الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحدث والتحليل ج2

حيدر علي

2004 / 6 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إن حدث احتلال العراق نموذج نستشف من خلاله عمق الهوة بين وقوع الحدث والتحليل, أو إذا شئنا عمق الأزمة التي يعيشها التحليل ...فاغلب المحللين قد ذهبوا إلى أنها عملية تهدف إلى السيطرة على منابع النفط ..والبعض ارتكب الموج الأمريكي وقبل بما تطرحه أمريكا ، أو تقوله عن أهدافها في العراق، وهناك من قال إنها ضربة إلى العالم الإسلامي كونها تشكل ضربة إلى المسلمين في عقر دارهم وقبل فرضية الحرب الصليبية ,و مما زاد في تعقيد الأمر تصريحات بوش عن كونها حرب صليبية قبل اعتذاره ...وهناك أكثر من جنرال أمريكي يصرح بكون الحرب هي حرب صليبية ويعبر عن ذلك بشتى التعبيرات ....وهكذا اتخذ التحليل اتجاهات عدة ونحن ما زلنا في اللحظة الآنية لوقوع الحدث ولازلنا نشهد فصول وقوعه.
والسؤال هنا كيف سيكون التحليل بعد قرن من الزمن ؟؟؟؟فأثار احتلال العراق لازالت في بداية ظهورها وتكونها ,ولا زال انعكاس حالت الاحتلال في وعي المواطن لم ينضج بعد ,,,فهل سنتفاجا بعد خمسين عاما بمن سيقول أن صدام كان قائد بطل ؟؟؟ أم سيظهر من يقول إن علاوي لعب دور خطير وكبير في الحفاظ على وحدة التراب العراقي ؟؟ ؟خصوصا وان الكثير من الحقائق يتم إخفائها يوميا ولا يرشح منها إلا ما تريده أمريكا أو ما تكون مضطرة إلى إظهاره مع وجود هذا الكم الهائل من المطبلين والمزيفين للحقائق في هذا الوقت ... فتصريح احد سجناء ابوغريب بأنه قد تم تعذيبه على أيدي جلادين كويتين هذا التصريح يثير حفيظة البعض ويبدأ بالصراخ عن دور الكويت المشرف في عملية احتلال العراق,,, ودورها البطولي في دعم الفوات الأمريكية وكذلك دورها الذي ليس له مثيل في إزالة صدام حسين,, وهو نصف الحقيقة ،فالكاتب لم يذكر دور الكويت اذبان الحرب مع إيران عندما دعمت صدام سياسيا وعسكريا واقتصاديا, ونفس دورها عندما كان يفتك بالقوى الوطنية والتقدمية على الساحة العراقية في ثمانينيات القرن المنصرم, ودورها في إزالة ألآثار السياسية لقصف الأكراد بالكيماوي ..فهي أي الكويت تصبح خالية من أي مسؤولية عن معانات العراقيين في ظل ديكتاتورية صدام, وعن مال تطور المجتمع العراقي في ظل الاحتلال الأمريكي, وبعده كونها احتلت من قبل صدام ، فحدث احتلال الكويت لا ينفصل عن احتلال العراق , فنحن لا نستطيع أن نعزل ما قدمته الكويت سابقا لصدام واحتلالها من قبله عن ما يجري الآن وما سيجري لاحقا للمجتمع العراقي .خصوصا وان هذه الحلقة من الإحداث ارتبطت بخسائر لم يسبق لها مثيل في صفوف كلا الطرفين العراقي والكويتي , فهذه الحقائق يتم غض الطرف عنها عند الحديث عن احتلال العراق , ويتم أبراز جزء من الحقيقة التي يعرفها الداني والقاص وهي أن صدام ديكتاتور ,فكون صدام ديكتاتور لا ينفي مسؤولية أمريكا أو دول المنطقة وما اصطلح عليه إذنابها في فترة أو الرجعية العربية في فترة أخرى ...فحلقات التاريخ المتسلسلة لا يمكن فصمها هكذا بمشيئة قوى معينة وان كانت منتصرة, أو كما اصطلح أن التاريخ يكتبه المنتصر ,,شيء صحيح ذلك فكتابة المنتصر للتاريخ يجب ألا تعني أخفاء الحقائق آو الكتابة بنصف الحقائق فنصف الحقيقة هي الديكتاتورية, ولكن النصف الذي يحاول الجميع إخفاءه هو الأهم الذي يجب كشفه وألا سنجد أكثر من ديكتاتور في القادم من أيامنا على الأرض العراقية ...فنصف الحقيقة هي محاكمة صدام حسين ويكمل الحقيقة هو كشف ما قدمته أمريكا لصدام وما قدمته دول الخليج لصدام وكل الأطراف العربية من مثل مصر مبارك, فتاريخ العراق هو حلقة ربط أو قاسم مشترك بين جميع هذه الأطراف ولا يمكن لأي كان أن يقول أنها مسؤولية صدام أو البعث فقط .. فكل هذه الأطراف قد دعمت، وطبلت: بل رقصت وكانت تتمنى في يوم منه أن يبصق على لحاها للتبرك ببصقة صدام حسين لغاية أو أخرى والخاسر الأكبر كان هو الشعب العراقي .. فلا يمكن مكافأة الجلادين ومعاقبة الضحايا وحتى صدام نال مكافأته والنتيجة هي معاقبة الشعب العراقي ليس الآن فقط بل في المستقبل من خلال تسليط سيف الحرب الأهلية على رقبته وجعله عرضة للإرهاب الذي يفتك به.
أن تحليل الإحداث وكشف ما خفي منها هي مهمة ليست يسيرة وتحفها المخاطر, فكل طرف لديه ما يخفيه ولديه ما يريد تحقيقه وما تخفيه هذه الأطراف أو ما تريد تحقيقه لا يعنى إنها متناقضة فيما بينها وان ظهرت بهذا الشكل... ولكن الحقيقة الاعمق أنها متكاملة الأدوار,, فتقطيع الفريسة قد تم منذ التاسع من نيسان إي منذ دخول التحالف إلى بغداد,, وتحديد النسب قد اتفق عليه وما عاد سوى أن يأخذ كلا حصته وفق ما تقرر سلفا ,,,وان استطاع أن يحصل على اكبر منها نتيجة غفلة طرف آخر فلا باس كونه لا يشكل عيبا ويصب في مصلحة الجميع .. فالنظام العربي بجمعه يعلن عن عدم موافقته على احتلال العراق بل ويعارض المشروع الأمريكي لكنه في حقيقة الآمر يدعم الوجود الأمريكي ويغذيه,,, فالقواعد الأمريكية في السعودية والكويت وقطر والبحرين والأردن وكذلك مصر,, واغلب هذه الدول عارضت الحرب لكنها دعمت أمريكا ، فالفوات الأمريكية لم تأتي من الفضاء قدر كونها تحركت من هذه البلدان،، والمثير في الآمر أن تركيا حليفة أمريكا الاستراتيجية في المنطقة لم تشارك معهم ولم تستقبل القوات,,, والتساؤل لماذا ؟؟؟وأنا اعتقد أن حكومات هذه الدول لا تمتلك الشجاعة أن تخبرنا الحقيقة سوى أن تطالبنا بضبط النفس والهدوء...فهل كان صدام قد وصل إلى مرحلة فضحها في حالة سقوطه أمام الشعب العراقي؟؟؟؟ أنا استبعد ذلك فمها كان ما سيحدث فهو لن يفضحها فالحالة اكبر من مجرد ما يقوله صدام وتعادل وجود هذه الأنظمة نفسه ,, فقدرة أمريكا على هذه الأنظمة هي نفس قدرتها على صدام أيام عزه فهي من ركبتها وأوصلتها, ودعمت وجودها , وبنت نظمها فالقاسم المشترك الأكبر بين هذه الأنظمة كونها ديكتاتورية وقد تكون أسؤ من ديكتاتورية صدام لكنها سعيدة الحظ لم يتم التشنيع عليها كما حدث مع صدام ولم يتم فضحها وهنا أتسال ماهو ثمن بقاء هذه النظم ؟؟؟؟؟
هنا يسقط التحليل فلا يعود يستطيع غير الظن وغير الشك,,, وتتناوشه ضوضاء المزمرين لهذه النظم وتجلى المنتفخين,, فهاهو مبارك يطالب بالشفافية بأمر مرضه وأكثر من ذلك,,, فانه بتابع عمل الحكومة من مشفاه في ألمانيا واسأل السيد مبارك أيعلم كم عدد المصريين الذين يسكنون في المقابر؟؟؟وانا اشك انه يعرف أن هناك مقابر في مصر .. وهاهو عبد الله الثاني يتحفنا ببطولاته ومفاخر نظامه الأمنية ويكشف لنا قدرته على اكتشاف عمل إرهابي كان سيقتل ثمانين ألف مواطن في يوم واحد مع ملاحظة انه كلما تحدثت أمريكا عن الإرهاب يسارع هذا العبد لله للقول انه مهدد وانه تعرض وانه اكتشف ,,,ويفتخر بقدرة نظامه الأمنية وفي الحقيقة أن قدرة هذا النظام الأمنية هي على مساكين العراق الذين يبحثون عن عمل في عمان ومطاردتهم من قبل أجهزة الإقامة والحدود
أما السعودية فهاهو عبد الله يسارع إلى قتل أعضاء القاعدة والى تأكيد أن نظامه لا يدعم الإرهاب,, وينسى أو يتناسى انه هو ومملكته منبع الإرهاب والتطرف في العالم,,, وينسى إن هناك إعداد من المنبوذين في السعودية ينافسون في نسبتهم نسبة المنبوذين في الهند وتحت مسميات طائفية,,, وينسى أن مجتمعه لم يبنى على أي مدنية فإلى الآن تحرم المرآة السعودية من حق البطاقة الشخصية وقيادة السيارة وعلى العموم أنها نظم ديمقراطية دون شك ....
فكلما سبق لا يمكن فصله عما يجري على ارض العراق,,, فالعراق هو الساحة التي يتم فيها الآن توزيع الأدوار والحصص والغنائم .. كما كانت القضية الفلسطينية في يوما ما المعيار الذي تتوكأ عليه هذه الأنظمة فعكا ز القضية العراقية هو حبل الرحمة الذي آتى عرضا لهذه الأنظمة كي تواصل بقائها وتواصل كبحها لتطور مجتمعاتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. معركة رفح.. إسرائيل تتحدث عن خيارات بديلة لهزيمة حماس | #غرف


.. العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران.. عقبات -لوجستية- و-سياس




.. قصص ومعاناة يرويها أهالي منطقتي خزاعة وعبسان الكبيرة بسبب تو


.. شهداء غزة من الأطفال يفوقون نظراءهم الذين قضوا في حروب العال




.. نتنياهو: قمت بكل ما في وسعي لإضعاف قوة حماس العسكرية وقضينا