الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبناء المسؤولين والسلطة

أمير الحلو

2010 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


يتصرف اولاد بعض كبار المسؤولين (في عقود وعهود مختلفة)وكأنهم أوصياء على أمور الناس ويتصرفون بشكل سلبي يعكس روح الغطرسة والاستعلاء وحتى الاستغلال بشتى اشكاله..ولا أريد ان اعمم هذه الظاهرة على الجميع لاننا لا نعرف حتى اسماء ابناء بعض المسؤولين،لذلك فان بعض الابناء يتصرفون أما من مركب نقص (قلة الجاه)بعد ان اكتشفوا بشكل سريع ان لهم امتيازات سرعان ما يريدون فرضها على الناس من دون وجه حق،فحدود الامتيازات والصلاحيات هي في مجالها الرسمي وللآباء فقط أما الابناء فقد(يفخرون)بأبائهم بطرقهم الخاصة وليس بخلق أجواء مصطنعة من(الهيبة) والتعدي على الناس لمجرد أنهم ولدوا من آباء شاءت الظروف ان يكونوا مسؤولين بمختلف الوظائف العليا .
ويعرف العراقيون هذه الحالة منذ سنوات طويلة وكان اول من دفع (ثمن)ذلك هو المرحوم صباح نوري السعيد الذي لم يكن مسؤولا كبيراً مهماً ولكنه كان يتصرف كأبن رئيس الوزراء (شبه المزمن)والحاكم الفعلي في الكثير من الفترات،وشهدت فترات عديدة مثل هذه الظاهرة التي كانت تثير اشمئزاز المواطنين من المسؤولين وأبنائهم،وكان بودنا وفي ضوء تجاربنا السابقة ان تتوقف هذه الممارسة،فالمسؤول له امتيازاته الوظيفية التي ليست هي محور موضوعنا ولكن ليس من حق ابنائه ان يعكسوا ذلك على المجتمع.
وقد أثارني حقا ان ابن احد المسؤولين الامنيين قد فرض سطوته على الشارع الذي يسكن فيه(الوالد) فأخذ يستخدم حماية والده في الهيمنة على المنطقة (فيأمر) بقطع شارعهم متى شاء ويحرم جيرانه من إدخال سياراتهم في بيوتهم وفق اعتبارات يقدرها هو وليس والده أو الحكومة،وهو يستغل غياب والده في واجباته الرسمية(لينوب )عنه في مسؤولياته ضمن حدود المنطقة،وعندما أعترض عليه بعض الجيران (بشكل مؤدب) قال لهم انه يستطيع غلق المنطقة كلها متى شاء مشيراً الى عدد من افراد الحماية المغلوبين على أمرهم،فواجبهم هو حماية المسؤول وداره وعائلته وليس المشاركة في الاعتداء على الناس أو تهديدهم .
حدثني أحد الاصدقاء عن حادثة حقيقية وقعت منذ ايام قليلة إذ ان ابنتهم الصغيرة وهي في الصف الاول الابتدائي تعود باكية من المدرسة وتشكو من الجوع على الرغم من ان اهلها يضعون لها الطعام في حقيبتها،وقد ذكرت ان احدى الطالبات في صفها تفرض سطوتها وهي ابنة الستة اعوام على الصف وتفتح حقائب الطالبات وتستولي على الطعام والحلويات،وتمادت الى خلع(قراصات) شعر احدى الطالبات بعد شده بقوة لانها لا تريد مزاحمتها في المظهر!وقد راجع اهل الفتاة المظلومة الباكية الجائعة ادارة المدرسة طالبين الحماية لابنتهم فاخبروها ان(البنت الشقية)هي ابنة أحد المسؤولين في وزارة أمنية،وتشعر وهي بهذا العمر ان من حقها لعب دور المسؤولة والحاكمة الامرة والناهية فتعتدي وتهدد زميلاتها وزملائها بمركز ابيها،كما ان الادارة تحذر من اتخاذ اجراءات ضدها... وقد يكون الاب يجهل ذلك ولا يسمح لابنته بـ(استغلال النفوذ) ولكن من يخبره بذلك ؟
أقول ذلك ...والله على ما أقول شهيد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قصه جميله .
فيصل البيطار ( 2010 / 1 / 10 - 11:49 )
قصة جميله ... ولكن متى سنرى لك مقالا ولو واحد يتحدث عن إحدى الظواهر الإيجابيه في مجتمع ما بعد صدام وأولاده
واحد لا أكثر ... لو ماكو ولا ظاهره إيجابيه !!!!


2 - ظواهر مفقوده
شمران الحيران ( 2010 / 1 / 10 - 18:03 )
الاخ البيطار بامكانك الاشاره لنا بما تراه من الظواهر الايجابيه لكي نتأمل....خيرا
سبعة سننين عجاف مرت على العراقيين لم نرى غير الفوضى والرغو.... مارثونأ
للسرقات....ضياع للخدمات....كل من عليها...مات....انفجارات...اطلاعات
هذا مسرحنا العراقي اليوم تحت راية اكثر من خمسمائة حزب وكيان وباذنجان


3 - شمران الحيران مع تقديري
فيصل البيطار ( 2010 / 1 / 10 - 19:56 )
ما ذكرته كان موجودا أصلا زمن الديكتاتوريه وتم نقله وتوريثه لما بعد 2003 ، تحالف البعثوتكفيريين هو الذي يقف وراء هذا الخراب الدامي... أما عن الأحزاب وعددها وأزيدك ، عدد الصحف والفضائيات ومظاهر التعبير الأخرى وبضمنها هذه الشبكه التي تتواصل عبرها مع العالم ، فهي إحدى الظواهر الإيجابيه في جمهورية العراق الرابعه، وإن كان سقوط الديكتاتوريه هو أهم ما حصل فعلا حيث لم يكن هناك أي أمل في تطور ونمو هذا البلد الذي نحبه ... الأوضاع الآن لا تسرنا بالتأكيد ، لكن فرص التقدم السياسي والإقتصادي والإجتماعي هي أفضل بكثير مما كانت عليه ذاك الزمن . ،


4 - قراءة حيران
شمران الحيران ( 2010 / 1 / 10 - 22:04 )
الاخ االفاضل فيصل البيطار........من المستغرب جدا ان تكون لك هذه القراءه للواقع العراقي.....حيث ان ماذكرت بخصوص الفضائيات والصحف العديده لم يكن منجزا لحكومه اوحزب بل كان واقع حال حصل للعراق بعد سقوط الدكتاتوريه وبالرعايه الامريكيه..وبخصوص التحالف البعثوتكفيري لم اجده فاعلا بقدر ما اجد فعالية التحالف الفقهوتكفيري الايراني تحت الرعايه الحكوميه ..كما لاافهم كيف تقاس فرص التقدم السياسي الاقتصادي بنعيق السياسيين الذين بقيت عوائلهم رهان لتنفيذ المشاريع الخارجيه المشبوهه ام الثروات السائبه لكل من هب ودب
ام السلطات المفتوحه الممنوحه للجهله والاميين لالصاق التهم واسقاطها وفق المزاج والاوامر الصادره كل هذا يجعلني لاارى املا قريبافي ظل عتمة الاحزاب الظلاميه وشعب فقد مقومات الحياة ...مع فائق الود والاحترام


5 - مجرد سؤال
خليفة جبر ( 2010 / 1 / 11 - 08:12 )
السلبيات موجودة في كل وزمان ومكان وخاصة العراق .. ولكن السؤال هل كانت لك القدرة على انتقاد احد جيران مسؤلي النظام السابق ؟ وخاصة انت من رجالهم .. ام ان الوطنية انهالت عليكم فجأة ؟ ابقوا ساكتين فالتاريخ ابداً يتكلم.


6 - تحيه مع الود
شمران الحيران ( 2010 / 1 / 11 - 10:34 )
اخي الفاضل جبر.... لاافهم من تعليقكم شي سوى(انتقاد جيران مسؤولي النظام السابق)وهل اختلف جيران مسؤولي العراق الجديداليوم..وتنعتني من رجالاتهم
شكرا لك على خلقك واصدار احكامك واشكر الله لاتاحة لنا هذه المجالات الالكترونيه لنتقاذف التهم والشتائم بغية المعرفه اوالتطور وفق المنظور العربي الاسلاموي برعايه اصحاب الحى والمحابس العقيقيه لينوروا لنا الدرب ...واخيرا اخي الفاضل احب اكلك(تره حجيك ما متراجب)تقبل تحياتي


7 - حقٌ يقال
سيف العاني ( 2010 / 1 / 11 - 19:06 )
كنت أتوقع أن أجد في موضوع الأستاذ أمير الحلو رابطاً بين ماكان وما آن وخاصة انه كان من المتضررين والمعرَضين لخطر التصفيه مرات عديده من قبل إبن رئيس العراق السابق,
وكان له أن يقارن وهو مطمئن بأن المقارنه ستكون في جانب طرحه بأن ما يحدث اليوم يزيد سوءأً على ماكان لتعدد المسؤولين والمدعين على ماكان, ولكن الغريب في المعلقين- وهي أصبحت موده- أنهم وككافة المسؤولين عندما تنتقد مثلبه لما بعد الأحتلال, تقارن بما قبله, وهذا يعني مقارنة الأسوأ بالسيء وهذا لايصح.... مع علمي بأن الموضوع لايستحق مثل هذه المداخله, ولكن ما جذبني حقيقةً.... ليس الموضوع ولكن إسم الإعلامي المعروف ألأستاذ أمير الحو.

اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة