الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفضائيات العراقية ومهنية المعايير الاعلامية

جواد وادي

2010 / 1 / 15
الصحافة والاعلام


لا يهمنا من هذه المداخلة سوى الإعلام الموضوعي وغير المنحاز لهذا الطرف او ذاك تنفيذا لأجندات هدفها جعل موضوعة المواطنة والانتماء للوطن ليست من أولويات الإعلام بل الذي يهمنا مدى موضوعية ومصداقية المهمة الإعلامية ومهنيتها التي تفرض على المتلقي احترام الجهة الإعلامية والتعامل معها بحرفية وتقدير لمهمتها.
منذ حادثة حذاء الزيدي سيئة الذكر والمشاهدة، وفضائية البغدادية ما انفكت تتناول الوضع في العراق من زاوية واحدة وعين واحدة هي التركيز على السلبيات بأبشع صورها ونحن هنا لا يسعنا إلا أن نبارك الإعلام الذي يسلط الضوء على نقاط الضعف في الأداء الحكومي والمؤسسات التابعة لها بطريقة تنم عن الحرص على مساندة كل الجهود لتجاوز المشاكل التي يتخبط بها المواطن العراقي على حد سواء مع تبيان بعض ايجابيات الأداء الحكومي إن وجدت لكننا وهنا نوجه النصح لقناة العراقية بقلب محب نلاحظ نوعا من التشفي والضغينة وتصفية الحسابات وكم كان بودنا لو كان الهدف غير ذلك لان المعلن شئ والمتخفي وراءه شئ مغاير.
إننا من المواظبين على مشاهدة برنامج يسعد صباحك يا عراق لأنه نافذة حبيبة نطل بها على تفاصيل الوطن الذي حرمنا منه لأكثر من ثلاثة عقود بسبب سياسة الجلادين الصداميين، لتورثهم بعد ذلك مليشيات القتل وفصائل النحر من القاعدة وجيش المهدي وعملاء إيران، زد على ذلك نظام المحاصصة المقيت، مما اجل فرحتنا بالمبادرة في إعادة صلة الرحم بأهلنا وأحبتنا والتنسم من جديد بعبير الوطن الغالي وبقيت منافذنا الوحيدة إطلالة الفضائيات العراقية علينا لتنقل لنا بعض تفاصيل للعراق امتد حرماننا منه سنوات طويلة من الغربة والتشرد وما زلنا كذلك. أليس من حقنا على الإعلام الحالي متمثلا بعشرات الفضائيات التي نتفاخر وسط إخوتنا العرب القاطنين بين ظهرانيهم لثلاثة عقود وما يزيد بهذا الانجاز العراقي والحرية الإعلامية التي لم يكن العراقي أبدا ليحلم بالوصول إليها بعد أن تخلص من اعتي دكتاتورية فاشية في التاريخ صادرت كل شئ: الوطن والناس والفكر والمال وحرية التعبير وبات قطع الألسن سمة لكل المتطاولين على هيبة الدولة التي لم يكن لها وجود أصلا لأنها دولة بلطجة وخروج وتطاول عن القانون والقيم، دولة مبنية على لغة السوط والمعتقلات والقتل الأهوج والويل كل الويل لمن يتذمر أو يحتج أو يتفوه بكلمة ضد سياسة الحزب الصدامي المنهار وقادته الجربان.
أن تنقل لنا بعض الأمل لصور جديدة عن التحول الجديد مع علمنا بالظلم الكبير الذي لا زال يعشعش في حياة العراقي المسحوق منذ العهد الصدامي المباد لتستمر نفس المعاناة.
انه انجاز كبير بات حديث القاصي والداني من عرب وعجم وطبعا يشكل بهجة العراقيين بهذا التحول بتحرك المؤشر من أدناه الى أقصاه لا بمعناه السياسي فحسب بل بمعناه الإعلامي والفسحة الكبيرة في حرية التعبير وليتكلم الجميع بأعلى صوت وطول لسان دون خوف أو ملاحقة أو قطع السن أو وشم على الجباه وغيرها من أحكام ما خطرت ببال قرقوش وصولا إلى بتر الأيدي وقطع الآذان وسم الثاليوم وكل الأفعال القذرة والتي لا يمكن أن تخطر ببال إنسان، إنما حزب البعث الفاشي تفنن فيها وبامتياز يضاف لتاريخه الرث. ناهيكم عن مئات المواقع والصحف الصادرة ومؤسسات المجتمع المدني بأنشطتها المختلفة وغيرها من سمات المجتمع المتطلع لمستقبل إنساني مشرق.
أليس امتلاك الإنسان لحريته انجاز لحفظ كرامة الناس والاستمرار في الحياة كمخلوقات آدمية كانت قبلا مصادرة بالكامل.
هذه الحقيقة لا أجدها كمتابع للإعلام وامتلك وبتواضع دربة في التعامل مع وسائله، حاضرة في بعض فضائياتنا ومنها البغدادية والشرقية وبغداد وغيرها بعيدا عن التكلم عن فضائيات تغذي نوازع الفتك بالعراقيين مثل الرافدين فضائية الضاري الهارب من القصاص لان في عنقه انهار من الدم العراقي المراق وذلك الأبله مشعان الجبوري، سارق قوت العراقيين.
نحن مع المواطنين العراقيين الذين ما زالوا في غاية العوز والعيش وسط تردي الأوضاع الخدمية والأمنية والتشغيلية ولا يمكن أن نغض الطرف عن الظروف البائسة للغاية التي يعانيها المسحوقون من العراقيين وإحساسهم بالتفاوت الخطير مع من يدعي الوطنية لسانا ويده أطول من ذراع المارد في سرقة المال العام ومواصلة إشاعة الفساد وتخريب العملية السياسية والحيلولة دون انطلاق مشاريع البناء الحقيقية وغيرها من فوضى فرسانها ساسة العراق الجدد من منتسبين للحكومة وبرلمانيين لا ذمة ولا ضمير لهم حين حولوا اللصوصية ونهب المال العام والتبذير لأموال البلد، شرعة وسلوكا مألوفا لهذه الشرائح المجرمة التي تلعب دورا في تخريب العراق قد يضاهي دور أزلام البعث المنهار حيث التقت المصالح الدنيئة مع انعدام المواطنة وتحولوا إلى مخلوقات متوحشة لا هم لها غير مصالحها الذاتية ودونها ليذهب الآخرون والوطن إلى التهلكة.
إنما واجب الإعلام أن تكون مهمته مقدسة في فضح المستور ورجالات التخريب والفساد دونما رحمة أو تهاون ببرامج لا تحابي أحدا ولا تأخذها في الحق لومة لائم وان تميز بين الوطني والناصب العداء للتغيرات الموضوعية والتي من شانها أن تنقل العراق من شرنقة الطائفية والفساد والذاتية المقيتة لدى بعض السياسيين الجدد إلى حيث البناء وتأسيس قيم جديدة تعيد بناء الوطن والإنسان حفاظا للكرامة واستشرافا للمستقبل الآمن والزاهر وإنصاف ما هو ايجابي في العملية السياسية وتعرية كل السلبيات دون خوف أو محاسبة أو تردد وبهذا يكون الإعلامي قد جانب الحقيقة واشبع فضوله في كشف المستور خدمة لكل المظلومين والأغلبية الصامتة من العراقيين.
فهل أن إعلامنا الحالي بكل تنوعه مرئيا أو مقروءا أو مسموعا بهذه المواصفات الوطنية والنزاهة الإعلامية المطلوبة؟
وهنا لا ينبغي أن نعفي فضائيات محسوبة على الخط الوطني وممولة من أموال الشعب العراقي ونلاحظ انحيازها لطرف دون غيره والمعنية هنا العراقية التي رغم العديد من الايجابيات في طبيعة عملها، ألا إنها لم تستوعب الخطاب الوطني على ما يرام وتغطي كل الأرض العراقية انتماءا للدين والطائفة والمناطقية والقومية وما إلى ذلك، بل وبكل موضوعية يمكننا القول أنها تنحاز في اغلب الأحايين إلى الطائفة الأكبر وتغمط حق بقية الشرائح الأخرى، فأين الحضور الكردي والصابئي واليزيدي والمسيحي إلى جانب ما تعرضه من برامج لا نفهم منها سوى الانحياز الكامل للطائفة الأكبر وكأنها حسينية وليست فضائية للعراق بكل تنوعه.
وها هي الشرقية لا تركز إلا على السلبيات وحوادث المفخخات واستهداف الناس أما ما ينجز من بناء آو بعض الجهود المبذولة من قبل الدولة حتى وان كان دون المطلوب فلا وجود لها في قاموسها اليومي.
أما الفضائيات المنتمية للحزب والطائفة فان جل اهتمامها ينصب على مسؤولي طائفتها وحزبها أما الاهتمام خارج هذا التركيز فيكاد لا يذكر مثل البغدادية والفرات وبلادي وغيرها.
نحن لسنا ضد اهتمام الفضائيات بمن يمولها ويدعمها وينتسب إليها، إنما كل العتب حين تفتقر هذه الفضائيات إلى الخط الوطني وتغليب الانتماء الطائفي على الوطني وهنا تكمن الطامة الكبرى والتي تفقد الفضائية مصداقيتها ومهنيتها بحيث لم تعد واجهة إعلامية بمواصفات الاحتراف الحقيقي بل مجرد وسيلة صفراء تسمم الحقيقة وتبتعد كثيرا عن الضمير المهني المطلوب عند فرز الصالح من الطالح في الثورة الإعلامية في العراق ويبقى الخاسر الأكبر في نظر العراقيين هو المرائي والمراوغ الذي لا يحترم ذائقة الناس والقيم الوطنية التي نشا وترعرع عليها وإنها لعمري خيانة للانتماء للوطن وخطيئة لا تغتفر.
هنا أوجه الكلام من جديد للبغدادية لمراجعة النهج الذي ينبغي أن تكون عليه إذا ما أرادت أن تكون في صدارة الفضائيات العراقية القريبة من وجدان الناس وهمومهم الحقيقية وبنفس الآن، إعطاء ما يحدث في العراق من متغيرات ما يستحق من اهتمام تشجيعا لما هو ايجابي لبناء العراق لخلق الموازنة الموضوعية المطلوبة سيما أنها تحتكم على طاقم إعلامي لا يستهان به من مهنيين أكفاء، دون إغفال الجانب السلبي في الأداء الحكومي والتركيز عليه بقوة.
ولنلتق جميعا في حب العراق والسعي لنقله إلى حيث الأمن والأمان والرفاهية لكل العراقيين بعد أن يتخلص من كل من يحاول إفساد هذه الجهود الخيرة من قتلة وموتورين ومخربين وطامحين إلى الأمجاد الرعناء وبأبشع وأنجس الطرق لأنها أخيرا ستحرقهم هم وحدهم ويبقى العراق شامخا رغم كل الرياح الصفراء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احسنت رأيا
احمد دوهان الحسن ( 2010 / 1 / 15 - 14:51 )
سررت كثيرا بالطرح الرائع والموضوعي الذي تناولت فيه بعض فضائياتنا العراقيه وهنا اود لفت انتباهك سيدي بان العراقيه هي صوت الحكومه ويجب ان تعبر عن انجازاتها ناهيك ان غالبية الشعب العراقي يمثلون صوت الاغلبيه بالبرلمان وانت تعرف كثرة المناسبات الدينيه لدى المسلمين الشيعه فمن غير المعقول ان تغض الطرف عن تغطية تلك المناسبات ولو وجد للسنه مناسبات كهذه لا اعتقد انها سوف تقف مكتوفة الايدي وحتى مناسبات اخواننا المسيح والصابئه والايزيديه والشبك فكل هؤلاء عندهم مناسبات محدوده ولا اذكر يوما ان العراقيه ولكل مناسبه لهذه القوميات انها تجاهلتها واما بالنسبه لاعزائنا الاكراد فحتما هم جل اهتمامهم بقنواتهم الكرديه لا لشي وانما اللغه التي تحدهم في ذلك واعود الى البغداديه التي حاولت وتحاول من ان تأخذ الصبغه الوطنيه الى انها لم تستطع مع ضخامت مؤسساتها الاعلاميه والدعم الامحدود من قبل المؤسسات الاعلاميه العربيه والغربيه وهذه القناة حقبقة باتت تدس السم بالعسل علما ان المتابع لهذه القناة ومن خلال منهجيتها تطرح نفسها كدوله وهذا ما يبرزه المانشين الاخير للا علي الخالدي المخنث ناهيك عن مقدم برنامج المختصر البعثي ا

اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد