الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوقوف في تلال بان الخيالي/نص تلال الهذيان

سردار محمد سعيد

2010 / 1 / 9
الادب والفن


إعتدت عند الكتابة عن نص معين ان أمهد بديباجة ، ربما تعد مطولة للبعض لكنني أجد بها تمهيدا لسبيل .

أعتقد ان الكاتب أو الشاعر لا يستطيع النظر إلى نفسه كالناظر إلى غيره ، فهو لايرى جسمه إلا بمرآة ، ويرى صورة صفحته الأمامية ، ولا يستطيع النظر إلى صفحته الخلفية إلا بمرآة ثانية ، بينما الناقد يستطيع أن يراه بلا مرآة فضلا عن إنه يراه بمرآته ويرى نفسه بالمرآة كذلك ..

أنا لا أنظر لنص _ بان ضياء الخيالي _ على انه نص جميل وحلو ورائع وأكتفي بهذه الألفاظ المحببة لدى أي كاتب .

أولا :

لماذا أعجب الكثير بهذا النص ، أين يكمن السر؟

لدى الناس أذواق مختلفة ، ومشارب مختلفة ، قد يتفق على بعضها ، أو جزء منها ، ولا يتفق على أخرى ، لكن ثمة مواضع لا يختلف عليها ، وهي التي تجري مجرى الحقيقة ، فمثلا قولنا : إن البشر برجلين ، لاشك ،من لا يتفق معنا فهو على قدر من الجنون .

ولو تحدثنا عن الحواس فسنتفق عليها جميعنا .

النظر والسمع واللمس والشم ، هل يوجد من يختلف عليها ؟وهل من يقول : اننا نبصر بغيرالعين ونسمع بغير الأ ُذ ُن ونشم بغير الأنف ؟

لقد شرح ( الحريري في كتاب - درة الغواص في أوهام الخواص - ) بيت الشنفرى :

إذا احتملت رأسي وفي الرأس أكثري وغودر عند الملتقى ثم سائري

فقال : (فأما قوله وفي الرأس أكثري فإنه عني أن فيه أربعا من الحواس الخمس التي كملت بها فضيلة الإنسان وإمتاز عن سائر الحيوان (

فماذا فعلت بان ؟

- بان - ..أخذتنا في رحلة تنقلت بمشاعرنا بين البصر والسمع واللمس والشم ، ومن تخطيط أو غير تخطيط ، هي أفلحت بهدوء وإستدرجت القاريء ، نعم إستدرجت القاريء بشكل غير مباشر.

بدأت بالنظر فأعطتنا إنطباعا أوليا بمثابة الصدمة الروحية .

يقول ابو هلال العسكري في كتاب الصناعتين الكتابة والشعر

)قال بعض الكتاب : أحسنوا معاشر الكتاب الإبتداءات فإنهن دلائل البيان(

بدأت :

- هو الليل ينسل حزينا -

فقد توفقت في الإبتداء ، ولقد عاب أبو سعيد على البحتري قوله :

لك الويل من ليل تطاول آخره ووشك نوى حي ّ تزم أباعره

فقال له أبو سعيد : بل الويل والحرب لك .

عودة

فما الذي يتوقعه القارىء ؟ لامحال ، ان الفجر طلع والشمس بدأت تنثر أشعتها ،

والليل يرحل ورحلتة يكتنفها الذل ، بقولها مذللا ، ولم تقل : ذليلا إذ تؤكد ان هناك من أذله ، وهي الشمس .

وضعت معادلا موضوعيا في النص وهو - جذوة القنديل- الذي هو رفيق الليل .

أكدت النظر من خلال قولها :

تناظرني شزرا

تناظرني ، تعني النظر بدليل - شزرا - .

والعرب تقول تناظرت النخلتان بمعنى نظرت الأنثى الفحال .

وقال تعالى : وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون .أي تشاهدون

على ان - تناظر- تأتي بمعني الإنتظار وليس المشاهدة كقوله تعالى :

وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة . ( القيامة 22و 23 ) فإن ناظرة بمعنى منتظرة ،

وقوله تعالى : ( هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة ) الزخرف 66

ومن قبيل ذلك ان غدا لناظره قريب ، يتصور من لا أساس له من العربية انه للذي يراه في حين يعني : ان غدا لمنتظره قريب . والدليل المفحم على ذلك قوله تعالى:

وتراهم ينظرون اليك وهم لا يبصرون . الأعراف 198

اي بمعنى يقابلوك ، وليس يشاهدوك ، لأن المشاهدة إنتفت بعدم الإبصار.

ثم تنقلنا إلى حاسة أخرى - إستدراجا - كما قلت وتأرجحا فتقول :

طبول الوقت تقرعها قبائل الزمن الوحشية

وهنا لنا وقفة - الوقت والزمن - وهل من زمن بلا وقت ؟ ( فإن الوقت قدر من الزمان مفروض مميز من جملته ، مشار اليه بعينه . - الهوامل والشوامل للتوحيدي - . ) فلماذا إختارت لفظتين مختلفتين ومعناهما واحد ؟

من كلام العرب اختلاف اللفظين لإختلاف المعنيين واختلاف اللفظين والمعنى واحد واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين,,, واما اختلاف اللفظين والمعنى واحد فقولك : ظننت وحسبت وقعدت وجلست ( راجع المزهر في علوم اللغة وانواعها للسيوطي عن المبرد من كتاب - مااتفق لفظه واختلف معناه - ) كذلك كتاب - الكتاب - لسيبويه في_ باب اللفظ للمعاني - . كذلك كتاب - محك النظر- لأبي حامد الغزالي .

وقال - الجياني - في كتابه - الألفاظ المختلفة في المعاني المؤتلفة - ( فمن الإتساع في ذلك - يقصد علم المنطق - ان يتصرف الأديب في الفاظه ومكاتبته ومراسلته ومناجاته من تكرير للأسماء والصفات اذا كان المعنى واحدا .)

اما سببه فيعزى الى ان التنوع إخترعته العرب حتى لا يمج السمع .

أعود فاقول نقلتنا - بان - الى السمع فقالت :

وكأن الصمم يدثر سمعها .

من المعروف ان الصمم للسمع ، وليس للنظر ، فالقول - يدثرها - يكتفى به ، لأن الصمم مختص بالأذن ، وليس بالعين ولو كان ما تكتبه شعرا موزونا للزمها الوزن وحصل التجوز ، لكنه نثر ، لا سيما أردفت القول - وهو تأكيد نقلنا - :

تواصل الطرق بجنون دونما التفات الى نشيجي .

والنشيج هو الصوت وهو شدة البكاء ، ونشج ونشيج ، بمعنى غص بالبكاء من غير إنتحاب

اما لفظة دونما أو دون ما ، تعني وحده و سواه كقولنا : نعبد الله دونما سواه .

إذا ً ، تتابعت في تأثير الحواس من النظر الى السمع فهل إكتفت بذلك ؟ لا ، نراها بعد هذا تعرج على اللمس من غير أن تذكره مباشرة بل أوحت به الينا إيحاءا ، فقالت :

ترشقني قهقهته اللئيمة بسوطها

و - خنجري بيدي ....ما زال - .

ثم تنتقلنا الى حاسة أخرى :

يلفظ المصباح أنفاسه الأخيرة مخلفا رائحة سوداء ، على الرغم من استعارة اللون للرائحة .

وقالت :

أفقت قليلا من إنغماسي في ترجمة أنفاسي المتلاحقة .

هكذا انا اقرأ تلال الهذيان .

ثانيا

محاولة الإيغال في التشبيه العقلي المحض إذ تكون الجمل أكثر، تقول :

ورغمي استدير بقلق لأمسي .. فألفيه بشموخه الملكي يتشاغل برسم خطوط فارغة ويرمقني بطرف عين متغطرسة واثقة من هيمنة سطوته وانتهائي فاعود يرغمني عشقي انكفيء على حيرتي واواصل تقطيع اوصال السبعينية البيضاء التي اشبعتها ندوبا........

كما يؤكده عبد القاهر الجرجاني في أسرار البلاغة ويضرب مثالا لذلك قوله

تعالى :

من يونس 24 ( انما مثل الحياة الدنيا كماء انزلناه من السماء فإختلط به نبات الأرض مما ياكل الناس والأنعام حتى أخذت الأرض زخرفها وإزينت وظن أهلها على انهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا (

فيقول انك ترى في هذه الاية عشر جمل إذا فصلت .

ثالثا

التقديم والتاخير

من المؤخر والمقدم ، يقول ابن الجوزي في كتابه الموسوم بالمدهش :

ان القران الكريم تضمن التقديم والتأخير ، مثلا :

في البقرة ( والنصارى والصابئين ) وفي الحج (والصابئين والنصارى (

في الأنعام ( نحن نرزقكم واياهم ) وفي بني إسرائيل( نحن نرزقهم واياكم)

و في القصص( وجاء رجل من أقصى المدينة) وفي ياسين ( وجاء من أقصى المدينة رجل)

من أمثلة ذلك عند الكاتبة :

ترفرف عباءة ويمكنها القول : عباءة ترفرف ، و - يبرق سيف - و- تتساقط الثواني - و- البس تاجي بيدي - و - يدور بي .

هذا نوع وعكسه أخرت الفعل ، مثل :

مذلالا وهو يمضي وكان يمكنها القول ( وهو يمضي مذللا ) و - شبح رهيب يتضخم - او - بعشقه دخلت - او - حلكة ذلك المتقهقر تغمرني - او- براعم النور تتفتق - او - يد القدر تلك التي لم تسعف احدا .

رابعا : استعمالات بيـّنة

يلاحظ ان - بان - تستعمل الفعل - بكثرة - فقالت في نصها :

يضمني الليل - تتراقص حولي - يرتعد خوفا - تناظرني شزرا - تواصل الطرق - يزداد اقترابا - يمد يدا - ترفرف - يبرق - تتقطع - تتساقط - يرتمي معول - يسحرني - يحتضن- تغمرني - تخترق- يرفضني - ترشقني تصطفق - يفتقد - يشتعل - يحملني - يردفني ....الخ .

كما انها تكثر من استعمال الضمير المفرد الغائب - هو - بوضوح والمفردة الغائبة - هي - :

هو الليل - و - هو يزداد اقترابا - و - فهو الأثمن - و- وهو المتطلع - و- هو النور- و - هي تئن لثقل جراحي - و- وهو يفتقد انطلاقاته - و- وهو مختال بفوزه

ويبدو ان تأثيرا قرآنيا في هذا الخصوص ، فقد استعملت في القرآن الكريم :

)هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ) البقرة 29

)هو الذي أنزل عليك الكتاب ....) آل عمران 7

)هو الذي خلقكم من طين ) الأنعام 2

)فألقاها فإذا هي حية تسعى ) طه 20

)إدفع بالتي هي أحسن ) فصلت 34

وقد أحسنت حين لم تستعمل - هي - في بداية الجملة فلم ترد لفظة - هي - في أول الكلام في القران الكريم طرا ، ولو انها وردت أربعين وسبع مرات ، إنما وردت لفظة - هو - لأنها عنت لفظ الجلالة و لفظ الجلالة مذكر، وقد وردت في 244 آية في 265 موضعا . - ملاحظة : هذا التعليق خاص بي من كلمة- وقد - وليس من مصدر ........

كذلك يلاحظ في النص كثرة استعمال اللام :

لرؤس ابنية المدينة - و- ليبدو من البعيد - و- ترفرف عباءة بيضاء لفارسي - يد الزمن الممتدة لعنقي - للفناء الخلفي لداري - و- انظر لتلال هذياني - و - مستسلما لساديتي - لحنوي - و- لتضاريس ترتفع - و - لأرفع رأسي- و - استجيب لنقرها - و - بقلق لأمسي - و - لثقل جراحي - و - وصولا لأفق الشمس - و- لذاكرته النابضة- و- يسرقني لوهلة أخرى - و- ليرحل بي نحو اصقاع - و - نبتسم لبعضنا - و- لإوركسترا نبضاتي- و - لقرار الفيروز - و- لبلاد الشمس .......الخ .

ترى هل - بان - معجبة باللام في حين يمكن الأستغناء عن بعضها لعدم إلتزامها الوزن كما في قول الشاعر :

وإني لتعروني لذكراك هزة كما انتفض العصفور بلله القطر

واللام قد تنوب عن حروف الجر ، فهي بمعنى على مثل:

)يخرون للأذقان سجدا (

وتنوب عن حرف عن مثل :

)قالت أخراهم لأولاهم (

وتنوب مناب في مثل :

)إني جاعلك للناس إماما (

واستعملت بأشكال مختلفة في القرآن الكريم :

)لله ما في السماوات والارض ) ( لام التملك(

)ويل للمطففين ) ( لام الإستحقاق(

(ليكون لهم عدوا وحزنا ) ( لام العاقبة (

)مصدقا لما معهم ) ( لام التقوية (

وهناك لام تسمى لام الإستغاثة كقول الشاعر :

يا لبكر أنشروا لي كليبا يا لبكر أين أين الفرار

فائدة :( والنصب في المضارع من الأفعال : لن يفعل ، والرفع :سيفعل ، والجزم : لم يفعل . وليس في الأفعال المضارعة جر كما أنه ليس في الأسماء جزم ، لأن لمجرور داخل في المضاف اليه معاقب للتنوين ، وليس ذلك في هذه الأفعال . وأنما ضارعت أسماء الفاعلين أنك تقول : ان عبد الله ليفعل ، فيوافق قولك : لفاعل ، حتى كأنك قلت : أن زيدا لفاعل فيما تريد من المعنى . وتلحقه هذه اللام كما لحقت الإسم ، ولا تلحق فعل اللام . وتقول سيفعل ذلك وسوف يفعل ذلك فتلحقها هذين الحرفين لمعنى كما تلحق الألف واللام الأسماء للمعرفة .) من كتاب - الكتاب - لسيبويه .

فائدة : هناك تفصيل عن حرف اللام في كتاب - أللامات - لأبي قاسم الزجاجي ، وهو مبحث مهم وجميل وجليل .

كذلك ممن كتب عن اللام - ابو الحسن الرماني - في كتاب ( منازل الحروف ) ومن هذا يتبين أهمية اللام وكثرة استعمالاتها مما قد يبعدنا عن أصل موضوعنا فأشرت الى المراجع المهمة التي أولتها عناية وسعة بحث .

خامسا

هل قصة أم شعرمنثور؟

تأرجح النص بين القصة والشعر المنثور ، فلا نستطيع ان نسميه قصة لعدم توافر شرائطها فلا شخوص ولا حوادث ولا تنامي حوادث ولا ذروة ...الخ

لكن النفس القصصي واضح فيه ، حتى ان أحد الأدباء أحس بذلك فعلق عليه ، ويمكن للكاتبة أن تحول النص إلى قصة .

لانستطيع أن نسمي النص قصيدة إلا انه تضمن مجموعة قصائد نثرية ويبدو ان - بان - واقعة تحت تأثير الشعر كونها شاعرة في تكوينها الأدبي ، وسأقوم بتجربة لإجتزاء قصيدة من النص فتصبح :

هو الليل ينسل حزينا

وئيدا

تتراقص حولي أشباح

أبتهل ان تتركني

براكين أحزاني

والوقت طبول تقرعها

قبائل الزمن الوحشية

تواصل الطرق

تستعر علوا

ولا تلتفت لنشجي

يتجه صوبي

يزداد اقترابا

وعشقي الأحمق

لفارس

لعباءته البيضاء

لسيفه

يسحرني فألبس تاجي بيدي

و أتيه في وجوده الأبدي .

ويمكن استلال قصائد اخرى .

وأخيرا يبقى نص - بان - نابضا بحيويته ،مفعما بثرائه ، وأمل ان لا أكون قد أسرفت .

نص

تلال الهذيان...!

http://alnoor.se/article.asp?id=63914









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عمنا شيخدار
نور وحسام أحمد ( 2010 / 1 / 9 - 11:21 )
حسنا فعلت إذ جعلت من نص بان سبورة سبر غور كشكولك اللغوي شيخنا سردار، وحسنا استقبلك زملاء دار نعق البوار ونعب في خوائها، كانت لهم قدم سبق في دارك الجديدة الحديثة المؤثثة الفارهة العصرية المؤسسة على الحوار الحضاري المتمدن موقع الحوار المتمدن الإلكتروني، الساعي إلى المعلومة والحقيقة سعي المثقف إليهما في مظانهما حتى ولو على قارعة هامش الحرية الملتزمة المسؤول، بدل تلميع مسدس غوبلز المرعبي ونطاقه الزيتوني عمنا!.


2 - محبة بسمة دمعة
زمان نهار ( 2010 / 1 / 9 - 16:25 )
سيد سعد العميدي يهنىء ويبارك إنتشارك مع بدء العام 1431هـ 2010م على هذا الموقع الإلكتروني البديل للموقع الشخصي - البائس - وتعليقات - التهافت المنحسرة المنكسرة المنكرة المنافقة (محبة! بسمة! دمعة!) من تحت قناع مهتوك!!.


3 - ابتي الغالي الاستاذ الكبير سردار محمد سعيد
بان ضياء حبيب الخيالي ( 2010 / 1 / 10 - 07:54 )
لست اقدم باقة وردي الخضيلة بامتناني وتقديري واحترامي....
وارحل دونما انحني باجلال لقلمكم الكبير المبدع ولصفاء روحكم الجميلة تلك التي رأت في تلالي المنزويه باخر ركن من العالم ما يستحق الوقوف عندها

ابتي الكريم لأنك الاكرم نفسا كرمتني بوجودك
ولأنك الاكبر فضلا هي ذي باقة وردي لك وهي لاتساوي الا بما تعنيه ربما اي ذرة من ابداعك العابق بالعطر المستشري في جوانب نفسي
ولأنك الاجدر بالتكريم انحني بكل قامتي امام شخصكم الكريم ايها الاب المدرس الفاضل
دم بخير وعافية
ولك مني كل محبتي واحترامي وتقديري
ابنتك
بان

اخر الافلام

.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان


.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير




.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام


.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي




.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية