الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفرصه التاريخيه للعلمنه في اجواء ضحالة الخديعه

هادي العلي

2010 / 1 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



تدعوللتضامن
المراقب للاحداث على الساحه السياسيه يستطيع ان يميز التيارات السياسيه الفاعله ومسارات العمليه الجاريه وبالتالي تشخيص الارادات المتصارعه, مبتعدين قدر الامكان من الوقوع في وهم المؤامره او فيما يسمى بنظرية المؤامره, حيث من الواضح ان ما يجري الان من حراك لا زال هو في خانة الفصل بين مناطق او اقاليم جغرافيه في الوطن الواحد اوبين مكونات المجتمع بالرغم من الادعاء الصاخب بالوحده الوطنيه ,فكل ما هنالك يبدو ان الوعي الشعبي قد تطور واصبح عزوف المواطن ونفوره من سا سة الفصل وصلت الى درجة رفضهم لعمليتهم السياسيه , فالتجئ الساسه الى تكتيكات جديده تصب بالنهايه في تحقيق نفس الاراده الانفصاليه ولو انها لا تحقق الهدف النهائي لهم مباشرة وبضربه واحده, الا انها تهيئ لذلك, فالفصل درجات نستطيع ان نحددها بصوره عامه بين حد العزل كحد اعلى و حد التمييز كحد ادنى وان تحقيق اي من الحدين يتوقف على نضوج حركة الفصل ذاتها ,ففي شمال الوطن من الواضح ان مستوى النضوج وصل الى حدود العزل ,اما في الوسط و الجنوب فلاسباب اجتماعيه اولا واسباب تتعلق بخاصية النهم المفضوحه للساسه من المال العام جعلت المواطن الذي يتمتع بدرجة من الوعي ينفر من هؤلاء اللصوص المتقوقعين و المعوقين عقليا عدا المواطن البسيط الذي خدعوه بشعائر وبطقوس ,ان مايجري في الوسط والجنوب محاولات السياسيين استعادة المواطن الواعي الى مجالهم المغناطيسي ليتم جذبه او اصطياده ليكون في خدمة عملية الفصل التي ينشد وها, ان هؤلاء الطائفيون اتفقوا على انقاذ ما يمكن انقاذه من تحقيق احلامهم التي تكاد ان تضيع كلها في وعي المواطن فاخترعوا الوسائل التي تحقق لهم الحد الادنى من الفصل وهو الحفاظ على حالة التمييز الطائفي فحرصوا كل الحرص على منع صدور قانون للاحزاب يحقق الشروط العامه لمفهوم عالمي لمعنى الحزب ثم عرقلة المسائله الحقيقيه لهم باتجاه من اين لك هذا ثم تعكير الاجواء الامنيه خشية من الشفافيه المهنيه لسلطة محايده التي من شانها ان تفضح تزوير الانتخابات القريبه ,واخيرا توجيه ضربة مباشرة لكل كيان يحاول الخروج من صيغة مسار الفصل الطائفي بحجة قانون الاجتثاث سيئ الصيت الذي بقى في مفعوله وازداد اجتثاثا رغم تغيير اسمه الى قانون المسائله وهو ليس من المسائلة الحقيقة بشيئ. فالمطلوب في وسط وجنوب العراق ان يتم تكريس التمايز بين السني والشيعي وان ينقسم الشعب في خياراته الانتخابيه بين ان ينتخب السني الفلاني او الشيعي الفلاني باتفاق واضح بين الصفوات الطائفيه السنيه والشيعيه, فالحزب الاسلامي وجزء من جبهة التوافق السنيه ,والمجلس الاعلى بحلفائه وحزب الدعوه المالكي وحلفائه القداما والجدد الشيعه , وذلك يعني لا صحة لما يحاولون اشاعته من انهم تحولو بين لحظة واخرى وتخلو عن نهجهم الطائفي الى نهج وطني, فكل ما يتم اعداده من سينوراهات هي خداع المواطن من انه سيختار, وفي حقيقة الامر ان المواطن سوف لن يفلت من احابيلهم فاين ما يقع اختياره سيصب حتما في نهجهم وفي خدمة التمييز الطائفي وهذا هو المطلوب ,فبالتالي سنجد امامنا بعد انتخابات مزعومه اننا امام خيار واحد لا غير هو خيار الفصل وان اختلف في الشمال عنه في الوسط والجنوب, ففي الشمال هو العزل وفي الوسط والجنوب هو التمييز تمهيدا للعزل ,وليس امامنا ان نفعل الا ما بوسعنا افرادا وليس مجتمعين مع الاسف. ان مهمة جميع القوى الوطنيه فضح تلك المؤامره وعدم السكوت او التهاون في العمل من اجل التوجه العلماني بالرغم من الصعوبات وان الطريق الى ذلك هو طريق استثمار الفرصه التاريخيه فليس امام القوى العلمانيه اثمن من هذه الفرصه فانبذوا الخلافات والحزازيات واستثمروا الفرصه فلن تكون القوى الطائفيه من الضعف بعد الان اكثر مما هي عليه ,ان مسالة التوجه العلماني ليس عمليه جراحيه او جرعة دواء...ان المسالة اعقد بكثير مما يتم طرحها, فالتاريخ في هذه البلاد هو تاريخ ديني ..... ويتعكز الولاء للدين على الولاءات الاجتاعيه والمناطقيه ولا زالت نفس تلك العوامل تفعل فعلها في البلاد الا ان الفضيحه لحقت بالطائفيين من رواد الدين السياسي في معترك الحياة الاجتماعيه وان شرط العلمنه ان تنشأ على ارضيه براغماتيه وموضوعيه ,عليه فان البوابه اليها هي زج الفرد في معترك الحياة عندها يتخلى تدريجيا عن اوهام علاقاته السابقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي