الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاصلاح السياسي كمطلب وكحقيقة

عمر الفاتحي

2010 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


الاصلاح السياسي كمطلب تسعى إليه كل الشعوب ، خاصة في منطقتنا العربية
أصبح مطلبا ملحا، فلا تنمية إقتصادية واجتماعية في غياب المشاركة الشعبية
في تدبير الشأن العام ، مركزيا وجهويا ومحليا . مرحلة الزعيم والقائد الأوحد
والملهم ً والسياسات الرشيدة والحكيمة ً ولت إلى غير رجعة ، وكل نظام سياسي
مهما كانت طبيعته ، سواء نظام الحزب الوحيد ، أو ذو تعددية سياسية ،يجهل
هذه الحقيقة معرض للزوال ، حتى لو كان يبدو ظاهريا ، إستحالة ذلك .
مسؤولية الحكم لن ينظر إليها الشباب اليوم من زواية أنها هبة إلهية ، أو حق مكتسب
فرضته سيرورة تاريخية ، بل من خلال شرعية جديدة – إن صح هذا التعبير –
يكتسبها الحاكمون إذا إستجابوا لمطامح شعوبهم في التغيير والاصلاح ، بدلا
من إعتبار المطالبة بالاصلاح ً مؤامرة تحكمها أجندة أجنبية ً!
التغيير قادم في اللعالم العربي ، ولن تقف في وجهه ، أجهزة المخابرات بكل صنوفها
وألوانها ولاترسانة القوانين الجزائية المقيدة للحريات العامة ، والتي يتم قياسها
على مقاس الانظمة الحاكمة من خلال دساتير ممنوحة ولاتعبر حقيقة عن مطالب شعوبها
في الاصلاح والتغيير .
على إمتداد الوطن العربي ،والاسلامي ، نرى هنا وهناك محاولات للاصلاح والتغيير
لكن مدى هذه الاصلاحات ، يتوقف على طبيعة النظام السائد . ففي الانظمة الشمولية
وشبه الشمولية هناك إصلاح ً من داخل النظام نفسه ، أي التغيير في طل الاستمرارية
بنفس الوجوه ونفس الممارسات ونفس السياسيات مع رتوشات لايهام الشعوب بأن هناك
إصلاح ، الاصلاح الذي يمليه الحاكم وليس عبر صناديق الاقتراع النزيه والحر ، وليس
الاقتراع الذي تفرضه لوبيات تتلقى توجيهاتها من الزعيم أو القائد أو المرشد !
بمقابل هذه المحاولات الرامية إلى الاصلاح ، ماذا نجد في العالم العربي ، نخبة مسيسة
ومثقفة معارضة ، تواجه بأشعب صنوف القمع والترهيب والاقصاء في ظل الانظمة
ذات الحزب الوحيد وما شابهه ، وفاعلين سياسين وحزبيين وحقوقيين في الانظمة
ذات التعددية السياسية ، تعرف نوعا من الديمقراطية ، لكن هامشها محدود . هؤلاء
يعانون أزمة هوية حقيقية ، والشارع العربي مل منهم ، وأصبح يعتبرهم مجرد
تجار سياسة غايتهم الحصول على مكاسب ومغانم السلطة ، وهذا ما يفسر ظاهرة
العزوف السياسي لدى الشباب وعدم انخراطهم في ممارسة العمل السياسي ، اللهم
إلا من تنظيمات وأحزاب إسلامية لها مصداقية ، تحاول ورغم صنوف الحصار
والقمع والاقصاء ،إرجاع الثقة للشباب والمساهمة في تغيير الأوضاع السائدة
المتردية وعلى كافة المستويات ، إما من داخل الأنظمة القائمة ، وإما من خارجها .

الرباط في :10/1/2010








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور أقمار اصطناعية تظهر النزوح الكبير من رفح بعد بدء الهجوم


.. الفيفا يتعهد بإجراء مشورة قانونية بشأن طلب فلسطين تجميد عضوي




.. مجلس النواب الأمريكي يبطل قرار بايدن بوقف مد إسرائيل ببعض ال


.. مصر وإسرائيل.. معضلة معبر رفح!| #الظهيرة




.. إسرائيل للعدل الدولية: رفح هي -نقطة محورية لنشاط إرهابي مستم