الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الغريزة الجنسية وحدودها المعقولة
ناظم الزيرجاوي
2010 / 1 / 13العلاقات الجنسية والاسرية
إن الشهوة الجنسيةهي من أقوى الغرائز والميول التي منحت للإنسان بحكمة إلاهية، فإذا ما تم تعديلها هذه الغريزة الجامحة بشكل صحيح ، وتم إشباعها في مكانها المناسب ، فإنها توفر للإنسان لذة ما بعدها لذة ،. أما إذا أفلت لجامها وسمح لها بالتمرد والطغيان متجاوزة حدود المصلحة ، فإنها ستسبب في مفاسد عظيمة لايمكن تحاشيها تؤدي بالإنسان إلى الشقاء والسقوط .
وإذا ما حجم الإنسان غريزته الجنسية ، واستعملها في مكانها وضمن إطارها فلن يكون ثمة تضاد بينها وبين بقية غرائز الإنسان ورغباته ، ويصبح بمقدورالإنسان استعمال غريزته الجنسية وإشباع سائر ميوله الفطرية .
ولكن إذا لم يعمل الإنسان على تعديل غريزته الجنسية وأراد أن يستعملها بحرية وبالطريقة التي تحلو له ، عندها سيبدأ صراع الرغبات والغرائز ، وبما أن الغريزة الجنسية هي أقوى الغرائز لدى الإنسان فلا شك أن هذا الصراع سينتهي لصالح هذه الغريزة وضد غيرها من الغرائز الفطرية للإنسان .
إن الإنسان يميل بفطرته الإنسانية إلى الصدق والحقيقة والأستقامة والعدل والإنصاف وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وغير ذلك من مكارم الأخلاق . وتنسى هذه الرغبات الإنسانية الفاضلة من الضمير الأخلاقي والإلهام الإلهي . وقد خلق الله سبحانه وتعالى هذه الرغبات النبيلة في ذات الإنسان ليعمل بها ويبني حياته على أساس متين من الصفات الحميدة ، ليكون إنسانا ً حقيقيا ً يسير نحو الكمال والسعادة .
ولكن هذه الشهوة أو الغريزة إذا لم يتم تعديلها ، وأخذت تعصف متمردة ً في ذات الإنسان ، وبدأت الدوافع الجنسية تدفع للعمل على إ شباعها ، فإن ذلك سيساهم في كبت سائر الرغبات والميول الإنسانية والأخلاقية في ضمير ، مما قد يدفع إلى الكذب والافتراء وخيانة الأمانة والنكث بالعهد والجريمة وغير ذلك من الرذائل والأثام ، إرضاءً لنزواته وغرائزه العابرة ، محطما ً ركنين مهمين في الحياة ،
الفضيلة والسعادة في حياة الانسان.. .
إن الشخص يميل بطبيعته إلى عزة النفس والنبل ، ولا يرضى بأدنى إهانة أو تحقير . وهذا الدافع الطبيعي هو الذي يدفع به للعمل من أجل إحراز شخصيته وعزة نفسه في المجتمع ، وهو الذي يحول دون خضوع الإنسان للذل والهوان .
ومن هنا ، فإن الإنسان الذي يعجز عن تعديل غريزته الجنسية والسيطرة على شهواته ، يبدو من المستبعد أنه يقدر على إرضاء رغبة عزة النفس والنبل لديه ، لأن الشهوة العاصفة والمتمردة والمتحررة من كل قيد ، لن تأتي إلا بالفضيحة وهدر الكرامة وهذا ما لا يتفق مع العزة والشرف والكرامة . من المؤسف أن الغريزة الجنسية من القوة بمكانها بحيث انها إن لم يجر ِ تعديلها ، وبدأت بطغيانها وتمردها ، فإن ستؤدي إلى كدور العقل وتدفع بالإنسان إلى القيام بأعمال جنونية وخطيرة ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هل روجت منظمة العفو الدولية لارتداء الفتيات الصغيرات للحجاب؟
.. برنامج اليوم | حقوق المرأة المطلقة عربيا
.. مصر | معاناة مستمرة للمرأة المعيلة بعد الطلاق
.. إحدى الحاضرات منى الحركة
.. مسرحية حياة تروي قصص لبنانيات من مدينة بعلبك