الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقطع عرضي للديمقراطية في العراق

عزيز العراقي

2010 / 1 / 15
كتابات ساخرة


مقطع عرضي للديمقراطية في العراق

عزيز العراقي

الكثير من السياسيين العراقيين يعتقدون ان الديمقراطية تعني: الحصيلة النهائية للانتخابات فقط , وحسب الشطارة . ولا علاقة لهم بالتعامل مع الديمقراطية كمسألة أخلاقية لا تختلف عن الصدق والأمانة والحفاظ على العرض والمال والإيمان النزيه بالدين وغيرها من القيم النبيلة , وتحتاج الى تربية ورعاية أكثر بكثير من الغذاء والماء الذي يكبر به الطفل الصغير . ومن أين تأتي بمثل هذه الإرادة لأناس لم يتعلموا شيئا من قيم السماء والأرض, ومنذ فجر الإسلام الذي يتشدقون بطوائفه ولحد الآن . فكيف بهم مع الوليد الجديد والغريب على جنسهم المسمى بالديمقراطية .

لاشك ان الكثيرين يريدون وأدها لأنها أنثى , ومن العار ان تستقيم مع قيم الرجولة العربية , او مع القيم الإسلامية التي حرّمت قتلها , ولكن أجيز امتلاكها من قبل مراجع الطرفين , بالصيغة او بالمسيار . وبعد الانتخابات البرلمانية الاولى , اتفقت جماعات قائمة الصيغة على تقاسم الأيام معها , ويقول احد أبناء التيار الصدري : ان الشيخ جلال الدين الصغير عندما كتب عقد الصيغة ( وهو عقد غير رسمي ) لتحديد الفترة الزمنية للصيغة بينها وبين " المجلس الاعلى ", خفض صوته عند تحديد الأيام , ويؤكد ابن التيار الصدري : لم نشك ان الشيخ الصغير فعل هذا ليمنح المجلس الأعلى أيام أكثر من الأيام المتفق عليها , وعندما عرف التيار الصدري انتفض , وثارت المعارك الدموية التي نعرفها جميعا بينه وبين المجلس الأعلى , لان التيار الصدري كان ينتظرها بشوق , ودوره بالممارسة الديمقراطية بعد المجلس الأعلى مباشرة .

وإذ كانت جماعة الصيغة لعبت على سذاجتها وقلة تجربتها في العراق , فأن جماعة المسيار, اجبروها, وأذلوها , عن طريق السلاح , وحاولوا ان يقتلوها عدة مرات لولا تكاتف الآخرين على إنقاذها . ويقول ظافر العاني والمطلك : بأنهم شاركوا في العملية السياسية لغرض إرجاعها إلى بيت الطاعة الصدامي , وتؤكد بمرارة على ان جميع لياليها التي قضتها عندهم كانت سوداء كالحة . وبعد ان تأكدت ان وجودها بين هذه الأطراف ليس أكثر من لعبة محيبس , ورغم ان اللعبة سميت بأسمه إلا انه لايعني شئ بالنسبة للفوز , ويمكن استبداله بأية قطعة أخرى تختفي في اليد عند ضمها . اخذت تردد بينها وبين نفسها :
المحيبس لعبة شعبيه
مارسناهه بكل حريه
كَلنه المحبس خل يلعبنه
نلعب بس خل تصفه النيه
طلعوا محبسنه من اليسره
وكَالوا لعبتنه فنيه
همه: بيتوّ محبسهم باليمنه
وحطو ثاني بيسراويه
تتورط ياايد تطكَهه ؟؟؟
جتك بات من الهتليه
والدافوع محنط نفسه
بالجبه ولابس سيديه
من اتكَِله اللعبه انفضحت
يزعل يختل بالشرعيه

الديمقراطية لا تزال تراهق في العراق , ولكنها أصبحت أكثر ثقة بنفسها , ونتيجة تجربتها المرّة في السنوات السابقة , انزلقت وأصبحت لعوبة , وفقدت الكثير من كياستها , واليوم هي التي تغمز لهذا في اليمين , وللآخر في اليسار , وتستدرج الكثير من الشيوخ المراهقين لحبائلها , وأكثرهم غرابة من يريدون ان يجعلوا منها زوجة رابعة , وتكون ضرّة للوعظ وتكفير الآخرين . الا انها ورغم ضعفها , تمكنت من كشف حقيقة ادعائهم بالترفع والصدق في التعامل , وفضحت الكثير من الذين لا يريدون الزواج على سنة الله ورسوله , بل الذين يريدون الولوج الى مخدعها تحت جنح الظلام بعد ان نزعوا عمائمهم , واخذوا يرددون اسمها وبصوت عال في ذات الظلام الدامس . وهي تدرك في كل الاحوال, ان جميع الاحتمالات قائمة , سواء بالإجبار والادعاء على انها ابنة عم , او التراضي بين ضخام الاجسام مثلما حدث في السنوات السابقة , وتحت راية " كَصة بكَصة " , او تحقيرها وانهاء دورها مثل البرلمانيات اللواتي طالبن بضرورة اقرار زواج الرجل بأربعة نساء , الا احتمال واحد لن يكون وارداً , وهو : ان يترك لها حرية الاختيار .















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. VODCAST الميادين | أحمد قعبور - فنان لبناني | 2024-05-07


.. برنار بيفو أيقونة الأدب الفرنسي رحل تاركًا بصمة ثقافية في لب




.. فيلم سينمائي عن قصة القرصان الجزائري حمزة بن دلاج


.. هدف عالمي من رضا سليم وجمهور الأهلي لا يتوقف عن الغناء وصمت




.. اختيار الناقدة علا الشافعى فى عضوية اللجنة العليا لمهرجان ال