الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الخطان الفلسطينيان المتوازيان يلتقيان ...؟؟؟!!!

طلعت الصفدى

2010 / 1 / 16
القضية الفلسطينية


هل الخطان الفلسطينيان المتوازيان يلتقيان ...؟؟؟!!!

لم يشهد التاريخ الفلسطيني الحديث والمعاصر منعطفا حادا ربما يفضي لكارثة جديدة لم يشهدها من قبل ، لا تهدد القضية الفلسطينية كقضية تحرر وطني فحسب ، بل وتهدد الوجود الفلسطيني على أرضه ، إذا لم نحسن قراءة الواقع بكل أبعاده الثلاثية ، العربية والإقليمية والدولية ، وندرك قوانينه ومحركاته الأساسية ، وقواه الفاعلة المؤثرة في حركة المجتمع السياسية والاجتماعية والديمقراطية .

في الماضي ، التقت مصالح القوى المعادية لشعبنا وللشعوب العربية على أرض فلسطين ، وخلقت الامبريالية البريطانية ، والحركة الصهيونية والرجعية العربية وفى القلب منها القيادات الإقطاعية والعشائرية الفلسطينية التي تصارعت لإرضاء هذه القوى، ونسيت في ذروة صراعاتها الداخلية ، المصالح الحقيقية للشعب الفلسطيني ، هذه القوى المعادية قد خلقت القضية الفلسطينية التي كان من نتائجها التشرد والمعاناة والاغتراب عن الوطن منذ أكثر من ستين عاما .

ولاحقا مع تبدل هذه القوى بقى مضمونها الاستعماري والرجعى ، فزادت من هيمنتها على المنطقة ، وأحاطتها بقواعدها العسكرية ، وأخضعتها لمصالحها النفطية، وحافظت على الأنظمة التي تقهر شعوبها ، وساندت العدوانية الإسرائيلية في المنطقة ، وتحولت المنطقة التي تحتاج شعوبها للأمن والسلام الاجتماعي والديمقراطية ، لثكنة عسكرية ، وساهمت في خلق صراعات محلية في كل بلد ، وشكل شعار الحرب على الإرهاب ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للبلدان ، وتحولت المنطقة لصراعات حدودية ، ومذهبية ، وأثنية ، تهدد باندلاع معارك وحروب متواصلة ، تدفع ثمنها الجماهير الشعبية والفقراء من العمال والمزارعين والشبيبة والمرأة والمثقفين الثوريين ، وعلى الرغم من ذلك بقيت القضية الفلسطينية تشكل بؤرة الصراع الأساسية في المنطقة ، ومصدرا للتوتر والحروب.

وفى الواقع الفلسطيني الملموس ، إذا كان البعض ، يرى في المفاوضات مقاومة على الطاولة تعكس موازين القوى على الأرض ، وطبيعة القوى المساندة لكل طرف، ودور القانون الدولي ومدى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية ، وقدرة المجتمع الدولي على تطبيقها ، فقد فشلت المفاوضات في تحقيق أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال والعودة التي استمرت لأكثر من سبعة عشر عاما دون جدوى . لقد انتهزت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة اليمينية والموغلة في التطرف المفاوضات الجارية والاتفاقيات ، لتنفيذ المخطط الإسرائيلي الاستيطاني ونهب الاراضى وبناء المستوطنات ، وتهويد القدس ، وإقامة جدار الفصل العنصري والحواجز ،وهدم البيوت ... الخ وفرضت وقائع أحادية على الأرض تتناقض مع قضايا الحل النهائي ، تمنع بنهجها الاستيطاني إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس .

إن تجربة المفاوضات الطويلة أظهرت عدم جدية الإسرائيليين للسلام طبقا لقرارات الشرعية الدولية ، وتهربها من استحقاقات عملية السلام ، وانحياز ومحاباة الولايات المتحدة الأمريكية لها راعية عملية المفاوضات، ورفضها ممارسة الضغط على إسرائيل ، مما دفع القيادة الفلسطينية والرئيس ابومازن باتخاذ قرار عدم العودة للمفاوضات إلا إذا توقف الاستيطان كليا وخصوصا في مدينة القدس ، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية كمرجعية للمفاوضات ، وتحديد زمن لإنهائها .هذا الموقف الذي تبنته القيادة الفلسطينية يتطلب دعمه وإسناده من كافة القوى الوطنية والإسلامية بما فيها حركتي حماس والجهاد الإسلامي ، ومكونات المجتمع المدني ، جماهيريا وشعبيا حتى يدرك العالم أن هذا المطلب ليس مرهونا بموقف الرئيس ابومازن بل بموقف الشعب الفلسطيني وقواه السياسية على اختلاف انتماءاتها السياسية والإيديولوجية ، وتحصين الموقف الفلسطيني من الانزلاق والتراجع عن موقفها ، والعودة للمفاوضات تحت تأثير الضغوطات العربية والدولية ،أو إغراءات وضمانات أمريكية مرتقبة لا يمكن الوثوق بها.

وفى نفس الوقت ، فان غزة التي تحولت لمخزن من البارود قد ينفجر في أية لحظة داخليا ، أو بسبب استمرار العدوان ، والحصار الاسرائيلى على شعبنا ، فقد فشلت القوى بتشكيل جبهة مقاومة موحدة بمرجعية سياسية طبقا لوثيقة الوفاق الوطني ، واستبدلتها بإطلاق الصواريخ من غزة التي لم تجلب لشعبنا سوى الدمار ، ولم تحقق أهدافه في الحرية والاستقلال والعودة ، في حين شعبنا الفلسطيني في غزة يداوي جراحه جراء العدوان الاسرائيلى الأخير ، وينتظر بفارغ الصبر إعادة اعمار ما دمره الاحتلال على الرغم من مرور أكثر من عام على العدوان . لقد تصاعدت في الآونة الأخيرة، تصريحات السياسيين والعسكريين الهستيرية في إسرائيل ، ضد أهلنا في غزة ، وارتفعت حمى التهديد بتوجيه ضربة موجعة إذا استمر إطلاق الصواريخ. إن المسؤولية الوطنية تتطلب من كافة القوى أن تأخذ هذه التهديدات بمنتهى الجدية ، فدماء شعبنا ليست رخيصة ، وعليها أن تعيد النظر بالأساليب والأدوات الكفاحية ،وأن تتوقف عن إطلاق الصواريخ فورا بعيدا عن الحسابات التنافسية والأجندات الخاصة ، ودون إعلان ذلك في هذه اللحظة التاريخية الحالية التي تتطلب حسا ويقظة ، وتوفيت الفرصة على المتطرفين الإسرائيليين ، وعدم تقديم ذرائع لعدوانها وتجنيب شعبنا الكارثة التي يحاول الاحتلال الاسرائيلى استدراجها لضربة موجعة ، وإلا كيف نفهم التصعيد الإسرائيلي الأخير والهجمات المختلفة على القطاع، وفشل صفقة شاليط التي كانت قاب قوسين أو ادني من تنفيذها ، والتصلب في موقف حكومة نتينياهو العنصرية ؟؟ . إن إدراك خطورة اللحظة ، وأهميتها تتطلب اتخاذ قرارا مسئولا بالتوقف عن إطلاق الصواريخ من كل الجهات باعتباره مطلبا شعبيا ووطنيا ، ودعم وإسناد حركة حماس في موقفها منع إطلاق الصواريخ من غزة ، بغض النظر عن هدفها ، وتبريد الوضع في غزة ، والعمل على تشكيل جبهة مقاومة شعبية في الضفة الغربية وإعادة الاعتبار لقطاع غزة كداعم للمعركة الحقيقية في الضفة الغربية وليس خنجرا في خاصرتها الجنوبية .

إن التهدئة في قطاع غزة والتزام كافة القوى بها هى مصلحة فلسطينية ، تهدف لقطع الطريق على كافة المساعي الإسرائيلية لاستمرار وتوسيع عدوانها على غزة ، وعلى الرغم من خطورة الانقسام وآثاره السلبية على المجتمع الفلسطيني ، فان موقف القيادة الفلسطينية ،والرئيس ابومازن بعدم العودة للمفاوضات إلا إذا توقف الاستيطان كليا ، وليس جزئيا ولفترة زمنية محددة ،وتحددت مرجعيتها ، وموقف حركة حماس بوقف إطلاق الصواريخ من غزة الآن ، يلتقيان في نفس الهدف ويخدمانه . فهل بعد ذلك يمكن القول إن الخطين المتوازين يلتقيان في المحصلة النهائية لأهداف شعبنا في الحفاظ على قضيته الوطنية التحررية من التبدد والانقسام ، على طريق تعزيز الوحدة الوطنية ، وإعادة الاعتبار لقضيته العادلة، وتوجيه كفاح شعبنا الفلسطيني نحو العدو الحقيقي- دولة الاحتلال الإسرائيلي ، والبحث عن أدوات ووسائل إبداعية كفاحية أخرى لمواجهته.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار شامل.. سندويشة دجاج سوبريم بطريقة الشيف عمر ????


.. ما أبرز مضامين المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار في غزة وك




.. استدار ولم يرد على السؤال.. شاهد رد فعل بايدن عندما سُئل عن


.. اختتام مناورات -الأسد الإفريقي- بالمغرب بمشاركة صواريخ -هيما




.. بايدن: الهدنة في غزة ستمهد لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسر