الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحداثة في العمارة الاسلامية

مازن لطيف علي

2010 / 1 / 11
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


بدأ الطراز العربي الاسلامي يظهر كما يرى شريف يوسف عندما أخذ المسلمون يجمعون شتى الطرز المعمارية القديمة ، ويطبعونها بطابع دينهم الجديد ويظهرونها للعام فناً معمارياً جديداً ، متميزاً عن غيره من الفنون المعمارية المعروفة في العالم .
كُتب الكثير عن العمارة الاسلامية من بحوث ودراسات ومؤلفات بأقلام عراقية وعربية وعالمية ، لكن الدكتور المعمار علي ثويني في كتابه الجديد " العمارة الإسلامية ..سجالات في الحداثة" يبحث في مفاهيم التراث والحداثة المعمارية، الذي عانى من التهميش في صلب الثقافة العربية بالرغم من أهميته المزدوجة في كونه عاكس لحراك الوعي من جهة ومحرك للوعي الإجتماعي من جهة أخرى ،ناهيكم عما يخصنا بأننا شعوب مشهود لها بالإبداع المعماري الذي شكل وبإعتداد الأساس لعمائر الدنيا. وبذلك فأن طرق موضوع العمارة في سياق الثقافة العام يضطلع بأهمية تحاشتها وأستهانت بها النخب على العموم.
يتضمن الكتاب شرح لأصول المفاهيم وطرق لسياقات تتعلق بمقدمات عامة عن مفاهيم الحداثة في الثقافة عموما وفي العمارة حصرا والربط بينهما. ثم يعرج على تيارات الحداثة وماتلاها حتى وطأت تيار التفكيكية الذي هو في طريقه للأفول اليوم. وغير الجانب النظري للموضوع طرق بالفصل الرابع الجانب العملي عن الإلهام في عمائر الحداثة ،ثم ضرب المثل على عدة ممارسات عملية أو تنظيرية تخص ملموس وممارسة العمارة والثقافة المعمارية، ثم الفحوى التي توج بها البحث وعنوانه(نقد الحداثة المعمارية) كون الحداثة تمر بأزمة لدى أصحابها الغربيين، وهم من سوقها أصلا. وبذلك مكثت الثقافة العربية قابعة في هامش ردود الفعل ،ولا تتجشم الخوض في الفعل والمبادرة، بسبب طبيعة الأنظمة وهامش الحريات. لذا يجدر تقليب المفاهيم وطرح الأفكار بتجلي ودون تجني على أحد أو محاباة لآخر. كون ما تعانيه جل الشعوب اليوم من ضياع أساسه قيمي، و في خضم إنبهارنا وتهافتنا الحداثي المادي ، تناست الجموع أن تراث الشهوب الإسلامية يرتع بثراء الروح وسياقات طرق الصدق والمكارم التي تمكث مفتاح كل مشروع تجديد وتحديث ونهضة .
تألف الكتاب من ستة فصول وهي : مدخل إلى مفهومي التراث والحداثة _ الحداثة وما بعدها والتفكيكية المعمارية _ التراث الاسلامي _ استلهام التراث والمعرفة المعمارية _ ممارسات معمارية في كنف الحداثة _ نقد الحداثة المعمارية .
كتاب (العمارة الاسلامية ) هو محاولة ايصال فكرة يمكن ان تشكل حافزعلى سجال ويؤسس لقاعدة عمل مشترك ، ومن ثم يكون مبادرا لمشروع تنويري يشمل شجون الفكر ، وتكون العمارة احدى إحداثياته ودالاته الفاعلة .
في خاتمة كتابه يؤكد د. ثويني اننا نلتقي اليوم في ثلاثة مشارب أساسية في توجهات الفكر ، تطالب بإطلاق العقل في شتى المجالات وأخرى ترفضه وبينمها طائفة ترى التوسط ولكنها لا تمتلك الوسائل لمعرفة مجال إطلاق العقل وتأطيره التي نحن بحاجة ماسة لها ، ويرى ثويني انه الاجدر بنا البحث عن منهجية بحثية تقودنا بسلطان العقل والخيال إلى فهم الانتقالة بين الفلسفة والتطبيق ، والذي يقترب من مفهوم التأبيض (Metabolism ) والتي تعني بهذا الصدد انتقال الأفكار الروحانية وموقفها الأخلاقي إلى العمارة وشجونها .
ويقر د. ثويني ان ثمة فراغا كبيرا يكتنف التنظير ثم النقد النقد المعماري في الثقافة العربية والثقافا الاسلامية عموما ، بالرغم من كم ثراء المفاهيم الوارد من التراث ويعزى السبب الى تقاعس النخب وانشغاها إما في معمعة السياسة ، أو هموم ( القفة) ، أي انشغال المعماريين في الانتاج المعماري والكسب المادي ، دون الالتفات إلى تدوين التجارب وربطها بسياق التنظير ومن ثم خلق آليات النقد ، الذي يهذب التأسيس غير المنضبط للمنجز العماري الحداثي ، الذي وصل إلى أزمة قيمية بين المرتجى والمنفذ .
كتاب ( العمارة الإسلامية _ سجالات الحداثة ) هو إضافة نوعية في مجال العمارة ورؤية حداثوية للعمارة طرحها الدكتور علي ثويني المعمار العراقي في كتابه الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في بيروت يتكون الكتاب من 292 صفحة من القطع الكبير .











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة ..هل يستجيب نتنياهو لدعوة غانتس تحديد رؤية واضحة للحرب و


.. وزارة الدفاع الروسية: الجيش يواصل تقدمه ويسيطر على بلدة ستار




.. -الناس جعانة-.. وسط الدمار وتحت وابل القصف.. فلسطيني يصنع ال


.. لقاء أميركي إيراني غير مباشر لتجنب التصعيد.. فهل يمكن إقناع




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - نحو 40 شهيدا في قصف إسرائيلي على غ