الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاجتثات...مهزلة

شامل عبد القادر

2010 / 1 / 11
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


للتطهير الوظيفي والمعاشي والجسدي في العراق تاريخ عريق ولثقافة العنف في بلاد الرافدين جذور ممتدة الى اعماق التاريخ السحيق وما نحن عليه الان من ثقافات عنف واقصاء وتهميش امتداد لذلك الماضي العراقي(الذهبي!!)للاسف الشديد لم نتخلص منها مهما تغير الحال الى حال اخر ومهما بدلنا من جلودنا وازيائنا العقائدية والايمانية والايديولوجية نبقى اسرى ارث العنف!

قبل (60)سنة اخترع نوري السعيد قانون التطهير الحكومي للتخلص من اعداء النظام ومعارضيه ومخالفيه باسم الشيوعية تارة والنازية تارة اخرى وحرم الاف العوائل العراقية من مصادر رزقها تحت عنوان تطهير دوائر الحكومة من المرتشين والفاسدين بينما كان السعيد يسعى من وراء تطبيق هذا القانون السيئ الذكر التخلص من الوطنيين والقوميين والشيوعيين وهم اكثر الموظفين في الحكومة نزاهة وصدقا وشرفا واخلاصا!

وبعد انتصار امريكا وبريطانيا على المانيا بعد الحرب العالمية الثانية طبق قانون التطهير الحكومي هذه المرة ضد المعجبين بالنازية وهتلر من موظفي الحكومة !!

وخسرت العوائل العراقية اعدادا هائلة اخرى من اربابها وعاشت ضنك العيش وشحة الرزق والبطالة من جراء تطبيق القانون الظالم تارة ضد (النازيين)العراقيين وتارة اخرى ضد( الشيوعيين) العراقيين واعتقد ان هذا الظلم الذي لحق بموظفي العراق وعوائلهم من جراء التعسف في استعمال الحق وطردهم من وظائفهم واعمالهم باسم التطهير الحكومي هو الذي يفسر لنا سلوك العراقيين يومي 15تموز من عام 1958عندما سحلت جثة(الباشا!!) نوري السعيد وقطعت اربا اربا على ايدي عوائل المفصولين والمجتثين!!

ان قوانين التطهير الحكومي هي التي اسهمت وسرعت في القضاء على الحكم الملكي ورموزه!

بعد 17 تموز من عام1968قررالبعثيون الذين تسلموا السلطة اطلاق سراح جميع المعتقلين والمسجونين السياسيين وجلهم من الشيوعيين واليساريين والقوميين واعادتهم الى وظائفهم كما صدرت في عام 1974 قرارات تعيين جميع العاطلين عن العمل وكانوا قرابة مليون عاطل من خريجي الكليات والمعاهد في وظائف جديدة من دون التوقف ازاء انتماءاتهم القومية والدينية والطائفية واعتقد شخصيا ان هذا القرار لوحده هوالذي مكن البعثيين من كسب الالاف الى صفوفه وتقوية اركان الحكم!

واليوم تقطع اعناق سياسية بمقصلة (هيئة اجتثاث البعث)التي تحولت الى (هيئة المساءلة والعدالة)وان حجب(15)شخصية وكيانا سياسيا له نفوذ شعبي قوي على طريقة ( الباشا!!) الجديد بتهمة البعث والتبعيث تؤكدلنا من جديد ان مقصلة الامس لم تتوقف عن حز رقاب خصومها منذعام1963!!

فسر عراب الاجتثاث في العراق الذي نقل الينا بعد الاحتلال تجربة امريكا في اجتثاث النازية والنازيين من المانيا المهزومة في الحرب العالمية الثانية انه اراد بتاسيس هذه الهيئة ان يمنع وقوع مجازر دموية ضد البعثيين!

ربما في كلام الرجل بعض الصحة اذ بوجود تمترس متين لثقافة العنف التي لم يتخلص منها رموز الحكم الجديد من الاحتمال جدا ان نشهد في كل يوم سقوط راس بمقصلة علي اللامي!

ان التفسير الوحيد لاختيار هذا الظرف(احتلال القوات الايرانية للفكة وزيارة متكي للعراق وجيشه المعتدي مازال ممسكا بارض عراقية!!) بالتخلص من (15) كيانا سياسياهو تمهيد الطريق للدولة الديكتاتورية الطائفية الجديدة والعودة بالشعب العراقي المغلوب على امره الى المربع الاول!!

لااعتقد ان احدا بعد اليوم قادر على انجاح او تمرير ( مشروع الدولة الديكتاتورية الطائفية الجديدة) في العراق واعتقد انه ان الاوان للتخلص من اساليب الاقصاء والتهميش والشيطنة وتشويه السمعة السياسية وترسيخ الاحقاد الفكرية بين العراقيين ولنتعلم جميعا على الاقل درسا واحدا فقط من دروس سنوات مابعد الاحتلال..

وليكف الجميع عن التشبث بالقوانين والاجراءات التي لاتقل الما عن ذبح امرئ بسكين او قامة او مقصلة او مدية.. انهم الان استبدلوا ضرب العراقي بالطائرة والعبوة والناسفة واللاصقة .. بقوانين اكثر قسوة وظلما من الطائرات والمدافع..قوانين تنطق بكلمة حق.. يراد منها باطل!












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ماذا الاعتداء على دماء العراقيين ياشامل
علي الغالبي ( 2010 / 1 / 11 - 22:04 )
وما هو الشيء الذي تعرض له صالح المطلك هو يستطيع ان يعترض على القرار وقد يكسب القضيه كانه تعرض لاعدام كما كان سيده المقبور ينفذ الاعدام حتى بالبعثيين لمجرد الشبهه يوجدقضاء هو يقول عنه انه عادل ويشتكي لكن لماذا تعتدي على الاف من الضحايا الم تكن تحمل ذره من الانسانيه اكيد انك تنتسب للبعث وليس لك شهيد او معتقل او مهاجر ماذا تقول للايتام وللارامل وللضحايا كف عن سبابك للضحايا


2 - دفاع علني عن الفاشست
الدكتور صادق الصراف ( 2010 / 1 / 12 - 00:54 )
كل الاعمال الاجرامية , وهي لا تعد ولا تحصى , التي قام بها حزب البعث من مقابر جماعية وإعدام وتعذيب وأنفال وأسلحة كيماوية وحروب خارجية وداخلية وغيرها , ولا زلنا , مع الاسف نقرأ بين الحين والآخر من يدافع عن الفاشست


3 - ماذا دهاك ياشامل
محمود شاكر شبلي ( 2010 / 1 / 12 - 02:56 )
ماذا دهاك ياشامل عبد القادر..؟
ماذا حصل لك ...
هل تختصر جرائم البعث اللعين عبر اربعين عاما وتضع مقابلها تشغيل العاطلين واعادة المفصولين ..
كيف ياشامل ؟
لا بل كيف ..؟
هل ان الرعاع الذين سحلوا نوري السعيد وعبد الاله وقتلوا الملك .. أصبحوا الان وطنيين ؟
وهم أصلا علامة من علامات تخلفنا وتشتتنا ونفاقنا وضياعنا ...!
كيف ياشامل وأنت من أنت ...؟
كيف ياشامل ..؟
وأنت تعرف وحشية البعث ودناءة البعثيين ...
كيف ياشامل تنتفض وتنزعج لأن هيئة عراقية شريفة طردت صالح المطلك البعثي اللعين وأنتصرت لملايين اليتامى والأرامل الذين سبب البعث يتمهم وترملهم ... وأنت من أنت ...
لا ياشامل ..؟
يبدو أنك قد هويت .. وسقطت في واد سحيق لا قرار له .. وهو وادي البعث الملعون .. ووادي المصالح الأنتخابية الضيقة .. وساومتها بسمعتك وتاريخك ...
لا ياشامل .. هذا ليس أنت ... بل هو شيطانك


4 - شامل وشمولية احاسيسه
علي السعيد ( 2010 / 1 / 12 - 10:36 )
الاستاذ شامل ...تحياتي
تمكنت في مقالك هذا ان تكشف عن رقة احساسك وشفافية انسانيتك وحرصك على لملمة جراح شعب وبلد , سياسة الانتقام والثأر والاجتثاث هي سياسة الفاشلين الذين ليس لهم تاريخ ولا مبدا , سياسة تعبر عن افلاس , تعبر عن لاانتماء لبلد وشعب ووطن مجروح .
انا احد المبتلين بحكومة صدام وقد اصابني ماأصاب الجميع , الاانه بدأنا ندرك ان سياسة الاجتثاث بدأت تأخذ منحى لاانساني وطائفي ,سياسة مغلفة لاجتثاث خيرة ابناء البلد وتدميره وارتبطت بأجندات ايران الانتقامية .باسم الاجتثاث قتلوا علماؤنا وتحت راية الاجتثاث ركزوا ركائز الاحتلالين , وبأسم الاجتثاث هجروا الملايين من ابناء شعبي , وبأسمه ايضا يريدون تركيع شعب له وقفات في الوطنية يعترف ويقر بها العدو والصديق .لااتمنى من الجميع ان ينجر وراء صيحات غوغائية لاتخدم الا من له مصلحة في تدمير شعبنا ووطنا . شكرا لك ومعدنك النفيس اماط اللثام عن عملية غسل ادمغة من ركن لقرارات احتلالية جائرة ومشاريع طائفية تهدف لتدميرنا وتفكيكنا .


5 - لا
د.قاسم الجلبي ( 2010 / 1 / 12 - 12:42 )
هل انت شامل عبد القادر, الذي قراءت له كنوز الابداع في مفاهيم الانسانيه والتحرر والانعتاق من رجس الديكتاتوريه , انك الان في هذه المقاله حقا شامل اخر ,ارجع الى حالتك الطبيعيه , واخلع هذا الفكر المظلم الذي نطقت به اليوم


6 - ولي عودة
تانيا جعفر الشريف ( 2010 / 1 / 12 - 14:44 )
أليوم أنت تكتب بموضوع لم تطرقه من قبل .. أنت تتحدث حقا باسم الأغليية الصامتة أو الممنوعة أو المقصية ولأني في ضرف إستثنائي لم أشأ أن أمر على مقالتكدون أن أترك أثرا إرتأيت أن ابصم لك هنا ولي عودة قد ارسلها على بريدك في حالة أرشفة رائعتك هذه وتقبل محبتي واحترامي


7 - الى دكتور صادق الصراف ومحمود شاكر والمعلقين
محمد شفيق ( 2010 / 1 / 12 - 17:16 )
تحية طيبة

طبعا ايها الاخوة ان الاستاذ العزيز شامل هو من الوطنيين والمخلصين وهو على العموم يبين رأيه ثم اذا كان البعث قد قتل وهجر اليم يفعل هذا بنا اليوم كم قتلوا وكم شردوا وكم وكم وكم ........... ما لا يسعه المقام وكم من بعثي موجود اليوم في الساحة اصحوا ياادكتور صادق ومحمود شاكر لقد اختفوا تحت عباءة الاسلام واخره والجميع يعلم كيف كان العراق في ظل حكومة الدكتور علاوي وطبعا انني لا ادافع عن احد اطلاقا


8 - حتراماتي لكل الاراء
شامل عبدالقادر ( 2010 / 1 / 12 - 19:11 )
اولا احترم جميع من قرأ مقالتي عن الاجتثاث واحترم كل الاراء الايجابية والسلبية وحتى الذين شتموني في ارائهم ومهما يكن فانا استجيب الى مبدأ الراي والراي الاخر ونبتعد كثيرا عن المساجلات الدموية او المسيئة للكرامة الشخصية كما يحلو للبعض ان ينتهز مساحة الديمقراطية للاساءة!
انا لم اتغير او ابدل جلدي وابقى خادما للحقيقة العراقية مهما تبدل الزمن كما انني باق في العراق مع شعبي ومع قرائي من العراقيين الاصلاء وماكتبته وارجو ان تكون هذه الكلمات توضيحا مبسطا ليس دفاعا عن حزب معين او شخص معين بل عن عراقيين هم الان اذلاء ومهانون باسم مقصلة الاجتثاث مع احترامي العظيم لكل شهداء العراق في كل تاريخه وحقبه وسنواته لاننا كلنا ضحايا الانظمة الجائرة ونحن شهداء مع كوننا احياء وانا لست من الذين يفقدون مع القراء الود والاحترام.
لنبتعد عن التعصب والايديولوجيات المقيتة مهما بدت لنا زاهية وملونة ومثيرة وجذاب لنكن وطنيين لاطائفيين وعراقيين لامتوزعين على هذا الحزب اوذاك .
لي قناعاتي الفكرية والسياسية كما هو الحق للقراء الافاضل وليس بالضرورة ان اكون مسطرة حتى يرضى عني الجميع ان كسب الرضا المطلق من المستحيلات .


9 - حتراماتي لكل الاراء
شامل عبدالقادر ( 2010 / 1 / 12 - 19:15 )
اولا احترم جميع من قرأ مقالتي عن الاجتثاث واحترم كل الاراء الايجابية والسلبية وحتى الذين شتموني في ارائهم ومهما يكن فانا استجيب الى مبدأ الراي والراي الاخر ونبتعد كثيرا عن المساجلات الدموية او المسيئة للكرامة الشخصية كما يحلو للبعض ان ينتهز مساحة الديمقراطية للاساءة!
انا لم اتغير او ابدل جلدي وابقى خادما للحقيقة العراقية مهما تبدل الزمن كما انني باق في العراق مع شعبي ومع قرائي من العراقيين الاصلاء وماكتبته وارجو ان تكون هذه الكلمات توضيحا مبسطا ليس دفاعا عن حزب معين او شخص معين بل عن عراقيين هم الان اذلاء ومهانون باسم مقصلة الاجتثاث مع احترامي العظيم لكل شهداء العراق في كل تاريخه وحقبه وسنواته لاننا كلنا ضحايا الانظمة الجائرة ونحن شهداء مع كوننا احياء وانا لست من الذين يفقدون مع القراء الود والاحترام.
لنبتعد عن التعصب والايديولوجيات المقيتة مهما بدت لنا زاهية وملونة ومثيرة وجذاب لنكن وطنيين لاطائفيين وعراقيين لامتوزعين على هذا الحزب اوذاك .
لي قناعاتي الفكرية والسياسية كما هو الحق للقراء الافاضل وليس بالضرورة ان اكون مسطرة حتى يرضى عني الجميع ان كسب الرضا المطلق من المستحيلات .


10 - متى يحترم كل واحد منا اراء غيره من دون عصبية
شامل عبدالقادر ( 2010 / 1 / 13 - 20:20 )
رضا الناس غاية لاتدرك

اخر الافلام

.. جيل الشباب في ألمانيا -محبط وينزلق سياسيا نحو اليمين-| الأخب


.. الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى إخلائها وسط تهديد بهجوم ب




.. هل يمكن نشرُ قوات عربية أو دولية في الضفة الغربية وقطاع غزة


.. -ماكرون السبب-.. روسيا تعلق على التدريبات النووية قرب أوكران




.. خلافات الصين وأوروبا.. ابتسامات ماكرون و جين بينغ لن تحجبها