الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نعم ولا واخواتهما

محمد قانصو

2010 / 1 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


الكلمة هي ائتلاف الأحرف في القاموس اللغوي ، ولكنها في القاموس الإنساني هي الرأي، والموقف والمبدأ ، وعلى هذا التعريف جرى الإصطلاح ، وكانت مسؤولية الكلمة في تحديد مسار الشعوب والأمم ومصيرها .. فلطالما بنت الكلمة ولطالما هدمت ، ولطالما أحييت ولطالما أماتت ، ولطالما أعزّت الكلمة ولطالما أذلت ..
أمام حضرة الكلمة ينصب التاريخ محاكمه ..وبأحرفها ترتفع أعمدة المجد ، أو تحفر بؤر المذلة .. فترتقي أمم وتتهاوى أمم ..
أولى الكلمات "نعم ولا"، كلمتان سهلتان على اللسان ، ثقيلتان في الحياة ، وأصعب ما فيهما أن تحسن استعمالهما في المكان المناسب ، والزمان المناسب ، والموقف المناسب ..
إن الخلاص مرهون بقول :" لا " بعد إدمان "نعم " ، لأن الجماهير التي تعايشت مع واقعها واستسلمت لقدرها لن تعرف الخلاص أبدا ..
إذ كيف لأمة أن تبصر النور وهي تتلقى خطاب وعاظّها وحكّامها وملوكها تلقي المسلمات ، وترتل طقوس الطاعة ترتيل المنزلات ؟ّ!
وكيف لشعب يحكمه العقل الجمعي ، وهيمنة الموروثات ، وقداسة الأعراف أن يتمرّد على ضعفه وفقره وحزنه؟!
أليس حريّا بالإنسان العربي أن يستفزّ عقله النقدي ؟؟ فيحاكم كلّ ما حوله من نصوص وبيانات ودساتير ومراسيم ؟؟
أما آن لنا أن نقول لا للتدجين والتعليب ؟! وأن نقول نعم للتبصّر والتفكّر والمحاسبة والنقد ؟!
أليس معيبا أن نصفّق ولا نعرف لماذا ؟ أو نكيل السباب ولا نعرف العلة ؟!
أي واقع هذا الذي لا زالت تحكمه العصبيات القبلية بإسم الله ؟! وأي بشري هذا الذي يقتل ويذبح ويعذّب باسم السماء ؟!
أي دين حاكته يد المبتدعة وتجار العصر ، صك براءة من عند الله لجناب الحاكم بإسم الله ؟!
أي حرية نتغّنى بها ونحن نرزح في سجننا العربي الكبير نجترّ الماضي وننظم به قصائدنا ؟ ونغني بؤسنا وظلامنا على أنغام ليلنا الطويل !
أي سيادة ننشد ويكاد يذيبنا تمزقنا ، ونرى خيراتنا نهبا ونعال المحتل تلوث طهر ترابنا ، ويد السفالة تمتد إلى خدور أعراضنا ؟!
أي وحدة ونحن الذين ضاقت بنا الأرض فاختلفنا على السماء ؟! وأرى الفضاحيات تنشر غسيلنا على شرفات الأقمار الصناعية ؟!
أي عروبة وقد تهالكنا على عتبات السوق الغربية نستعير ملابسها ، لغتها ، لا بل أوساخ شوارعها ؟!
ما أجمل لا وأخواتها في هذا الزمن حين تكون صرخة رفض ؟!
وما أجمل نعم وأخواتها حين تكون يدا تصوّت للوعي وللحرية والتغيير !!.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة