الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مراسلة لرئيس اقليم نابل للأمن الوطني

عبد القادر الدردوري

2010 / 1 / 11
حقوق الانسان



الأمن. .. وما أدراك ما الأمن
إلى السيد رئيس اقليم نابل للأمن الوطني
سيدي: بعد التحية الإنسانية الصادقة لمقامكم السامي، أستسمحكم بالحديث معكم قليلا، فيما يخص بلادنا، بعدما تحدثت أجهزتكم البوليسية معنا كثيرا ، وبطرق مختلفة ،ونريد في هذه المرحلة الحساسة أن نثقّفها لتكون أكثر تحضرا وتمدنا.
سيدي .لا شيْ في هذه الدنيا يعادل الأمن ويقوم مقامه، في حياة الإنسان المتمدن.والبلد الآمن هو البلد المستقر. وأنتم،من مهمتكم في جهتنا أن تسهروا على الأمن وحمايته، بما أُتيح لكم من صلاحيات ووسائل شرعية قانونية، تحاسَب غليها أمام رؤسائك، ورؤساؤك يحاسَبون لدى رئيس الدولة باعتباره المسؤول الأوحد عن كل السياسات المتبعة في البلاد( ونظام بلادنا السياسي هو نظام رئاسي، كما لايخفاكم). رغم أن المواطن البسيط يرى أن كلمة أمن تعني، عنده، الشرطة، بينما الأمن أكبر وأوسع من ذلك. وهم، يا سيدي، يسمون الشرطي الذي يرتدي ملابس مدنية" سُرطي" أي دلك المتستر، والمستتر، تحت الملابس المدنية فاستوجب ذلك حذف النقط الثلاث من فوق الشين لتصير سينا، والسين من إشاراته اللغوية السر. كل ذلك اختصارا منهم لكلمة " بوليس سري"
إن الأمن، يا سيدي هو من الأمان، وعندما يشعر الإنسان بالأمان( وهو ضد الخوف)يكون قابلا للعمل بتركيز واطمئنان، فإذا فُقِد هذا فقد الأمن، لأن الأمن لن يتحقق بالإكثار من رجال الشرطة بمختلف فرقهم وأنواعهم، أو بالبنادق والهراوات والقمع والاعتقالات، حتى ولو وضعتم بين الشرطي بملابسه.الرسمية وأخيه شرطيا أو أكثر بملابسهم المدنية وبين هذا وذاك العشرات من العيون والمخبرين وما لفّ لفهم، من هنا وهناك
فلماذا سيدي الكريم تُطلقون علينا، نحن نشطاء حقوق الإنسان بقليبية، رجالكم وتبثونهم في المدينة وتطوقون بهم المنطقة التي يوجد فيها مقر فرعنا؟ وقد صار المواطنون في قليبية يتندّرون على هذه الوضعية المزرية فيقولون: أعداد من السّرْطية، يحرسون بابا مقفلا، يحمل إسم الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان؟ هل هناك، وراء الباب مخاطر كبيرة يُخافُ عليها من الظهور وسطَ الناس؟ أم هناك متفجرات، يُقفَلُ عليها وتحرسها هذه الأعداد الكبيرة من الشرطة، القارة هناك أو المتجولة في سيارات مدنية وغير مدنية؟. إنني، سيدي الفاضل، قد رأيت بعض هؤلاء الرجال من شرطتكم يرتعشون من البرد هذه الأيام ويلتجئون إلى المحلات القريبة، من مقر فرعنا، مثلما رأيتهم صيفا وهم يتضجرون من شدة الحرارة. كان عليكم تخصيص بيت خشبي لهم ، للحماية من البرد والحر. تصوّةْ، سيدي، لوأن مَن أمر بهذه التعليمات غير القانونية، جاء وجرّب هذه الحراسة الذليلة؟ حتما لاستقال من عمله فورا. فلماذا تريدون من رجال الشرطة المساكين القيام بما ترفضونه ولا تريدون القيام به؟
إننا نشفق على إخواننا من رجال الشرطة الذين أُجبِروا على عمل لا يقول به قانون ولا عقل، ولا شرع، ولا عادة ولا عثرف، ولا ذوق، ولا إنسانية. ونحن إن صبرنا إلى اليوم على التعسف علينا بغلق مقرنا بغير مبرر، فليس لأنكم أمرتم بذلك بل تعاطفا مع رجال لا حول لهم ولا قوة، وقد أُجبِروا على تنفيذ تعليماتكم، كما أنتم أجبِرتم على ذلك، ولا تقِلون عنهم في شيء إلاّ أنكم في مكتب فخم ، مكيف، ومريح بينما هم في عراء الشوارع يجلدهم البرد والحَرّ . إنهم مساكين، والله مساكين ونحن نشفق عليهم، وعلى أمثالهم. وإنكم لو كلفتوهم بالقيام بواجبهم مع المواطنين وحمايتهم من السرقة وغيرها من الجرائم لكانت المدينة آمنة وسالمة. أما أن تجعلوا كل همكم في الرابطة فهذا مثير للضحك، فماذا تملك الرابطة؟ نشطاء يتكلمون؟ وماذا في الأمر، أليس التعبير عن رأيهم حق أعطاه لهم دستور البلاد وقانونها؟ فلِمَ الخوف، إذن، من هؤلاء الناس الطيبين المسالمين، المعروفين بأنهم لا ينساقون، أبدا لحلول اليأس، وقد تربوا على الصبر والحرية والتضحية؟ أم أن خوفكم على هذا الباب الذي ما أضَرَّ أحدا، ولآ أساء لأحد، سواء استبدّ به البرد، أو ألحرّ؟
ألا تستطيع أن تخاطب آمِرَك بهذا المنطق الإنساني والقانوني، فتقول له:" يا سيدي إن التعليمات لا يمكنها أن ترقى إلى مستوى القانون، وإذا كنا حُغّاظَ أمن، حقيقة، فحافظ علينا بالقانون، ولا تجعلنا خائفين من المجهول "
إننا سيدي مهما تكلمنا وتحاورنا، وطالبنا بحقوقنا،ورفضنا بالوسائل السلمية، العنف والتعصب وكل أشكال الميز، فلن نخرج عن القانون ولا خوف منا ونحن نحب بلادنا إلى حد العبادة، نحبها الأرقى والأجملْ والأفضل، ولا نريد لها إلاّ كل خير وتقدم ومناعة وازدهار، وسنكون في الصفوف الدفاعية الأولى لحمايتها من كل اعتداء، فلماذا تقيمون علينا كل هذه المراقبة اللصيقة لمنازلنا وتحركاتنا وكأننا مجرمون خَطرون؟ أليس لكم من عمل إلاّ نحن؟ ماذا بيننا وبينكم؟ اكشفوا الأوراق للناس، واتركوهم يحكمون، أم أنتم خائفون من الكشف والمكاشفة؟. ليتكم تفهموننا على حقيقتنا وتفهمون وظيفتكم الأساسية، والالتزام الذي التزمتم به في خدمة الشعب، وبذلك تحمون أنفسكم من ضمائركم، أولا، ومن رؤسائكم،ثانيا، كما تحمون أعوانكم، المساكين،الذين جعلتموهم، بالتعليمات المسقطة عليك وعليهم يتباعدون عن الشعب بأوامركم وما تفعلونه لهم، وهم من دمكم ودمنا، الذي، في نهاية الأمر، لا نرضى، وتحت أي دافع، أن يصير ماء.إذن الأمن لا يكون إلاّ بالعدل.فلا يغرنك قول يضحكك، أو يتقرب إليك بإغراق الناس والإضرار بهم، فكل شيء يزول ولا يبقى إلاّ العمل الصالح،(والديمقراطية، وحقوق الإنسان هي الأصلح) والسلام
قليبية في 10/01/2010
رئيس الفرع
عبد القادر الدر دوري











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين


.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع




.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين