الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العرابة الصهيونية كلينتون,,, والدبلوماسية العرجاء

سعيد موسى

2010 / 1 / 9
السياسة والعلاقات الدولية



((مابين السطور))


بعد ان صعدت حكومة اليمين المتطرف" نتنياهو-ليبرمان" إلى سدة حكم الكيان الإسرائيلي، وقد تنكرت إلى كل الاتفاقات السابقة وما وصلت إليه المفاوضات مع حكومة"اولمرت- ليفني"، وقد أبدت هذه الحكومة نيتها في إعادة المفاوضات المتعثرة أصلا إلى مربعاتها الاولى"نقطة الصفر" ، جاء رد القيادة الفلسطينية صريحا وجليا بعد حراك دبلوماسي فلسطيني مكثف على مستوى الساحات السياسية العربية والإقليمية والدولية، وذلك لحشد الدعم للقيادة الفلسطينية في عدالة مطالبها، وتوضيح الأمر بخصوص عدم جدية القيادة الإسرائيلية في عملية السلام، فكانت الشروط الفلسطينية للعودة لطاولة المفاوضات بناء على دعوة إدارة"اوباما- كلينتون" ليست شروط بل استحقاقات نصت عليها كل الاتفاقات والتفاهمات السابقة، ونتيجة تسارع وتيرة غول الاستيطان وشبح التهويد وجنون زحف"سور الفصل العنصري" لخلق مزيد من الواقع السياسي الجديد والذي يجعل من مجرد التفكير مستقبلا بقيام دولة فلسطينية ضرب من الخيال، فأعلن الرئيس/ أبو مازن موقفه من عملية السلام والمفاوضات العبثية وفق السلوك السياسي والعسكري الصهيوني، بتجميد المفاوضات بشكل كامل، وان لاعودة على الإطلاق إلى طاولة المفاوضات دون وقف كامل للاستيطان في الأراضي المحتلة عام 1967 بمافيها القدس الشرقية, وضرورة التأكيد على مرجعية المفاوضات الغير قابلة للتفاوض ، وهي حدود الدولة الفلسطينية الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأعلنت القيادة الفلسطينية بدعم عربي وإسلامي وأوروبي، ان لاعودة للمفاوضات دون الالتزام بهذه الاستحقاقات الواردة بالنص في كل التفاهمات والاتفاقات السابقة منذ حكومة" رابين" وحتى حكومة"اولمرت"، واستكمال المفاوضات من حيث انتهت وليس من حيث بدأت.




وعليه تجلت الغطرسة الصهيونية باستعراض فلسفة القوة والنبرة الفوقية كلغة المحتل لمن هو تحت الاحتلال، وكان الرد على الموقف الفلسطيني الثابت والجاد والمدعوم من كافة أطياف القوى الفلسطينية الوطنية، بل ويحظى بتأييد غالبية شرائح الشعب الفلسطيني، كان الرد الصهيوني الهستيري مزيد من التهويد والعدوان في القدس والضفة وقطاع غزة، بل وصل الأمر مؤخرا إلى ذروته ان لم تعود القيادة الفلسطينية عما يسمونه شروطها، فانهيار السلطة وارد، واغتيال الرئيس واعتقال كافة القيادات الفلسطينية وارد كذلك، وما كان من القيادة الفلسطينية إلا ان صعدت حراكها الدبلوماسي على الساحتين الأوروبية والعربية، وأعلنت غالبية تلك الدول تأكيدها على عدم شرعية الاستيطان وعدالة الإصرار الفلسطيني على موقفه لاستئناف عملية المفاوضات ، وكان المشروع"السويسري" الذي أثار امتعاض واحتجاج القيادة الصهيونية، بالتأكيد على دولتين فلسطينية وإسرائيلية والقدس الغربية عاصمة الدولة الإسرائيلية والقدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية، وقد تدخلت كالمعتاد الإدارة والخارجية الأمريكية لإنقاذ الموقف لصالح الكيان الإسرائيلي، لتفرغ المشروع من مضمونه بحده الأدنى وتمويع الأمور، لتدفع باتجاه اعتبار القدس عاصمة للدولتين متفادية الإشارة إلى تهويد القدس بالكامل وتغيير معالمها، بل تماهت بالمطلق في الخطوط العريضة الإستراتيجية تلك الإدارة الأمريكية مع النهج الصهيوني، وطالبت بوقف مؤقت للاستيطان دون الإشارة للاستيطان في القدس الشرقية وإجراءات تهويدها وطرد سكانها الأصليين واحتلال وهدم المباني العربية والإسلامية، فأصرت القيادة الفلسطينية على عدم الامتثال للدبلوماسية الأمريكية المنحازة في صف الكيان الإسرائيلي ضد كل ما نصت عليه الاتفاقيات والقانون الدولي وآخرها"خطة خارطة الطريق" والمبادرة العربية المرحب بها غربيا، وقد لامس الجميع ان ملف المفاوضات أصبح بالكامل في يد الخارجية الأمريكية، وتم إقصاء إدارة الرئيس"اوباما" عن التأثير والتراجع عن شعاراته المعلنة في زيارته التاريخية وخطاب القاهرة.



ربما كتبت كثيرا حتى في زمن تفاؤل البعض بإدارة"أبو حسين اوباما !!" كتبت قبل خطابه الوهمي بان الصهيونية سبقته للبيت الأسود، كتبت بان اوباما نفسه متفائل أكثر من اللازم وانه ستصطدم رأس سياسته المتفائلة بجدار الإستراتيجية الصهيونية الأمريكية وسيسقط ذلك الزخم فحدث كل هذا، بل ارتد الموقف الأمريكي على أدباره ليخبط بذات اليمين وذات اليسار، فتارة يهددون الرئيس بعقوبات لو حضر قمة دمشق فحضرها، يهددون الرئيس فيما لو ذهب للمصالحة في القاهرة فوقعها، يهددون الرئيس بوقف المساعدات للسلطة الوطنية الفلسطينية ان لم يعد لطاولة المفاوضات دون شروط فلم يعد، استخدموا أبشع الأدوات الدبلوماسية وقد أصر الرئيس/ محمود عباس على موقفه النابع من الموقف الدولي، بالتأكيد بجلاء ووضوح بان لا مفاوضات على الإطلاق دون وقف شامل وكامل للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 وفي مقدمتها القدس الشرقية، ونتيجة إصرار الرئيس وجديته وعدم الاكتراث بكل التهديدات الصهيونية والأمريكية، لامس الجميع بعض الضغوطات الأمريكية والأوروبية على سلطة الاحتلال التي تضرب بعرض الحائط منذ ولادتها المسخ كل القوانين والشرائع الدولية، بان أعلنت عن وقف الاستيطان "لمدة 11" شهر في الضفة الغربية دون القدس الشرقية، وأعلنوا مزيدا من اللهجة العدوانية السياسية، بان القدس موحدة كعاصمة لدولة الكيان، وانه على القيادة الفلسطينية الاعتراف بدولة يهودية قبل الشروع بالمفاوضات، وهذا ضرب من المستحيل والجنون، وما هي تلك الخطوات الإسرائيلية سوى التفاف على الموقف العربي والدولي والفلسطيني الموحد حيال أهمية وضرورة وقف الاستيطان، وتم الرد عليها فلسطينيًا بالموقف السياسي الثابت، ان لاعودة لطاولة المفاوضات دون الوقف الكامل للاستيطان خاصة في القدس، ولا اعتراف بدولة الوهم اليهودية وخُبث هذا المطلب النازي العنصري المفضوح وأثره على أهلنا داخل عمق دولة الاحتلال"48" والبالغ عددهم قرابة المليون ونصف فلسطيني كشوكة في حلق مشاريعه ودستورهم اليهودي المفترض، ونتيجة تجلي الضغط الأمريكي المعلن والخفي على القيادة الفلسطينية وتحديدا الرئيس/أبو مازن، ما كان منه غير الإعلان عن عدم ترشحه للرئاسة الفلسطينية في الانتخابات التي باتت على الأبواب، فردت عليه العرابة الصهيونية التي هددته في لقاء جمعهم بالإمارات العربية المتحدة وأعربت عن عدم اكتراثها بتلويحه الرئيس بالتنحي عن ساحة العمل السياسي، نتيجة مهزلة الانقسام ونتيجة انغلاق أفق التسوية، بل وكانت ردة الفعل التآمرية الفاضحة قد تشابكت بكل تناقضات أطرافها، وتجلى ذلك في أكذوبة"تقرير جولدستون" والحملة الصهيونية الأمريكية العربية الفلسطينية البشعة لتزوير الحقائق في محاولة لإضعاف وابتزاز الرئيس/ محمود عباس وتشويهه وما شوهوا غير أنفسهم، بعد انكشاف حقيقة ومؤامرة زوبعة التأجيل والتدجيل، فظهر الحق وزهق الباطل الذي انبعث من أبواق صهيونية كالمعتاد ضد الرئيس/ محمود عباس البريء من كل الخزعبلات الصهيونية التي التقطها المرجفون كمادة سوداء دسمة للتطاول عليه الذي يعني التطاول على التمسك الفلسطيني بالثوابت، مهما بلغت حدة المؤامرة بالتشويه الذي ارتد بفضل الله إلى نحور ماكينات التشويه الإعلامية العربية والصهيونية المشوهة المشبوهة، سقطت المؤامرة وثبت الرئيس، سقط الظلم وثبت الحق.




استمرت الضغوطات الأمريكية وآخرها تصريح العرابة الصهيونية"كلينتون" وزيرة الخارجية الأمريكية، لتتحدث بلسان الدموي المتطرف"نتنياهو" بلغة الأمر أثناء مؤتمرها الصحفي مع نظيرها الأردني، بالدعوة للعودة لطاولة المفاوضات دون شروط مسبقة، وقد اعتبرت هذه المرة الموتورة المغمورة ان المطلب الفلسطيني والذي ورد بالنص في كل الاتفاقيات والتفاهمات السابقة بحضور وتوقيع أمريكي رباعي دولي، اعتبرته بدبلوماسيتها العرجاء وخطابها السياسي الممجوج شروط فلسطينية مسبقة، بل وأخذت تضع خطوط السياسة الأمريكية الملتوية عن طريق الخداع المفضوح لتلتف على مقومات نجاح أي مفاوضات فقط المطلوب هو الامتثال للأوامر الأمريكية العرجاء، لتخبرنا بان مطلب تحديد مرجعية مسبقة للمفاوضات"حدود67" الغير قابلة للتفاوض عليها كمطلب دولي وفلسطيني، بان المفاوضات يجب ان تدور في إطار تلك الحدود وليس وفقها بالنص الصريح، بل طلت علينا هذه العرابة الصهيونية ذات السياسة البهلوانية المكشوفة بالالتفاف على مقومات نجاح أي مفاوضات، مطالبة بالعودة للمفاوضات وان الاستيطان يتم "وقفه من خلال المفاوضات" ، وجميعنا يعلم حجم الضغط والابتزاز الذي يتعرض له الرئيس/ محمود عباس في ظل واقع فلسطيني كارثي منقسم على ذاته، وفي ظل مواقف عربية متباينة ولا تقوى على مواجهة الإدارة الأمريكية بموقف واضح يدعم ثبات الموقف الفلسطيني في هذا المنعطف السياسي الخطير، بل وربما كان هذا الموقف الأمريكي الأعرج المنحاز بالمطلق للصلف والعنجهية الصهيونية، مدعاة للتراهات الصهيونية التي صدرت منذ أيام على لسان الصهيوني اللعين" رئيس جهاز الموساد السابق" وتهديده عبر أثير القناة العاشرة الصهيونية، للرئيس والقيادة الفلسطينية"بالعودة للمفاوضات وإلا...." وتهديده باستثمار الانقسام والتعامل مع البديل الفلسطيني... بل والتهجم الأشد شراسة من قبل رئيس الوزراء الصهيوني"نتنياهو" بان الرئيس أبو مازن عدو ومتطرف أكثر من سلفه"ياسر عرفات"، وان دل ذلك إنما يدل على ثبات الموقف الفلسطيني على ثوابتنا الغير قابلة للمساومة أو التفريط.




والسؤال الكبير يبقى حاضرا، إلى أي مدى يستطيع الرئيس الصمود والثبات على عدالة المطالب الفلسطينية كثوابت الالتزام بها صهيونيا يمكن بعدها العودة لطاولة المفاوضات، والاهم من ذلك مدى التفاف الموقف الفلسطيني الكارثي أهم من التفاف الموقف العربي المتردي حول دعم إصرار الرئيس أمام حجم التهديدات الصهيونية والضغط الأمريكي الأعرج، كي يثبت الرئيس والقيادة الفلسطينية على مطلبنا الفلسطيني العادل، كمقياس للجدية في تعديل مسار المفاوضات العبثية، ربما الحراك الدبلوماسي العربي المكثف يحرك المياه الراكدة، ولكن هل ذلك الحراك ينطلق فعلا من نفس الموقف الصلب والعنيد للرئيس/ أبو مازن بان لا إمكانية للعودة لطاولة المفاوضات دون الالتزام بمنطلقي وقف الاستيطان بالكامل وفي مقدمته القدس الشرقية, والتأكيد بقرار من مجلس الأمن على مرجعية المفاوضات الغير قابلة للتفاوض، أي حدود الدولة الفلسطينية 67 بما فيها استبدال أراضي بعيدا عن المساس بالثوابت والمرجعيات؟ أم يغلب على كل ذلك الحراك لغة الابتزاز النابعة من واقع الانقسام الفلسطيني الكارثي، هذا ما ستشهده الأيام القليلة القادمة للإجابة عليه، واعتقد ان الشعب الفلسطيني بكامله وبكل تناقضاته سواء بشكل معلن أو غير معلن، يقف خلف صلابة الموقف الفلسطيني الذي يمثله الرئيس/ محمود عباس بأهمية التمسك بانطلاقة جديدة وجادة وبضمانات دولية ليست ككل الضمانات العبثية السابقة، لنرقب كل المتغيرات والتحديات القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار