ، كما تفعل الام حين يسدل الليل استاره ليعلن بدء المساء، بأن جراح العراق ستشفى،وفي الفجر بعد اختفاء الظلام ، وعند زوال الغيوم ، وعند هطول المطر ، ستبزغ شمس العراق الحبيب ويشدو صغار العراق بصوت سعيد انشودة عهد العراق الجديد ويمضغ كل جياع العراق قطعة خبز مغمسة في مياه المطر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح