الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ازمة الميزانية

عمران العبيدي

2010 / 1 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


يعيش البرلمان العراقي جلساته الاخيرة من دورته الانتخابية، والجلسات الاخيرة هذه اصيبت بالتعثر وتكرار عدم اكتمال النصاب في وقت يكون الوضع العراقي بأمس الحاجة لمواصلة العمل من اجل اكمال مشواره ومن اجل اقرار بعض القوانين المهمة والتي تشكل دعامة الدولة العراقية، ولكن الحال عكس ذلك تماما فمع مرور الوقت يزداد عدد المتغيبين عن حضور الجلسات البرلمانية بعدما شعر البعض بأن حظوظهم بالترشيح ثانية قد اختفت.
مجمل الوضع خلق ارباكا لعمل البرلمان والذي يعاني اصلا من التلكؤ ولكن التلكؤ في الوقت الحاضر هو اكثر ضررا من الوقت السابق بعدما اصبح عامل الوقت يزداد ضيقا، فعدم اكتمال النصاب وكذلك المشاحنات السياسية بسبب قرب الانتخابات النيابية في اذار القادم بدءا يلقيان بظلالهما على عمل البرلمان والحكومة معا مما سببا شللا واضحا في مسيرة العملية السياسية والتي هي بحاجة الى مزيد من العمل لتتجاوز معضلاتها ومشاكلها المستديمة.
ان معرفة اسباب عدم اكتمال النصاب لاتكفي وحدها لحل المشكلة، لذلك لاحظنا تكرار ذلك في عدة جلسات مما دعا رئاسة البرلمان الى مناشدة رؤساء الكتل لحث اعضاء كتلهم للحضور، أن هذا الاجراء قد يؤدي غرضه ولكن كان على رئاسة البرلمان اتخاذ الاجراءات اللازمة لاجبار الاعضاء المتغيبين على الحضور لجلسات البرلمان، اذ ان افضل حالات الانضباط تلك التي تكون ذاتية ونابعة من الاحساس بالمسؤولية الملقاة على عاتق البرلماني واحترام الناخب الذي صوت لاجل وصوله الى قبة البرلمان والتمتع بالامتيازات التي منحت له، ولكن على مايبدو ان البعض لم يصل بعد الى تلك الثقافة والى ذلك الحرص ولذلك فعندما لايكون الانضباط ذاتيا فيجب ان تتخذ السبل لجعل الانضباط في الحضور قسريا من خلال مجموعة من التشريعات والقوانين، بالرغم من ان الحضور القسري قد لايؤدي فعله الايجابي في اي شيء سوى اكتمال النصاب وذلك اضعف الايمان.
وقد بينت الدورة الحالية نوعين من البرلمانيين، الاول هو من كان حضوره بشكل مستمر وفاعل وهؤلاء اكدوا احترامهم لناخبيهم وللقسم الذي ادوه والنوع الاخر هم من حضر لترديد القسم والتمتع بالامتيازات وهؤلاء هم من لم يحترم الناخب، اذ ان عدم الترشيح للدورة القادمة ليس مبررا لعدم الحضور، فالواجب يحتم العمل لاخر لحظة كي يكون على اقل تقدير مصداقا للوطنية التي يتشدق بها البعض في الفضائيات.
ان عدم اكتمال النصاب قد يكون سببا في عدم تمرير ميزانية 2010 وهو ماتبحث عنه بعض الكتل لأنها تعتقدامكانية استغلال المال العام في الانتخابات، ولكن عدم اقرار الميزانية ينطوي على نتائج أوسع من التأثير على الحكومة ليشمل تأثيره السلبي على المواطن ويصيبه بصميم احتياجه، واذا كان البعض يبحث عن سبل منع استغلال المال العام في الانتخابات، فكان الاجدر البحث عن سبل اكثر فاعلية من ذلك.
الميزانية تقف على كف عفريت فبين اقرارها من عدمه وقت قصير ومشاكل كثيرة، فكيف يمكن التوفيق بينهما؟ وكيف يمكن لها ان تخرج الى الوجود والنصاب بين الاكتمال وعدمه؟










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا