الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قشرة البرتقال/ 26 إسدال الستار

حامد مرساوي

2010 / 1 / 12
الادب والفن



كان الصديق يسرد الحكاية. ثم فجأة بمثابة فلاش باك، أعلن عن خروج ملاك من الملائكة من قنديل علاء الدين المعروف بالفييسبوك. لم يفهم أحمد من الذي خرج فجأة من القمقم: عفريت أم ملاك. لكن الصديق كان يصر أنه ملاك ولم يخرج هذه المرة عفريت بل ملاك. ثم بسط رسالتين مكتوبتين عبر الإيمايل أمام أحمد الذي انتظر القراءة قبل إصدار الأحكام ليرى ما إذا كانت المسرحية جيدة أم لا.

قالت: هذه الرسالة بدأتها يوم 26 غشت ونعلت "الشيطان" وتابعت كتابتها اليوم الجمعة 28 غشت و ...من سوء حظي أن زوجي في علاقته مع الإناث لم يستطع القيام بالقطيعة الثقافية المطلوبة من زاوية النوع؟ وهو ما يمرضني ويدخلني، كجميع الناس في حالة زواج أوشبه زواج كما أصبحنا عليه اليوم ملتحقين بالسواد الأعظم من أشباه المتزوجين بصيغة، في حالة تشنج نفسي فضيع. مثلا بالصدفة اليوم (كان ليلة الأربعاء الماضي 26 غشت 2009) أطلع على صفحة فايس بوك لأجد زوجي المسكين في مطاردة سراب فتاة البارحة بعد منتصف الليل مزدادة سنة1973 يا للهول كيف أحبك إذا لم أطمئن لك؟ فأنا لم أعد بنت 20 عاما لأطمئن لمجرد الكلام. اسمح لي أن أقول لك بأنك بل لم تستطع القيام بالقطيعة مع ثقافة المجتمع الأبوي علاقة بي. ولذلك يا أحمد نحتاج لراحة بيولوجية، بل نتفق كراشدين على هذه الراحة التي على كل حال قررت من طرف واحد، لنرى كيف ستتطور الأمور بيننا. وآنذاك خذ راحتك بالكامل وطارد من تريد. أنا اليوم بصدد التفكير في العيش في انسجام مع الذات. ولا أنكر أنني بقدر ما أحببتك طيلة 30 سنة فقد كرهتك فيها أيضا لما عشت فيها من حسن المعاملة وقاسيت فيها من سوء الإيداء مع سبق الإصرار والترصد. أجمل ما أقدره فيك هو إصرارك بعلاقتنا ولكنك لاترحم عند الإيداء، على الأقل هذا ما أحس به. تتذكر عندما قلت لك عند فورة غضب أمام صديقتي أنك خبيث، فأنا فكرت مرات عديدة قبل أن أنطق بها. لايمكن أن يكون زوجي في حالة إنسانية عادية ليقول ما قاله أمام الصديقة وهو يمعن في إيذائي، ومثل ذلك حدث كثيرا بيننا. صدقني ليس سهل أن أطلب راحة بيولوجية بيننا، فأنا أكره العيش وحيدة ولكنني لم أعد مطمئنة على صحتي وهذا الحد الأدنى الذي لايمكنني التفريط فيه.
أما حالتك النفسية والتي لفرط ما عايشتها أصبح منها في شيء. أقول لك أنها حالة غير طبيعية، أتكلم عن الحساسية الزائدة والمفرطة التي تطبعك. وهي حالة موجودة عند الجميع لكنها تتفاوت من شخص لآخر وبنسب أحيانا كبيرة فنجد عند أشخاص مثلك تزيد حدتها لدرجة تجعل صاحبها ومحيطه الاجتماعي يعانون أشد المعاناة. هذه الحالة لم أعد أحتملها. تذكر أن أحد أبناء عائلتك كان يتعالج منها عند الطبيب إذا لم نرد إيداء أنفسنا ومن نحب من أبنائنا وعائلتنا وأصدقائنا. حتى الأصدقاء يعانون معك هذه الحالة والتي لم نتكلم عنها قط. لك خصال كثيرة، لك عيوب أيضا كثيرة فيما يتعلق بالعلاقة الخاصة التي تجمعنا. ومجمل القول فيها يلخصه القول المغربي المأثور "ما نحبك ما نستغنى عليك". لم أعد احتمل هذا، وعلى كل حال هذه الحالة سائدة في علاقات الزواج كمؤسسة أبوية وأنا هنا لا أضيف جديدا لمعلوماتك. فقط لم أعد أطيق هذه الحالة. أحس أن العلاقة فيها تملك شديد يخنقنا معا علما أن الفضل يرجع لك في ذلك نظرا لتسلطك المطلق. بالمقابل تخلق حكايات وأجواء لوضعي في حالات إما تلبس أو نفسية لتبقيني في وضع الدفاع عن النفس، مستعملا تارة الهاتف الذي سأكسره قريبا جدا، وانترنيت. هذا ليس أسلوبي.
خلاصة القول، أعتقد أننا نمتلك القدرة على عقلنة حالة التملك هذه غير العقلانية. وحتى لانفشل مرة أخرى كما فشلنا في تدبير حياتنا اليومية، المرجو التعاون فيما بيننا. س"أغبر" هذه الأيام، أو أنت، لنفكر في كل هذا بقليل من المسافة.
العلاقة اليومية المتشنجة، خوفك الزائد من الاحتواء، انقطاع العلاقة الحميمة بيننا،ومحاولاتك وإيحاءاتك اليائسة تجاه الجنس الآخر، ثقل ما بعده ثقل بين اثنين. يفترض حله وإلا كانت نتائجه لا تطاق أيضا.
والله يا ...... لو كانت امرأة أخرى مكاني، و لاأريد أن أقول أنني أحسن أو أسوء، لسحقتها سحقا ما بعده سحق وفي هذه الحالة سأكون الأحسن، أو لافترقتما مبكرا جدا وهنا ستكون هي الأحسن.
"إنني لا أطلب رد القضاء ولكنني أطلب اللطف فيه". الجمعة 28 غشت 2009

قال:أنا عندما أكتب أعتبر هذا الأسود فوق البياض بمثابة الحفر فوق الصخر. ليس مثل الشفوي كالكتابة فوق الرمل.
أما بلاغة التعبير عن المكونات الأساسية في الفرد، فبقدر فائدتها كمرآة لما يعتمل في الداخل (وفي هذه الحالة أنا مدين لك بهذه المبادرة) لأن الحوار المكتوب (قد يساعد على رسم الأوضاع كما هي أو من باب المقاربة، مع حذف هامش الانفعال اللحظي لكن المكتوب) يحمل المؤشرات الأساسية. (...) بقدر التأثير البالغ فيما يلي من العلاقات.
بداية، بيننا البنتان و30 عاما. يوم التقينا لم أكن عبدا لأية نزوة مؤقتة. ولم أسقط "على راسي" كما يقال، ولم تكن لدي نظرة شقية عن العلاقات بين الأبوين، كما لم أكن أنا أول الأبناء في تجربة الزواج، بل سبقني إخوتي في الزواج منها حالة الأخ الأول عادية. ومنها حالة الأخت فيها زواج فطلاق فزواج، ومنها حالة زواج (الأخت الثانية).
نعم، لو لم يحصل أن جاءت البنت الأولى إلى الكون، كان من المحتمل أن نكون اليوم أصدقاء من بعيد. كما كان من المحتمل أن نكون ما نحن عليه بلا أولاد.
والحياة أغنى من حياة اثنين. معا أو منقسمين. لكن الحياة في أنويتها الملموسة الصلبة، ليست هي الهواجس الفردية المنفلتة ( سواء كانت رجعية أو ثورية) التي تجعل كل واحد منا يتنطع بناء على إحساس الحرمان من شئ هلامي أو بناء على وهم ايديولوجي.
وفي جميع الأحوال، لا يمكن لأحد أن يتحكم في فرد آخر. شرط أن يكون الواحد في الشيلي والثاني في سيبيريا، لم يعيشا 30 سنة عيشا مشتركا وليست بينهما البنتان.
وفي بعض الأحوال قد يحتاج أحد للمساعدة كي يعيش فردا، لأنه يحس بالحرمان من تجربة العيش فردا، خرج توّاً من منزل الأم رفقة الإخوة ومحنة الأم المتروكة لمصيرها المعتقل باسم المسؤولية عن الأبناء، توّاً إلى الحياة رفقة شخص آخر في المجتمع الشرقي، مع التناقض الصارخ.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي