الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لأنه ليس رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية

فنزويلا الاشتراكية

2010 / 1 / 13
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


بهذا الشكل الواضح وضعها فيديل: "إن كان أوباما قد حاز على الجائزة لفوزه في الانتخابات في مجتمع عنصري بالرغم من كونه أمريكي أفريقي، فإن إيفو يستحقها لفوزه في بلده بالرغم من كونه من السكان الأصليين، وفوقها لاحتفاظه بوعوده." فالأساس العنصري كمبرر لحصول الرئيس أوباما على الجائزة غالباً ما تكرر، وعلى أساسه أقام كثر ممن هم على اليسار البرهان على أحقية أوباما بنوبل للسلام.

مخرج الأفلام الوثائقية المشهور مايكل مور، وآخر أعماله "الرأسمالية: قصة حب" الذي ينتقد فيه النظام الرأسمالي ويعتبره غير ديمقراطي، قد طالب أوباما باستحقاق الجائزة بعد أن حصل عليها وكتب فيديل عن ذلك "في روما، قام صانع الأفلام مايكل مور بتعليق متقن: تهانينا، رئيس أوباما على جائزة نوبل للسلام، الآن، رجاءً، استحقها." إلا أن مور راجع نفسه، بحسب كلماته: "ليلة البارحة سألتني زوجتي إن كنت قاسياً بعض الشيء على أوباما في رسالتي لتهنئته بجائزة نوبل.. رجعت وأعدت قراءة ما كتبت. واستمتعت مطولاً البارحة لما قالته آلة كراهية اليمين التي فعلت ما فعلت لتلوث يوم باراك الهام. هل قمت أنا-وآخرين على اليسار-بفعل ذات الشيء؟" ويبرر مور بدايةً أهمية الامتناع عن رفض حصول أوباما للجائزة على أساس أن "حباً بالله لا تصابوا بالكآبة إن فعل أو قام بشيء لا يعجبنا. هل ترون الجمهوريين يقومون بذات الشيء؟" معتبراً أن بقاء الجمهوريين في السلطة لفترات طويلة لم يحقق لهم الكثير مما يطلبون كإدخال الصلوات إلى المدارس الحكومية أو التلاعب بالنظام الضريبي بشكل كامل أو المتاجرة بالضمان الاجتماعي، أي بحسب رأيه فإنهم لم يفعلوا الكثير-ولنقل هنا اجتماعياً!-لكنهم "هل تبدو عليهم الهزيمة؟ لا! إنهم يستمرون بالقتال! كل يوم. أما من جانبنا؟ عند أول إشارة تذبذب نحمل ألعابنا ونعود للمنزل."

وإن كانت مسألة الاختلاف بين الجمهوريين والديمقراطيين تستحق الوقوف عندها بعض الشيء ربما، إلا أن مور يتابع ليشرح أحقية أوباما بالجائزة انطلاقاً من ثلاثة نقاط، وهنا يكرر نقطة مرتين-عن غير قصد-لتبدو الأسباب كثيرة:
1- يقول: "الحقيقة البسيطة بأنه قد تم انتخابه كانت سبباً كافياً ليكون الحاصل على جائزة نوبل للسلام هذه السنة."
2- يضيف: "من جهة أخرى" وعلينا أن ننتبه إلى الجهة الأخرى التي تشبه كثيراً الجهة الأولى "أعتقد أن لجنة نوبل، بمنح أوباما الجائزة، كانت أيضاً تكافئ حقيقة أن شيئاً عميقاً قد حدث في أمة قد وجدت على إبادة عرقية جماعية، بُنِيَت على عبودية عنصرية.." (فيما اختلف السبب الأول عن الثاني؟)
3- أما السبب الثالث: "حقيقة أن هذا الرجل الواحد قادر على التسبب بمناسبة مزلزلة.. نعم لقد طلب أن يؤدي القسم كـ"باراك حسين أوباما".
فإذاً، لأنه أمريكي-أفريقي، ولم يخجل بأصوله. هنا يطلعنا فيديل على الرئيس البوليفي: "إيفو موراليس، مزارع فقير جداً من السكان الأصليين، سافر عبر الأنديز مع والده قبل أن يبلغ الست سنوات، يرعى اللاما لمجموعة من السكان الأصليين. كانوا يقودونهم لمدة 15 يوماً لبلوغ السوق حيث يبيعونهم لشراء الطعام لمجتمعهم. مجيباً عن سؤال خاص بي حول تلك التجربة الفريدة، قال لي إيفو في ذلك الوقت: "لقد بقوا في فندق الـ1,000 نجمة," طريقة رائعة للإشارة لسماء الجبال الصافية حيث توضع التلسكوبات أحياناً.. غير بعيد عن لا هيغويرا، حيث أصيب تشي ونزع سلاحه وقتل في 9 أكتوبر في عام 1967، لم يكن إيفو الذي ولد في الـ26 من ذات الشهر في عام 1959 قد بلغ الثامنة من عمره. تعلم القراءة والكتابة بالاسبانية، يسير إلى مدرسة عامة صغيرة بعيدة 5 كيلومترات عن الكوخ، في غرفة ريفية، حيث عاش مع أشقائه وشقيقاته ووالديه خلال طفولته الحافلة بالأحداث، حيث كان هنالك معلم، إيفو كان هناك. من أصله، اكتسب ثلاثة مبادئ أخلاقية: ألا تسرق، ألا تكذب، وألا تكون ضعيفاً..واحد من كتاب سيرته الذاتية يخبر كيف أنه كان يفضل الجغرافيا والتاريخ والفلسفة على الفيزياء والرياضيات. أهم شيء أن إيفو، ليدفع تكاليف دراسته، كان عليه أن يستيقظ في الثانية فجراً ليعمل كخباز، وكعامل بناء، أو أي عمل جسدي آخر. كان يذهب إلى الصفوف بعد الظهيرة. كان زملاؤه في الصف يقدرونه ويساعدونه. منذ البداية تعلم العزف على الآلات النفخية وكان عازف بوق في فرقة ذات مقام في أورورو.. توفي والده في عام 1983 عندما كان عمره 23 عاماً. عمل بجد في الأرض، لكنه ولد محارباً، نظم كل العمال وأسس نقابات عمالية وملأ بهم الفراغ الذي كانت الدولة لا تعيره اهتمام." لقد اختصرت قدر الإمكان مما كتبه فيديل، الذي يتابع "سيستغرق طويلا اختصار تاريخ غني على بضعة صفحات." هذا شيء قليل من تاريخ إيفو في بداية شبابه، أما عندما تسلم زمام الأمور، ففيدل يقول: "إن بوليفيا تتقدم ببرنامج أحلامها تحت قيادة رئيس ايماري يحظى بدعم شعبه.. إنها البلد الثالث الذي يتحرر من الأمية بعد كوبا وفنزويلا..الرعاية الصحية المجانية مقدمة لملايين الناس الذين لم يتلقوها من قبل. إنها واحدة من سبع بلدان في العالم تراجع فيها معدل وفيات الأطفال في السنوات الماضية، مع احتمالية بلوغ أهداف الألفية قبل العام 2015.. برنامج اجتماعي طموح قد تم تحقيقه في بوليفيا: كل الأطفال في المدارس الحكومية من الصف الأول حتى الثامن يحصلون على مساعدات سنوية للمساعدة في دفع نفقات مستلزمات المدرسة، مما يفيد قرابة مليوني تلميذ.. إنها (بوليفيا) تمضي بحذر، لأنها لا تريد أن تتراجع خطوة واحدة. مخزونها من العملة الصعبة بازدياد. لديها ما لا يقل عن ثلاثة أضعاف ما كان قبل إدارة إيفو. إنها واحدة من البلدان التي تحقق أكثر فائدة من الشركات الأجنبية وتدافع بصلابة عن البيئة."

فالرئيس موراليس، ليس فقط ممن اضطهدوا وبدأ تحررهم بوصوله، وأوباما لا يمكن القول بأنه قد حرر ذوي الأصول الأفريقية بوصوله، بل إن إيفو التزم بوعوده، فلِمَ لم يحصل عليها، أي جائزة نوبل للسلام؟ يكتب نعومي كلاين في الغارديان ليعلق على ما ذكره الرئيس الفرنسي أن الجائزة "تؤكد العهد على عودة أمريكا لقلوب جميع شعوب العالم" فيقول كلاين:"بطريقة أخرى، تلك كانت طريقة أوروبا بالقول لأمريكا: نحن نحبك من جديد، كمراسم تجديد العهود الغريبة التي يقيمها الأزواج بعد ترميم صعب (للعلاقة)." فالولايات المتحدة الأمريكية قبل أوباما وبعده يقوم مفاوضوها "باختيار عدم تقوية القوانين الدولية والاتفاقيات بل إضعافها.."

أما نعوم تشاومسكي، فبدوره علق على المسألة: "آمال وآفاق السلام ليست مصطفة بشكل جيد-ولا حتى قريبة. المهمة هي بتقريبها. على افتراض أن تلك كانت مهمة لجنة جائزة نوبل للسلام باختيار الرئيس باراك أوباما.. إن طبيعة الانتقال بوش-أوباما تحمل مباشرة على ترجيح أن الصلوات والتشجيع قد يقودا إلى التقدم." لكن أي تقدم؟ يتابع تشومسكي: ".. مررت وكالة الطاقة الذرية الدولية قراراً يدعو إسرائيل للانضمام لمعاهدة حظر الأسلحة النووية ولفتح منشآتها النووية للتفتيش. الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا حاولتا إيقاف القرار، لكنه مر بكل حال. الإعلام فعلياً تجاهل الحدث.. أوباما حيّا القرار بشكل مختلف. في اليوم الذي سبقه حصل على جائزة نوبل للسلام لالتزامه الملهم بالسلام، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية بأنها كانت تعجل تسليم الأسلحة غير النووية الأكثر فتكاً في الترسانة: قنابل 13 طن لطائرات B-2 وB-52، المصممة لتدمير المخابئ المخفية بعمق تحت 10,000 رطل من الإسمنت المسلح. ليس سراً أن مدمرات المخابئ قد تستخدم ضد إيران.
التخطيط لـهذه "المدفعية المخترقة الهائلة" بدأ في سنوات بوش لكن تراجع حتى طلب أوباما تطويره بسرعة عند وصوله للسلطة. عبّر بالإجماع، القرار 1887 عن الدعوة لإنهاء التهديد بالقوة ولانضمام كل البلدان لاتفاقية الحظر، كما فعلت إيران منذ فترة طويلة. غير الموقعين على الاتفاقية هم الهند وإسرائيل وباكستان، جميعهم طوروا أسلحة نووية بمساعدة أمريكية بانتهاك لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية."

ولما لا يمكن اعتبار تصرفات أوباما تدفع باتجاه السلام؟ لأن: " طلب الإدارة لـ538 بليون دولار لوزارة الدفاع في عام 2010 ونيتها المعلنة للاحتفاظ بتمويل مرتفع في السنوات القادمة وضع الرئيس على الطريق نحو إنفاق المزيد على الدفاع، بدولارات حقيقية، أكثر مما فعل أي رئيس سابق بفترة رئاسية واحدة منذ الحرب العالمية الثانية. دون احتساب الـ130 بليون دولار الإضافية التي تطلبها الإدارة لتمويل الحروب في العراق وأفغانستان في العام المقبل، مع إنفاق حربي أكبر متوقع في السنوات المستقبلية."

فهل حصل عليها بحسب نعومي كلاين كرغبة أوروبية بعودة الزواج الأوروبي-الأمريكي الشمالي إلى حالته الطبيعية أم لأن أوباما بحسب مور صاحب بشرة سمراء يحمل اسم باراك حسين أوباما، أو لأن البعض يعتقدون أنها قد تكون دافعاً نحو السلام-بشكل ساذج-كما يقول تشاومسكي؟

بالنسبة لفيديل، الإجابة تكمن في الجواب عن سؤال لما لم يحصل عليها الرئيس إيفو موراليس، وهو: "أفهم عائقه الكبير: إنه ليس رئيساً أمريكياً."










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحفظ عربي على تصورات واشنطن بشأن قطاع غزة| #غرفة_الأخبار


.. الهجوم الإسرائيلي في 19 أبريل أظهر ضعف الدفاعات الجوية الإير




.. الصين... حماس وفتح -احرزتا تقدما مشجعا- في محادثات بكين| #غر


.. حزب الله: استهدفنا مبنيين يتحصن فيهما جنود الاحتلال في مستوط




.. مصطفى البرغوثي: نتنياهو يتلاعب ويريد أن يطيل أمد الحرب