الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديكتاتور 31 ( الغدر )

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2010 / 1 / 12
الادب والفن


المشهد الحادي والثلاثون
( الغدر)
( تقف قمر بجانب باب القصر ، يتحرك كاسر نحوها )
كاسر ( مخاطباً نفسه ) : قمر ( ممتقعاً وجهه ) ما الذي أتي بها إلى هنا ؟.
قمر( تحدق بكاسر بنظرات ثابتة )
كاسر ( يصرخ بأعلى صوته ) : أيها القائد خذ حراسك وانتظرني داخل القصر .
قائد الحرس : أمرك سيدي ( يخرج )
قمر ( باسمة ) : أهلاً بسيدي الزعيم كاسر .
كاسر ( عابساً ) : ما الذي أتى بك إلى هنا ؟.
قمر ( تقف قبالته ) : ما حال الزعيم ؟.
كاسر ( متجهماً ) : بخير .. بخير .
قمر ( تضع يدها على خده ) : لكنه يأبى النزول من عليائه ليطمئن على أحوال
شعبه .
كاسر ( يزيح يدها ) : الزعيم لا يُهمل شعبه ، وإن غاب عنه لحظة ، فهناك مَن ينوب عنه في تفقد أحواله .
قمر ( تمشي خطوتان ، تستند إلى حائط القصر ) : ما تقوله أيها الزعيم يقطر ذهباً (بخبث) فو الله قد وجد هذا الشعب المسكين الخلاص على يدك .. ويدي
أليس كذلك ؟.
كاسر ( كاظماً غيظه ) : ما الذي أتى بك إلى هنا ؟.
قمر ( ببرود شديد) : خوفي وحرصي الشديد على سيدي الزعيم ، قادني إلى هذا القصر العجيب ، فلولا رحمة السماء لقتلني حراسك قبل وصولك ببضع دقائق .
كاسر ( محتداً ) : قمر ، ما وراءك ؟.
قمر : من الواضح أن الزعيم ليس على ما يرام ، أرجو المعذرة ، سأزورك في وقت لاحق ( تهم بالخروج ) .
كاسر ( يمسكها من ذراعها ) : مهلاً ، إن وقتي الضيق لا يسمح باستقبالك ثانية .
قمر ( هازئةً ) : آه ، نسيت أنك الزعيم الذي لا ترد له كلمة .
كاسر ( يشهر سبابته في وجهها ) : سأغفر فجورك هذه المرة .
قمر ( باستخفاف) : وفي المرة الثانية ما عساك أن تفعل ؟.
كاسر ( ساخطاً ) : سأقطع لسانك .
قمر : عزيزي كاسر ، أنسيت أنني البئر الذي يحتوي على كل أسرارك ؟.
كاسر : يبدو أنك لا تعرفينني جيداً وقت الشدة .
قمر : بل أعرفك تمام المعرفة ، فلم تغيرك سنين الغربة ، بقدر ما غيرتك شهوة الزعامة .
كاسر ( ضابطاً أعصابه ) : ماذا تريدين ؟.
قمر : لم أكن أتوقع أن تنقلب إلى هذا المنقلب ، لكن مَن ينقلب على أبيه في وضح النهار ، يسهل انقلابه على أعز خلانه .
كاسر ( ساهماً بعمق )
قمر ( تضرب باب القصر بيدها ) : جئت أطلب الثمن الذي صيرك زعيماً .
كاسر ( يهمس بهدوء ) : أيتها العاهرة ، إن ثمنك الرخيص تجدينه في سوق النخاسة ، وليس عند عتبات هذا القصر العظيم .
قمر ( حانقة ) : هذا القصر رُفِعت سقوفه بسواعد الشعب ، ومن لقمة عيشه ودم أبناءه شُيدت جدرانه ، لذلك فهو ملك الشعب ، ولا يستحق أن يدنسه عابث مثلك .
كاسر ( يشهر مسدسه) : أيتها العاهرة المتآمرة على سلطة الشعب ، لولا قداسة هذا المكان وطهارته لسفحت دمك الفاسد صوناً لكرامة الشعب ( يصرخ بأعلى صوته ) أيها الحراس .. ( يطلق النار في الهواء ) أيها الأوباش .
( يحضر قائد الحرس ومعه ثلاثة جنود )
قائد الحرس ( محيياً ) : أمرك سيدي .
كاسر ( يشير نحو قمر ) : أسحلوا هذه العاهرة في شوارع المدينة ، واجعلوها عبرة لكل متآمر ( يخرج ).
(يقبض الجنود على قمر )
قمر ( ممانعة بقوة ) : جبان .. جبان .
( يقيدها الجنود الثلاثة بالأصفاد ، ويشرع قائد الحرس بضربها ضرباً مبرحاً )
قمر ( متأوهة ) : آه .. آه تباً لكم أيها الحثالة .
قائد الحرس ( يصرعها أرضاً ) : عاهرة .. شيطانة .
( يقوم الجنود بسحلها وقذفها وسط الشارع )
* * *








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية


.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي




.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز