الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقبرة جماعية

عبدالوهاب عزاوي

2010 / 1 / 13
الادب والفن


..
........
2..
أيها القساة
ارفعوا مخالبكم الزرقاء
وانثروا لعابكم على المرايا
اقدحوا جمر أعينكم
وانظروا ..
عميقاً ..
في هذا الوجه
في ندوب الدهشة والألم
تمعنوا لتروا فسحةً
أرضها من ذكرياتٍ
وهواؤها أنينٌ خافت
المسوه ..اتبعوه
وأغمضوا أعينكم
لتروا جثثكم ..
ولو بعد حين.

تمعنوا في جثتي الغامقة
شفتيّ المفتوحتين بصمتٍ
ملامح الذهول
انظروا في زجاج عينيّ
الفرق بيننا الآن
خطواتٌ قليلة في الموت

انظروا فيّ كالمرآة
لتعرفوا ما صنعتم
أو..
ما تركتموه يحدث
انظروا في المسام
التي توقفت عن التنفس
وبقايا الكلام
عند زاوية الفم

ستفرقعون أصابعكم
وتمضون بعيونٍ جامدة
لكنْ..
لم ينته الأمر
الحلم
مملكتي الخالدة
سآتيكم في المنام الناقص
وأحرث أرواحكم بقلبي المدبب
سأشرخ زجاج أعينكم الباردة بأظافري
وفي أرضي المباركة
سأطاردكم كالفرائس
وأقنصكم جثةً.. جثةً
لن تصرخوا
ستموتون بصمتٍ
وقتها فقط
سأمضي إلى الله
وليفعل ما يشاء.

3..
اذهبوا..
انتهى الأمر
لا معنى الآن
للصراخ
أو التشفي
أو الندم

الخواء هنا بلا ملامح
فراغٌ يملؤه فراغٌ أملؤه بجثتي
أنوء من ثقلها
أوسع جرحاً فيها
لتتسرب الذكريات
وتلوّن أرض المكان
لا شيء هنا
غير الانتظار المرّ
انتظار شيء ما
سيحدث..
أو لابدّ أن يحدث

تحكني ساقي
تحكني روحي
وأنا مكورٌ
في هذا القبر.

4..
لم أدرك الأمر بسرعة
أنا بطيئة الفهم عادة
تمّ الأمر بسرعة
كنت أجلي الطعام في المطبخ
"أقصد الصحون..!"
أجل كنت أجلي
ووقعتُ
لا شيء آخر أذكره
حتى البِلاط لم يدرك الأمر
هذا ما قاله لي
والحشود التي تجمعت
استغربت ما حدث
قالوا..
مجرد رصاصةٍ استقرت
في القسم الخلفي من الجمجمة
يا سيدي..

أين أنت يا سيدي
أين وجهك ؟
لحيتك الشائبة..
عيناك الواسعتان الدامعتان
أين تجاعيدك ؟..
أين كنت يا الله ..


5..
كنت فوق امرأتي
أكاد أصل
حين دخلوا بعيونٍ جائعة
جنون أكفّهم لم يفكر في الأمر كثيراً
أطلقوا النار عليّ
ورموا جثتي
صعدوا امرأتي واحداً واحداً
وقتها
كنت ميتاً
لا يقوى على الصراخ أو البكاء
لم يدم الأمر طويلاً
أطلقوا النار عليها
ورموها
على البلاط البارد..
لم ألمسها
لكن دمي لمس دمها
وعيوننا المفتوحة لا ترفّ.

6..
.......

عبدالوهاب عزاوي
شاعر سوري

عن موقع كيكا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل