الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلنا مريم مهدي

أحميدة عياشي

2010 / 1 / 12
حقوق الانسان


تبقى مريم مهدي قوية، شجاعة وصامدة•• هي الآن معلقة بين الموت والحياة•• لا تملك سوى عنادها وتصميمها في سبيل الدفاع عن كرامتها وشرفها••
تمنيت أن يتحرك الوزير لوح، أن يعلو صوته أمام هذه الحالة الوطنية الشريفة، إنها جميلة من جميلات الجزائر الجديدة، اللواتي يرفضن الخضوع والخنوع والمساومة•• وتمنيت أن تتعالى أصوات منظمات حقوق الإنسان•• وأصوات قادة الأحزاب السياسية من أجل إنقاذ حياة مريم مهدي•• الصمت غير مقبول•• والوقوف مكتوفي الأيدي غير مقبول، في ظل جزائر علمتنا، بالأمس القريب، كيف يمكن إبداع واختلاق الوطنة الخلاقة من جديد، عندما تمكن شبان جزائريون من أن يفجروا الفرحة، ويجددوا الوجدان الوطني، ويجعلوا من الراية الجزائرية محل اعتزاز كل جزائرية وجزائري •• مريم مهدي التي تعرضت للطرد التعسفي من طرف شركة بريتيش غاز•• لم تطرد بسبب خطأ مهني، أو بسبب انحراف أو تجاوز، بل طردت لأنها رفضت أن تعامل في بلدها كمواطنة من الدرجة الثانية أو السفلى•• مريم رفضت أن تصمت•• رفضت أن تربط وظيفتها بالخنوع لقانون القوي، المتعجرف والمتعسف••• منذ البدء كانت مريم تدرك أن معركتها ضد الإستغلال والطغيان والتحرش ليست سهلة، لأن أمامها شركة متعددة الجنسيات، شركة لها من القوة والبطش ما لها•• شركة ترفض أن يحدثها العامل الجزائري عن كرامته أو حقوقه، إنها تتصرف وكأنها في غاب لا قانون فيه•• تتصرف معنا كمتخلفين، ولا حق لنا في الإحتجاج والكلام •• العديد من الجزائريات والجزائريين كانوا يعملون وهم مطأطؤوا الرؤوس•• لا يجرؤون على الكلام أو الرفض، وإلا كان مصيرهم الطرد •• ومثل هذا السلوك المتعجرف لم يحدث فقط مع الشركات الأجنبية في حاسي مسعود •• بل ظل يحدث، وكأن في هذا البلد لا توجد قوانين، حتى في أكبر وأضخم الفنادق والمؤسسات الأجنبية، بل وحتى في السفارات الأجنبية بالجزائر ••
منذ سنوات قلائل، وجدتني وجها لجه مع قائم بالأعمال لسفارة أجنبية، كان تعرض لفتاة جزائرية ومارس عليها تحرشا جنسيا، وعندما واجهته هذه الفتاة الجزائرية، تعرضت، بعد التهديد، لطرد تعسفي•• وعندما أثرت هذه القضية على أعمدة الصحافة، دخلت في صراع مرير مع هذه السفارة •• راسلني هذا القائم بالأعمال ولوح بالتهديد•• وقد اضطرت خارجية بلاده للتدخل من أجل إنهاء هذه القضية التي تحولت إلى فضيحة حقيقية •• ومنذ أعوام قلائل، تعرفت على بعض الجزائريين والجزائريات الذين وظفوا بطريقة غير قانونية بأحد فنادق العاصمة الكبيرة، ثم تم التخلص منهم بسهولة، بعدما تعرضوا للإستغلال الفاحش •• ولم يجد هؤلاء البؤساء من يعيد لهم كرامتهم وحقوقهم •• لقد تحولت هذه الشركات المتعددة الجنسيات، خاصة في الجنوب، إلى قوة باطشة، تتصرف وكأنها في جمهورية السيرقا والخبيز•• لا بد لمثل هذا الوضع أن ينتهي، ولا بد لمثل هذا التعرض لكرامة الجزائريات والجزائريين أن ينتهي•• هل يعرف الجزائريون أن إقامة فرع نقابي داخل هذه الشركات يكاد يكون شبه محظور؟؟ فمنذ فترة هواري بومدين، لم يتمكن اتحاد العمال الجزائريين أن يقيم أي فرع داخل هذه الشركات •• فما أحزن مثل هذا الوضع وما أفظعه •• لذا فمريم مهدي لم تدافع فقط عن شرفها•• بل دافعت عن كل الجزائريات والجزائريين العاملين في هذه الشركات •• كانت لسان حالهم جميعا •• لذا، فمن غير المغتفر أن نصمت ونسكت ونترك مهدي مريم تكافح لوحدها •• إننا كلنا مريم مهدي ••
أحميدة عياشي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معاناة النازحين في رفح تستمر وسط استمرار القصف على المنطقة


.. الصحفيون الفلسطينيون في غزة يحصلون على جائزة اليونسكو العالم




.. أوروبا : ما الخط الفاصل بين تمجيد الإرهاب و حرية التعبير و ا


.. الأمم المتحدة: دمار غزة لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية ا




.. طلاب جامعة ييل الأمريكية يتظاهرون أمام منزل رئيس الجامعة