الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دانات لندنية ...

طارق حجي
(Tarek Heggy)

2010 / 1 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


ابن تيمية (الذى قرأت جل ما كتب ، وبالذات كتاباته الفقهيه وفتاويه ) هو حجر الأساس لبنيان قلعة التعصب وعدم المرونة وضيق الأفق والتشدد والإساءة للمرأة والإساءة لغير المسلمين فى التاريخ الإسلامي . وهو الأول فى سلسلة من أكبر حلقاتها أشهرالوهابيين (محمد بن عبد الوهاب شريك السعوديين فى تأسيس الدولة السعودية الأولي فى 1744) ومحمد رشيد رضا (الرجل الذى أعتقد أنه كان الواسطة بين الحركة الوهابية وحسن البنا ، وهو فى اعتقادي الذى دفعه لتكوين جماعة الإخوان المسلمين فى مدينة الإسماعيلية فى 1928) ... وكذلك الهندي / الباكستاني المعروف بأبي الأعلي المودودي ، وسيد قطب . من النحية الفقهية ، فإن ابن تيمية فقيه هامشي صغير . فمن العبث مقارنته بابي حنيفة . وهو لا يعدو ان يكون (من زاوية علم اصول الفقه) مجرد واحد من الفقهاء الحنابلة ، وحتى امامهم (احمد بن حنبل) فهو اضعف الفقهاء السنة الكبار وأقلهم اعمالا للعقل (القياس ، والإستحسان عند الأحناف ، والمصالح المرسلة عند المالكية) . وكلما تذكرت تعريف أبي حنيفة للإستحسان (الذى يعتبره الأحناف بمثابة مصدر للتشريع أو بلغة عصر أبي حنيفة "استخلاص الآحكام العملية من ادلتها الشرعية" ) كلما احنيت رأسي احتراما لهذا الفقيه الأعظم الذى سوغ رفض تأسيس الأحكام على الأحاديث المسماة بأخبار الأحاد ... (وبناءا على ذلك يحق للمسلم رفض الحديث الذى هو حجر الأساس لحجاب المرأة). عرف أبو حنيفة الإستحسان بأنه (العدول عن قياس جلي لقياس خفي ، لعلة رجحت ) .... وهو منطق يرفع من قيمة العقل بشكل لا مثيل له عند أي فقيه سني آخر . أتذكر ابن تيمية كلما اشتكي مسلمون عقلاء من تراجع الاسلام المعتدل واستفحال الفهم الوهابي للإسلام ، وهو الفهم الذى افرز آلاف القتلة (باسم الدين) ، كما أنه الفهم الذى افرز طالبان والأفغان العرب والقاعدة وكل جماعات العنف التى شوهت سمعة الاسلام والمسلمين فى عالم اليوم
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

جمعني لقاء بالقاهرة منذ شهور بالرجل الأول فى أكبر جهاز للإحصاء فى الشرق الأوسط . وجدته قارئا متابعا لجل ما أكتب ، وهو ما شجعني على الإتصال به فى اليوم التالي لأسأله : هل بوسع جهازكم أن يعطيني عدد المصريين الذين يحملون إسم "عبد الجبار" كإسم أول أو كاسم عائلي . فوجئت برده الفوري : " بعد أقل من ساعة سأتصل بك ومعي الإجابة عن سؤالك " ! بعد أقل من ساعة إتصل بي الرجل المشهور فى مصر ليخبرني انه لا يوجد بين الملايين المصريين الثمانين شخص واحد اسمه الأول او اسمه العائلي "عبد الجبار" ... ثم أضاف : لدينا آلاف يحملون اسماء مثل عبداللطيف و عبدالستار وعبدالرحيم وعبدالغني ... ولكن ليس لدينا "عبدالجبار" واحد ! قلت (وأنا لا اشعر بسرعة ردي) : "الحمد لله انه لا يوجد بمصر كلها وبملايينها الثمانين أي "عبد الجبار" ... شجعتني رغبته فى الاجابة عن أي سؤال احصائي ان اساله : " هل لدينا اي مصري اسمه فاتك او ضاري وحش او حرب او مصعب او متعب او صدام او جهمان او جهم او نكد ؟ " طلب مني مهلة قصيرة ، عاد بعدها ليخبرني ان ملايين مصر الثمانين ليس بينهم من يحمل أي من هذه السماء باستثناء بعض المصريين الذين ولدوا فى العراق وسماهم والداهم بصدام ، كما ان هناك متعب واحد كاسم عائلي لاسرة نزحت من الجزيرة العربية منذ قرنين ! ... قلت لنفسي : يا الله ، الرسالة والمعني والمغزي اوضح من سماء صيف مصرية ... هل اكتفيت ؟ لا ... لم أكتف ، فقد عدت للرجل الكبير باسماء نسائية مثل شمة والعنود وعفراء وغيرها . فى اليوم التالي جاءني القول الفصل : " لاتوجد مصرية واحدة بأي من هذه الاسماء " ... مرة اخري هتفت : "شكرا يا مصر ويا علم الاجتماع " ... فالدلالة واضحة ورائعة ومفخرة لهذا الوطن الذى قال عنه نابليون " مصر ليست بلد ... مصر هى البلد" ..
--------------------------------------------------------------------

رغم التخريب الإيراني (وتخريب العرائس التى تحركها إيران - الخامينئي ، أي سوريا وحزب الله وحماس والجيوب الإيرانية الجديدة فى اليمن) ورغم مدرسة المقاومة الزائفة (فكل ما يقومون به هو إما "إفرازات صوتية زاعقة " أي "محض كلام" ، وإما "عنف ضد مدنيين " والتسبب فى كوارث لمدنيين فى جانبهم ) ... ورغم أوهام بعض "المسلطتنين" بالخلافة ، وإعادة "مجد الأمة" ... ورغم عصاب بقايا اليسار الذى سقطت كل قلاعه ، برغم ذلك ، فلن ينقضي العقد الحالي إلا وحل الدولتين (دولة فلسطينية للعرب ، ودولة إسرائيل لليهود ) قد أصبح واقعا حيا ملموسا ومعاشا . وسيحدث هذا ، لا بفعل المقاومة أو الحديث عن الحقوق ، وإنما لأن حدوث ذلك هو النتيجة الحتمية لصراع الحقوق (كما يراها أصحابها) ، وموازيين القوي ، ومصالح القوي الكبري . وعندما تقوم دولة فلسطين (على معظم الأرض التى أحتلت فى يونيو/حزيران 1967) فإن الإنسانية الأكثر تقدما ستكون مطالبة بحض كل أطراف الصراع العربي / الإسرائيلي للقيام بثورة تعليمية ، تكون معها المؤسسات التعليمية والبرامج التعليمية مفارخا لقيم التمدن الإنساني ، مثل : تقديس قيمة الحياة الإنسانية ، وتمجيد الإنسانية كإطار أعلي لكل البشر ، والولع بالتعدية (بشتي تجلياتها) :احد أجمل سمات الحياة ، والإيمان العميق بحتمية وإنسانية الإختلاف والغيرية (بشتي تجلياتها ، العرقية والفكرية والدينية ) ، وكذلك فرز أجيال جديدة تؤمن وتتماهي مع عالمية المعرفة والعلم ، وتؤمن بالتواجد (والتفاعل) الإنساني المشترك وبثقافة السلام وبالتكامل والعمل الجماعي وتقنيات وآليات علوم الإدارة الحديثو التسويق والموارد البشرية الحديثة. وحتى لو وقعت ألف إتفاقية سلام وتسوية ، فبدون الثورة التعليمية التى سلطت الضوء عليها ، ستبقي منطقة الشرق الأوسط مصدر هموم وقلاقل وعنف وتدمير لسائر البشرية

------------------------------------------------------------------
قال لي صديق لبناني (هو استاذ للفلسفة بجامعة صغيرة اسمها جامعة أوكسفورد ! ) أنه مذهول من أن معظم اللبنانيين لا يقولون علنا ، ما يقوله معظم اللبنانيين داخل الغرف المطلقة حين يرددون أن كل هجمات إسرائيل على لبنان خلال العقود الثلاثة الأخيرة كانت فى إطار "تعاملات إسرائيلية - فلسطينية" أو فى إطار "تعاملات إسرائيلية - سورية " أو فى إطار "تعاملات إسرائيلية - إيرانية" .... لماذا لا يعلن اللبنانيون كراهيتهم للكل معا : الإسرائيلي والفلسطيني (الذى يجلب حسن الطالع معه أينما توجه) والإيراني ووكيل الإيراني ؟؟؟ أم أن نضج العقول العربية لم يبلغ بعد مرحلة رؤية وقول ذلك ؟


لندن : 11 يناير 2010










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معبر رفح.. مصر تصر على انسحاب القوات الإسرائيلية| #غرفة_الأخ


.. توتر متصاعد على الحدود اللبنانية بين حزب الله وإسرائيل| #غرف




.. سماع دوي اشتباكات بعد اقتحام قوات الاحتلال طوباس بالضفة الغر


.. مسيرتان في سيدني وملبورن بأستراليا للمطالبة بوقف الحرب على غ




.. حزب المؤتمر الوطني في جنوب إفريقيا يتصدر رغم فقده الأغلبية ا