الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمليات الانتحارية فدائية في العراق إرهابية في السعودية

مسعود عكو

2004 / 6 / 26
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


من يتابع أجهزة الإعلام العربي, والإسلامي من قنوات فضائية, و إذاعية, وجرائد, و حتى مجلات فنية.

سيصطدم من هول الأخبار التي تنقل عليها, وسيتقيأ من بشاعة, وإرهابية المناظر الدموية التي تعرض على المرئية منها.

فلم يفل يوم إلا وكان الخبر الأول, والطازج من العراق الجريح, وينبأ بقتل العشرات, وجرح المئات من العراقيين الدراويش اللذين لا حول لهم ولا قوة سوى أنهم يقعون في مصيدة ما يسمى بالتنظيمات الإسلامية التي تنادي؛ وباسم الدين لتحرير العراق من الاحتلال الأمريكي.

طاوبير من القتلى, وبرك من الدماء, وأشلاء متناثرة؛ وكله يرتكب باسم الدين الإسلامي الحنيف.

لو تخيلنا قليلاً, وناقشنا في أذهاننا هؤلاء الإرهابيين اللذين يقدمون على تفجير مراكز الشرطة العراقية, ومكاتب حكومية, ومقرات أحزاب عراقية, وينحرون كالشاة المربوطة أعينها يذبحون الأجانب, والرعايا الغربيين, والموظفين المدنيين, ويكبرون, ويهللون باسم الله, ويبدءون النحر ثم يضعون رؤوس الضحايا على أجسادها, ويتفاخرون بتلك العملية النتنة القذرة, والإرهابية في معناها ومضمونها, واللإنسانية في محتواها.

لو ناقشناهم, وتبادلنا الأسئلة ماذا برأيكم ستكون الأجوبة؟ سيقولون إن هؤلاء كفرة, ويجب أن يقتلوا.

سنرد عليهم بأن العراقيين أيضاً يقتلون مع هؤلاء الكفرة, وعندما يقتل كافر يكون قد قتل في الجهة الأخرى عشرون عراقي. سيقولون هؤلاء العراقيون خونة لأنهم يتعاملون مع الأمريكيين. سنرد. وهل التعامل مع المحتل في سبيل الخلاص منه خيانة؟ هل تدريب القوى العراقية من جيش, وشرطة, ومخابرات, وأجهزة أمنية مختلفة لتتسلم تلك القوى في النهاية الأوضاع الأمنية, وحماية الحدود, وحماية البلاد من خطر أكبر.

هل هذا خيانة؟! سنسألهم لماذا تذبحون الرهائن؟ وهل في شرع الله أية أو حديث للنبي عليه السلام أو توصية خليفة بقتل رهينة أو أسير حرب أو أي إنسان أخر لا حول له ولا قوة.

سيقولون: نريد الضغط على حكوماتهم ليخرجوا من العراق. سنرد عليهم لماذا لم يخرج صدام حسين من العراق قبل بدء الحرب بعد التهديد الأمريكي له؟ ولماذا لم يبع نفسه في سبيل شراء العراق, وإنقاذ شعبه, وأرضه من رجس المستعمر؟ وأنتم تعرفون عين اليقين أنه لا يمثل العراق, وهو كان بمثابة احتلال صريح للعراق.

وسيادته فقمع الشعب. وارتكب المجازر وأخذ جائزة الأوسكار في المقابر الجماعية, ودخل كتاب غينيس للأرقام القياسية لأنه قتل أكبر عدد ممكن في أقل وقت ممكن.

السؤال: لماذا لم تقوموا ضده عندما كان يحكم العراق, ولم تنفذوا مثل هذه العمليات الإرهابية بحق حكومته الإرهابية القمعية الشيطانية.

ألم يكن صدام محتلاً للعراق كجورج بوش اليوم؟ ألم تكن أجهزته القمعية أشد إرهابية, وقتلاً, وتنكيلاً, وضراوة من الجيش الأمريكي في العراق اليوم؟ ألم يكن كذلك؟!
لماذا توسخون اسم الدين معكم؟ لماذا تقومون بعملياتكم الإرهابية تحت لواء الدين؟ لماذا تكبرون, وتهللون عند ذبح الضحية, وهل هي شاة تريدون من ذبحها لحماً حلالاً توزعونها على الفقراء, والمحتاجين, وهل أهلّت لله عز وجل أم لا ؟
لماذا هذه التصرفات ؟لماذا ؟ لماذا ؟ لماذا ؟!
تردد الفضائيات العربية, والإسلامية عبارات, وألفاظ, وأوصاف مختلفة للعمليات الإرهابية.

فتقول: في العراق بأنها عمليات انتحارية إستشهادية؛ في حين تقول عن نفس العمليات الانتحارية في السعودية, والعالم بأنها عمليات إرهابية تسيء إلى الأبرياء ولا يجنى من ورائها سوى الخراب, والدمار, والقتل, والتخريب.

لماذا تكون في العراق إستشهادية وفدائية ,وفي نفس الوقت تكون في السعودية إرهابية؟
لماذا تتهمون أمريكا بان لها سياسة تكيل بها بمكيالين, وأنتم مسلمون, وعرب فيما بينكم تكيلون بمائة مكيال, وتنشرون الأخبار حسب رغبات الحكومات, والجهات الداعمة لكم.

لماذا هذا التناقض في الرأي والموقف؟ لماذا توجد في أجنداتكم ازدواجية نقل الخبر ونشره تبعاً لأهواء الحكام, والأجهزة الأمنية؟ وتتهمون غيركم بتشويه الحقائق, وتزوير الوقائع.

لماذا أيها الأعلام العربي, والإسلامي. لماذا نضطر للبحث عن الحقيقة في أجهزة إعلامية مناهضة لكم, وضد رغبات حكامكم لماذا ؟ لماذا ؟
ألم يحن الوقت لكي تتعلموا المصداقية, والاستقلالية في نقل الخبر؟! ألم تتعلموا المصداقية من غيركم؟! ألم تتعلموا من العالم المتحضر بأن الكذب هي أبشع العادات البشرية السيئة؟ والتي نفى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسلم صفة الإسلام إذا كذب, وصار ذلك المسلم منافقاً. أليس هذا هو ديننا ودينكم؟!

هل تحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات؟
هل جاءت فواتير القاعدة لتدفع في العراق بدلاً من أفغانستان؟
هل تريدون أن تتحول العراق إلى أفغانستان أخرى؟ يحكمها إرهابي مثل الملا عمر أو, رجل أمريكا الأول أسامة ابن لادن, والذي صنعته المخابرات الأمريكية بالتعاون مع السعودية, وذلك لدحر المد الشيوعي لأفغانستان.

إن من يقول عن تلك العمليات الإرهابية بغض النظر عن مرتكبيها بأنها عمليات إستشهادية؛ فهو يتعاون معهم, وسينال جزائه من الله يوم القيامة, وسيدحر على يدهم؛ لأن هؤلاء لا يعرفون سوى مصالحهم الشخصية, ونزواتهم الذاتية.

وواجب على رجال الدين في كل أصقاع العالم؛ أن يقفوا في وجه هؤلاء الإرهابيين, وإلا فأن ذلك سيبرز السمة الواقعية للإسلام, وسيبان للعالم بأن حقيقة الإسلام هو القتل, والذبح, والإرهاب.

ألا نستحق اليوم ان نسمى بدول تدعم الإرهاب, ونشجع قطع الرؤوس, وذبح البشر.
ألم يتحول المسلمون إلى برابرة؟! والبرابرة إلى مسلمين.

أخيراً: ما الفائدة من ذبح كوري, أو أمريكي, أو ألاف العراقيين, وما المبتغى من هكذا عمليات تقشعر لها الأبدان, ويهاب منها الكافر قبل المؤمن, وأين الكفر من الأيمان فأنا لم أعد أميز بينهما, وصرت في حيرة من أمري؛ فأرجو من العقلاء أن يدلوني عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لن تنعك كتابتك يوم القيامة
ناصح ( 2008 / 12 / 9 - 18:56 )

هل يا (جاهل) انت قرأت كل القرآن والاحاديث
وكان كل عمرك مع المشايخ علشان تتفلسف على أناس جعلوا كل
ما لهم لله
ارجع الى الله فلن تجد من ينفعك يوم القيامة
وانا اول من سينقض عليك لاخذ حسناتك هذا ان كان لك حسنات
راجع نفسك نصيحة لا تخوض في دماء الشهدء

اخر الافلام

.. سيلين ديون تكشف عن صراعها من أجل الحياة في وثائقي مؤثر


.. -هراء عبثي-.. شاهد رد فعل مؤرخ أمريكي على الديمقراطيين الذين




.. نيويورك تايمز: تجاهل البيت الأبيض لعمر الرئيس بايدن أثار الج


.. انتخابات الرئاسة الإيرانية.. مسعود بزشكيان




.. بزشكيان يحصل على 42 % من أصوات الناخبين بينما حصل جليلي على