الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لأجلك يا قدس:هل أعود لجاهليتي؟

بوجمع خرج

2010 / 1 / 13
القضية الفلسطينية


فجأة تباطأ زمني فالتفت بعد أربعة عشر قرن من الالتزام بالسير على مستقيم عرفته هندسيا بلا نهاية حينما كنت انهمكت في تجسيد نور هداية تعلمت منه في "اقرأ" كأول نداء أن العلم لأهله تقدير عظيم هم الذين قيل في شأنهم كلام شريف قدسي " إنما يخشى الله من عباده العلماء"...
يا له من مشهد دامي لولادة قاتلة لشرق قالوا عنه الكبير !!! مشهد تتوسطه أثار أقدامي وقد اختلطت بأقدام الأطفال وأشلاء الشهداء بالأحمر الدموي نزيفا يتلاشى أمام بصري في الأفق ليرسم مشهدا تحت سماء حبلى برمادي الحريق هنا في وجداني الصحراوي مغربا وهناك في كينونتي الإسلامية شرقا و أنت قدسي تنتصبين بين ركام أزمنة الغدر في هدوء استماتتك التاريخية تلتقطين أشعة من الشمس لتعكسينها من على قبتك رسالة قدر لي وإياك لأجلها تفضيلا امة هي اليوم مهزومة تفتخر بانبطاحها لمن يلوث فضائك قائلة في الجامعة العربية سلاما ينتظر لأجله "كودو" للكاتب سامويل بيكت والذي لن يعود أبدا.
يحدث هذا بعد أن وقعت سجينا للغتي مذهبيا في النصب أو الرفع لكلام من خطاب قدسي لا يمكنه أن يكون أسيرا لعلمي مهما بلغت منه ولو حتى بسلطان لأنه سيبقى قليلا وان حتى استطعت تشغيل كل خلايا العقلية الممكنة بحكم أنها محدودة وإذا تجاوزت القياس تطرفا أو عنادا سينتهي بي الأمر نزيفا دماغيا أو وجوديا. أوووووووه !!!! لعله ما خشيته على نفسي فإذا بي أقع فيه اليوم صراعا لمذاهب وتمظهرات تداينية بسبب كتاب يؤكد لمن يبصر أنه في بساطته اعقد من أن يحتوى تفسيرا بدليل بسيط أليس قرانا خالدا؟ وهل استطاع احد من جلدتي الآدمية أن يطعن في حرف منه؟ أو أن يؤوله بمزاجية الفقه أو العلم ,علما أن النفس المطمأنة لا تكلف إلا وسعها. لست أدري كيف لي إذن أن أفرض فيه نصبا أو رفعا أو أن أتشبث بمذهبية ارتقت إلى حدود التقديس الوثني عند البعض.
احترت في وضعي أتأمل خراب الموروث الحضاري الذي زين لبعض من الأمة المهزومة تحنيطه من جهة في لغة السياحة التنموية كما يدعون وهم المتواطئون مع من يخربونهم علما أن التنمية المستدامة تقتضي تطوير المورث ومن جهة أخرى في عدم قدرة البعض الغارق في نرجسية الانتماء الماضاوي على التحرر من الأمهاتية الوجودية وقد غرق في تبعية شكلية لمن أسسوه بعمل اختلط فيه دم الفتوحات بعرق الإنتاج حيث كان الوعي بالعمل كنوع من العبادة منتصبا في قلوب مؤمنة بانتمائها بدون مركب نقص العوربة كتعبيرية قدسية.
فتابعت الخطى بدون بوصلة حداثية ولا متجهة أصيلة وفي أدني صيحات الغناء الملتزم مارسيل خليفة عن الشرق وناس الغيوان المغاربة وسدوم الصحراوي ابحث عن شيء أقدمه لكي أنت قدسي في عيدين ميلاديين أناسهم اقرب إليك تداينا وأكثر صفاء في حبك لا يريدونك لا أرض ميعاد ولا عاصمة شتات ولا مدينة لحفريات الدلائل المادية علاقة بمركب نقص وجودي كان للبعض شتاتا مصيرا... بحيث احدهما لمن شبه لهم وما صلبوه وما قتلوه والآخر لمن كنت له محطة جعلتك سببا وجوديا للحركية الكوسمولوجية كلها للحظة زمنية قدرت في الغيب بحسبان ليسري ليلا إلى سدرة المنتهى في حقيقة صعب علينا تصديقها حتى حينما جسدها الخيال العلمي في السفر عبر الزمن... آآآآآآم ... عفوا... كأني أراك تبتسمين... وكم تعجبني تلك الابتسامة وأنا في هذا الهذيان وقد حملتني موجة حبك إلى ما أنا فيه ليتها ترميني عبر الزمن لأعود إلى جاهليتي. إلى زمن قيل لي فيه أني "اشد كفرا ونفاقا " حتى أذكر من هم اليوم في مادية تفكيرهم يتطاولون علي بعد غدر اعجز الشيطان ذاته في صهيونية خبيثة عصفت رياحها الباردة الجليدية على الحياة الروحية التداينية بما فيها التوراتية... أنهم لا يستحقون الانتماء الآدمي وأنهم بدون غيرة الكرامة التي بها سجدت لنا الملائكة.
فهل تسمحي لي بأن أعود لوثنيتي علما أن اللدنة اللغوية أو التشكيلية اللغوية plasticité langagière التي مزقت أمتي تعصبا مذهبيا ومزقتها في ما اجتمعت فيه على ضلال المؤتمرات وعلى ضلال الجامعات وعلى ضلال قيادات تنكرت لكي حبيبتي معزة في المناصب الرآسية والملكية والوزارية والاسترزاقية ...أنها(اللدونة اللغوية) كالنبتة تبتدئ بشكل يتكرر إلى ما لا نهاية له كما هي كل ثمرة تحمل ذاتها في ذاتها بدرة كلوح محفوظ لسر الحياة... وفي هذا تذكروا انه لا شيء يضيع كل شيء يتحول و لولا ذلك لما خلق الكل بحسبان ولما وضع الميزان . فأما عن الميزان ففي لغة تحديد الكتل علاقة بتأثير الجاذبية للكواكب والنجوم إذا ما حددت الثابتة الكونية وباعتبار قانون "كيبلير" T2/a3كأنما يتحقق ميزان كوني (1)
لا أريد بهذا أن أكرس التعبيرية التي تلوح بالإعجاز وإن يجوز هذا لكن لا أريده من باب ضعفي لأخفي هزيمتي التي شملت كل شيء في كياني بما فيه شخصانيتي. فأنا في قيمتي المطلقة محاصر من أنظمتي ومن إخوة لي في الدين والتداين الذين منهم من تخلى عني وقد حملته غيرته المفرطة إلى التطرف ومنهم من تخلى عني تواطئا وتملقا ومنهم من تخلى عني يبحث إلحادا عن ذاته النظيفة في تبرئة تفسه لأبقى وحدي في الوسطية الدينية أي ملتزما بك أنت قدسي. فهل يرضيك أن أتحمل معاناتك لأجلي؟ هل لا قذفتني بموجة حبك إلى من حيث كنت أفزع الطغاة بحيث كنت أشدهم كفرا وقد انبتت سلالتهم سافكي الدماء بمجالك وبعراقي وبأرضستانيتي(2) شرقا؟
صحيح أني أقدر شجاعة "جوديت"Judith التي غامرت بشرفها الأنثوي معزة في تحرير يهودييها من هولوفيرن Holopherne جنرالا لنابيشودونوزور Nabuchodonosor وكيف لا وفي تاريخي كم من بنت الأزور ولكنك أنت أطهر من أن تندس ملابسك التكريمية الإلهية بتزيبي ليفني فدعيني أجهل فوق الجهلة الجدد.لقد ألمني اغتصابك وأناس يتشدقون بالغيرة عليك منهم من يبني جدرانا حول من اثبتوا للعالم على أن العوربة (3) قادرة على عدم الاستسلام للصهيونية ومشتقاتها مهما كثرت لوبياتها وتحكمت في القرارات الدولية ولو بحجارة طفل كسجيل كانت أفزعت من يسكن قلبهم الهلع والخوف الوجودي نظرا لوعيهم بالخطيئة الكبرى عصيانا يبكونها حائطا شيدوه فولاذا...
دعيني اعترف لك بهزيمتي الخطيئة الكبرى والمتمثلة في كوني عاجز عن حمايتك بالعقل في حديث علمي في شان الإسراء والمعراج بالتقويم الزمني المعروفة سرعته الضوئية وكيف لليلة قدرية عرفت أطول سفر إنساني ولو أن الخيال العلمي عمل بالسفر في الزمن... ولعل ما يزيدني ألما هو أني أول من وجه له أول خطاب علمي في "اقرأ" وقد كنت أنت قدسي شاهدة على أني أخبرت عن السرعة الضوئية قبل أن يثبتها غيري فيزيائيا بمئات السنين وعلى أن السرعة الضوئية ليست بالمطلقة كما تأكد ذلك في نظرية الثقوب السوداء فهل لي أن أعود إلى جاهليتي لأذكر أيضا المتخاذلين من أمة "اقرأ" بشعر جاء فيه:
لا تسقيني ماء الحياة (العولمة) بذلة
بل فاسقيني بالعز كاس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم
وجهنم بالعز أكرم منزل
لا تؤاخذيني في هذياني أرجوك ... فالوضعية- الأزمة التي تدنسك قدسيتي تنخر في ذاتي العربية الإسلامية أمية بعد أربعة عشر قرن من "اقرأ" وقد عرفت أوربا م إشراقة من بغدادي ومن مدارسي حتى الأندلس ... إن هذه الحضارة المادية تدميني اليوم في تلك اللوحة النزيفة. ...فدعيني لأعود كما حينها جاهليتي كانت تكبر في نفسي بعد أن مارست ألف عبادة وعبادة وبعد أن اكتشفت شيئا في ذاتي اكبر من ذاتي في وعي ترجمته شعرا جاهليا إلى حدود الساعة لم يشابهه كلاما بشريا وقد أتبعته الأزمنة فرزدقا وجريرا... صدقني أن هذه الحضارة المادية ما كانت لتكون لغيري بدليل بسيط أني لم أكن احتال على القيم لأجل مصالحي الذاتية كما هم فاعلون أناسها اليوم بترولا أو غازا أو خيراتا تمنحها ارضي الجريحة في فضائي الممتد من مغاربية المد المحمدي إلى شرقيته في أرضستانيتي ... الذي هو وسطا جغرافيا ونقطة ارتكازه أنت قدسي ولعل في الوسط ما أشير له في خير الأمور... ولكني كنت مباشر الجهالة والنفاق فقط لأن الشهامة ميزتي في حلميتي التي ترجمتها حاتمية طائية كرما يسكنني منذ إسماعيلية الوجدان بعدما هاجرت جاهليتي ... ولكنت أظلم من الحيليين الذين هم اليوم يجعلون أقوم الرجولة أنثوية كحصانهم الحربي في مساواة خادعة بإغراء يريدون به سحب "مفهوم" الجنة من تحت أقدامها هي أساس البناء الجيني في سياق الصفاء الكوني لأجل وعي خالد متحرر من سلبية في نشأة هي جوهر نسبية الخلق المادي الذي كنت به بالأمس... أووووه وإن استحيي أن أقولها الجهالة ... فهل لي قدسي أن أعود إليها وأنت الشاهد على أن صبري على الأمانة منك استلهمه ليلة خير من ألف شهر؟
حدثيني قدسي في تناقضي في مفارقاتي وفي هدياني ...إني أتألم جرحكي في غزة وفي بيت لحم وحيفا وصبرا وشاتلا ... قولي لي شيئا أنتي وثنيتي... فقط لا تكوني جولييت حتى لا نموت معا لأن الرسالة أمانة لابد لها أن تتم لأن ذلك أمر قدسي... يتبع
ملحوظة:
(1) للمزيد من المعرفة اقرأ "L UNIVERS DANS LA BALANCE" في الموقع بالفرنسية أسفله
http://www.sceren.fr/secondaire/phychim/dossiers/exophys/exobacTS95-96/source/6kepler.pdf
(2) أعني بأرضستاني كل المجالات التي تحمل "ستان " في آخر تسميتها
(3)لا أعني العوربة عرقيا ولكني أعنيها متجهة إسلامية بحكم أن القرآن لسانا عربيا ولا أعنيها تعريبا كما أني لا اعنيها بديلا للعولمة بل هي أنظف عولمة
*مهموم بالقدس










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حملة بايدن تسعى لتبديد الشكوك بتبرعات مليونية


.. كلمات فتاة غزية تجسد معاناة غزة والسودان من الجوع




.. الخارجية الأمريكي: تمت مشاهدة تقارير مزعجة عن استخدام الجيش


.. موقع إسرائيلي: حسن نصر الله غيّر مكان إقامته خوفا من تعرضه ل




.. وقفة لرواد مهرجان موسيقي بالدنمارك للمطالبة بوقف الإبادة بغز