الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمار الحكيم يرشى طلبة الأقسام الداخلية في جامعة بغداد

خالد عبد الحميد العاني

2010 / 1 / 11
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


لقد دأبت أحزاب الإسلام السياسي على السعي لإفساد العملية السياسية من البداية فكلنا يعلم كيف جرت الانتخابات في عام 2005 وما رافقها من أعمال الغش والتزوير وشراء الذمم وشراء أصوات الناخبين والترهيب والترغيب وغيرها من الممارسات التي مارستها أحزاب الإسلام السياسي الطائفي فكلنا يعرف الصوبات والبطانيات التي تم توزيعها على الناخبين من قبل كتلة الائتلاف العراقي الموحد لضمان حصولهم على أصوات الناخبين كما أن الكل يعرف قصة القسم بالعباس والتي أجبر الناخبون الذين استلموا الرشاوى على الإدلاء به مستغلين إيمان المواطن وحبه للعباس( رض) كما وإن الكل يعرف كيف أستغل الائتلاف اسم المرجعية للترويج لقائمتهم على أساس أنها تحضا بتأييد المرجعية الدينية واستغلوا إيمان الناس فأشاعوا أن من لا ينتخب قائمتهم سوف يدخل النار فبهذه الأساليب المخادعة والخبيثة استطاعوا إيهام الناخبين وحصلوا على أصوات لا يستحقونها مستغلين حالة الاستقطاب الطائفي التي حصلت بعد الاحتلال ساعدهم في ذلك سياسة الاحتلال التي شجعت حالة الحقن الطائفي والقومي إضافة لتواجد المليشيات أمام صناديق الاقتراع والتي سيطرت عليها تلك المليشيات التابعة لجيش المهدي و قوات بدر مستغلين عدم حياد المفوضية العليا للانتخابات وضعف أداءها فكانت النتيجة قيام برلمان مشوه وحكومة توافق سياسي بأغلبية طائفية وقومية لم تستطع تلبية الحد الأدنى من مطالب الفئات الشعبية التي أوصلتهم إلى البرلمان. لقد اكتوى شعبنا خلال السنوات الخمسة المنصرمة بنار الأحزاب الطائفية وجشعها في الاستحواذ على الثروات بشكل غي قانوني فانتشر الفساد المالي والإداري بشكل لا مثيل له في تأريخ العراق فقفز العراق الى المرتبة الرابعة في الفساد المالي والإداري على مستوى العالم حسب تقرير منظمة الشفافية العالمية وأصبح العراق يتذيل قائمة الدول العربية الأكثر ثراء وهو البلد الذي يملك كنوزا من الخيرات التي تم نهبها وتحويلها دولارات بالمليارات تقبع في البنوك العالمية والعربية في حين عجزت الحكومة عن تقديم أبسط الخدمات الضرورية للمواطن فبغداد تعوم على تلال من النفايات تعجز أمانة بغداد عن نقلها وطمرها ولا تختلف البصرة والموصل والعمارة والناصرية وغيرها من المدن عن بغداد في انتشار النفايات بشكل مخيف يهدد بانتشار الأمراض والأوبئة كما وإن الحكومة عجزت ولمدة سبعة أعوام عن حل مشكلة الكهرباء على الرغم من الوعود الكاذبة التي يطلقها باستمرار وزير الكهرباء بجعل العراق مصدرا للطاقة الكهربائية, هذا الوزير نفسه قد ساهم في إعادة تأهيل المحطات الكهربائية التي دمرت في الهجوم الأمريكي أثناء تحرير الكويت عام 91 في فترة لا تتجاوز 8 أشهر حسبما قاله لي صديقي مهندس الكهرباء الذي ساهم في إعادة بناء المحطات الكهربائية عام 91 ويعرف وزير الكهرباء الحالي حق المعرفة فما هو يا ترى السبب في عجز حكوماتنا لما بعد الاحتلال في إعادة تأهيل الطاقة الكهربائية الى أقل من نصف الطاقة التي كانت متوفرة في عهد صدام؟. السبب في ذلك هو الفساد المستشري في جسد الحكومة والبرلمان اللذان أفرزتهما الانتخابات السابقة. ولا يختلف الأمر بالنسبة لبقية الخدمات فلا ماء صالح للشرب ولا شبكات طرق صالحة للسير قد أنجزته الحكومات المتعاقبة ولا خدمات زراعية ولا شيء يذكر فبما ذا توعد الشعب الكتل الكبيرة الحاكمة؟ نتيجة الإفلاس السياسي والأخلاقي لهذه الكتل فهي تبدو خائفة من أن الشعب العراقي قد فهم اللعبة جيدا وإنه بالأمكان معاقبتهم في الانتخابات القادمة بعد أقل من شهرين لذلك تتصاعد هستريا التلويح بعودة البعث من خلال بعض الكيانات السياسية متناسين ألآلاف البعثين الذي تم احتضانهم من قبل الأحزاب الإسلامية الشيعية تحت مسمى التوابين وهم الآن يشغلون مناصب حساسة سواء في القوات المسلحة أو في مراكز الدولة المدنية وقد أشار الكاتب داوود البصري قبل أيام إلى بعض الأسماء من حثالات البعثيين في جامعة البصرة في فترة السبعينات والتي تشغل الآن مراكز مهمة في كلية الآداب بجامعة البصرة. إن التلويح بعودة البعثيين والقصد منه البعثيون السنة إلى الواجهة السياسية هي أداة ابتزاز الغرض منه إعادة الاصطفاف الطائفي البغيض بعد أن تيقنت الكتل الطائفية أنها لا تستطيع الفوز بالانتخابات على أساس برامج سياسية واقتصادية لا ن تلك الكتل ليس لديها برامج سياسية واقتصادية فهذه الكتل لا تجيد سوى لعبة الشحن الطائفي من خلال استغلال مناسبة عاشوراء واستشهاد الإمام الحسين عليه السلام في معركة الطف لتقوم بترتيب الشعائر الحسينية وإخراج التشابيه وتنظيم حفلات اللطم والتطبير وضرب الزناجيل وطبخ القيمة والهريسة وقد شاهدنا كل ذ لك من خلال قناة الفرات الفضائية أما معالجة الأزمات الاقتصادية والالتفاف إلى مطالب الجماهير الشعبية فإن ذلك أخر ما يشغل الكتل الطائفية الحاكمة لأن ذلك وببساطة يعني نهايتها السياسية لذلك تلجأ تلك الكيانات إلى افتعال التصعيدات الإعلامية حول عودة البعثين لإلهاء الجماهير بموضوعات خارج سياقات الاستحقاقات الانتخابية فالبعثيون هم من مكنهم من احتلال المناصب المهمة وكما أشرنا إليها . اليوم يعود علينا السيد عمار الحكيم وبعد شعوره بأن الأرض تتزلزل من تحت أقدامه وأقدام حلفاءه نتيجة السياسات الطائفية البغيضة والتي تركت العراق جثة لا حراك فيها بلعبة محببة لدى المجلس الإسلامي الأعلى ألا وهي لعبة الرشاوى التي يجيدها باقتدار المجلس الأعلى الإسلامي حيث تراكمت لديه خبرة الانتخابات السابقة من خلال تقديم رشاوى الصوبات والبطانيات معززة بأموال دولة الولي الفقيه التي يتم ضخها بسخاء من أجل حسم الانتخابات لصالح عملاء إيران. لقد أذاعت قناة الفرات الفضائية خبرا معززا بالصوت والصورة عن قيام السيد عمار الحكيم بالتبرع لطلبة الأقسام الداخلية بما يحتاجونه من مستلزمات ضرورية وقد بثت القناة صور الثلاجات والطباخات وغيرها من المستلزمات الضرورية التي تفتقدها الأقسام الداخلية وقد جاءت هذه الألتفاتة الكريمة من سماحة السيد الحكيم بعد قيامه بزيارة الأقسام الداخلية وإطلاعه على معاناة الطلبة. إن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو ما هو علاقة الحكيم بالأقسام الداخلية؟ ولماذا الآن يقوم بزيارتها؟ أليست هذه الحركة رشوة واضحة وصريحة ويجب أن تتوقف عندها المفوضية العليا للانتخابات؟ من أين جاءت الأموال المستخدمة في الرشوة؟ فهل هكذا يكون السلوك الانتخابي لحزب يدعي الإسلام في حين أن الرشوة تحرمها كل الأديان؟ إذا كان الحكيم وحزبه المجلس الإسلامي الأعلى حريص على الأقسام الداخلية فلماذا لا يتم طرح الموضوع على وزارة التعليم العالي ورئاسة جامعة بغداد أو من خلال الأتحادات الطلابية لوضع حلول دائمية لمشاكل الأقسام الداخلية بدلا من الممارسات المشينة والمكشوفة ولا يمكن وصفها سوى رشوة علنية في وضح النهار. إنني وكمواطن عراقي أطالب رئاسة البرلمان بإقرار قانون الأحزاب وقانون السلوك الانتخابي لردع كل المتجاوزين على العملية الديمقراطية وأطالب المجلس الإسلامي الأعلى إن كان يملك موارد مالية فعليه تقديمها للأرامل واليتامى فهم أحق بها من طلبة الأقسام الداخلية الذين يجب أن تلتفت إلى معاناتهم وزارة التعليم العالي وجامعة بغداد كما وأطالبه أيضا بالطلب لممثليه في البرلمان والوزارات ورئاسة الجمهورية بالتبرع برواتبهم إلى المحتاجين من خلال إيداعها في صندوق خاص تشرف عليه شبكة الرعاية الاجتماعية وإذا ما فعلها المجلس فنستطيع أن نقول حقا إنهم يشعرون بمعاناة الفقراء والمحتاجين ويستحقون أصواتهم أما غير ذلك فإنها أفعال تستحق الشجب والأدانة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مارايك بصدام
كمال سعيد ( 2010 / 1 / 11 - 14:57 )
الاخ كاتب المقال (للاسف اقولها) نظرة سريعة حول اسمك... ومقالاتك السابقة تظهر لنا من تكون...بعيدا عن الحكيم وغيره لم ارك منتقدا لصدام او البعث او اي من دول(( العروبة )) التي خربت العراق مع ايران بالطبع ....لكن من التمدن والانسانية ان ننظر بكلتا العينين لابعين ((عروبية واحدة ...ذات اهداف ثابتة))؟ تحياتي


2 - حلال عليكم حرام علينا
كامل الدفاعي ( 2010 / 1 / 11 - 16:59 )
لم يكن الحلف بالعباس وتخويف الناس بالنار هو السبب الذي جعل الشعب العراقي ينتخب قائمة الائتلاف في الانتخابات السابقة ولكن- وارجو ان تنتبه الى هذه - من جعل الناس تتمسك بقائمة الائتلاف هو اصرار السنة على ان لايحكم العراق غير حزب البعث وصدام قبل اعدامه ومازالوا مصرين على ان حكم العراق من حقهم وذلك حسب معاهدات الاحتلال البريطاني الذي اعطى الحكم لسنة العراق وطبعا لا يجد السنة غضاضة في هذا ولا يعتبرون هذا الامر حرام ولكنه حرام على الشيعة وتهاون مع الاحتلال وتصبح بموجبه حكومتهم غير شرعية !
والان سيقوم الناس بانتخاب الائتلاف ليس لان عمار الحكيم يرشي طلاب الكليات ولكن لان السنة مازالوا متمسكين بحزب البعث وهناك من يريد ان يعيده الى الحكم بكل وقاحة وطبعا لا احد يقول ان هذا حرام لان حزب البعث اجرم بحق العراقيين وسفك دمائهم التي هي محرمة في كل المذاهب لكننا ننظر الان فقط الى حرمة الرشوة المقدمة الى الاقسام الداخلية !
والله ما دامت هذه مقاييسكم سأكون اول من ينتخب الائتلاف حتى لو قيل لي ان من ينتخبه يدخل النار


3 - رد
خالد عبد الحميد العاني ( 2010 / 1 / 12 - 02:11 )
الأخ كمال سعيد
تحياتي لشخصكم الكريم
بالرغم من أن ملاحظاتك وإعتراضك ليس في صلب الموضوع ولكن لا بأس من إبداء الرأي حول ما ذكرته. اسمي وإسم العائلة لا علاقة له بما كتبت. بالنسبة لي صدام حسين ونظام البعث قد ولى بدون رجعة فنحن الأن نعيش مرحلة جديدة مرحلة ما بعد صدام وأية مقارنة للوضع الحالي مع الوضع السابق هي مقارنة تحاول التهرب من المسؤولية. المواطن العراقي لا يريد أن يستبدل نظام دكتاتوري وفاشي بنظام أسوء منه . الأخوة المدافعين عن التجاوزات الحالية دائما ما يرددون ألم يفعل صدام ونظام البعث كذا وكذا وكأنهم يريدون أن نقبل بكل التجاوزات طالما أنها أهون مما جرى في السابق هكذا يرددون. نعم أنا أنتمي للقومية العربية ولكني لست عروبي الهوى أنا أعتز بقوميتي ولكني أحترم كل القوميات الأخرى. أنا منظوري يساري وطني ,انطلق دائما من هذا المنظور2 وشكرا..............................................................


4 - انتخب بعقلك لا بقلبك
خالد عبد الحميد العاني ( 2010 / 1 / 12 - 02:54 )
الأخ كامل الدفاعي
تحياتي لشخصكم الكريم
لا علاقة للسنة بحزب البعث فحزب البعث فيه السنة وفيه الشيعة والمسيحي واليزيدي وغيرهم. إن الربط بين السنة كطائفة دينية وبين حزب البعث هو ربط جائر فأعداد الشيعة قد تفوق السنة في حزب البعث ولكن ليس هذا هو مربط الفرس. أخي حزب البعث كنظام قد ولى ولا عودة للبعثين ولكن المشكلة في محاولة البعض إعادة الأستقطاب الطائفي من خلال تضخيم مسألة عودة البعث من أجل خلق وضع يجد الشيعي نفسه أن لا خيار له غير إنتخاب كيان شيعي والسني كذلك وهنا تكمن نكبة العراق الحالية فقد جيء بأعضاء في البرلمان لا يستحقون أن يكونوا هناك لو جرت الأنتخابات وفق برامج وطنية حيث يصل للبرلمان الشخص المؤهل لأن يكون عضوا في البرلمان لا الشخص الذي وصل لكونه سني أو لكونه شيعي.أخي لك الحق أن تنتخب من تشاء إذا كنت حقا تعتقد أنه الشخص أوالكيان الذي يخدم مصالحك ,إنتخبه بعقلك لا بقلبك حتى لا تندم..


5 - لن يفعلوها
سعد السعيدي ( 2010 / 1 / 12 - 17:27 )
سوف لن يحدث شيء مما تطالب به وسترى. والسبب هو ان جميع السياسيين متورطين بالسرقة والفساد. يعني بقت على الرشوة ؟ فاذا فكروا بفضح هذا الكتكوت الدعي فسيفضحهم بدوره ولك عبرة بملاوخات جماعتك من رهط اوك ومنشقيها


6 - رجاء
محمد علي جليل ( 2010 / 12 / 22 - 15:26 )
اني استنكر و بشدة اقوال الكاتب المحترم الذي كتب المقال في الاعلى و اقول له لماذا لانكفون عن نقل الاكاذيب للشعب العراقي
هل تريدون ان تعودون بنظام البعث البائد و الظالم فرجاءي منك يا اخي الكريم ان تكف عن هذه الاقوال و تقول الحقيقة للناس
لا اعلم و لكن في العالم يقولون ان مهنة الكاتب و الصحفي هي من اهم المهن و يجب ان تكون صادقة و نزيهة فأين النزاهة و الصدق و اللاطائفية في كلامك

اخر الافلام

.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف فوري لإطلاق النا


.. مظاهرات في أكثر من 20 مدينة بريطانية تطالب بوقف الحرب الإسرا




.. الاحتلال الإسرائيلي يقصف المدنيين شرقي وغربي مدينة رفح


.. كيف تناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية عرض بايدن لمقترح وقف حر




.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا