الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


واحد مقابل صفر

أحميدة عياشي

2010 / 1 / 16
عالم الرياضة



مدير عام صحيفة الجزائرنيوز
لم يكن هذا الخميس عاديا، كان خميس الارتقاب الكبير، اليوم النحر، وبالتالي الفرحة وعودة الأمل، أو حزم الحقائب والذهاب إلى الديار•• الهزيمة على يد مالاوي كان طعمها مرا وثقيلا على الجزائريات والجزائريين، لم يتمكنوا من استساغتها برغم أن الأهداف الثلاثة التي تلقيناها كانت نظيفة••
نبرة النقد كانت حادة وشديدة تجاه مسؤولي الفريق الوطني، وفي العموم كان النقد مشروعا، لأنه لم يكن ينطوي على نيات سيئة أو على خلفيات غير طيبة، وإنما كان تعبيرا عن الصدمة، وعن ذلك الشعور المرّ والقاسي بتحويل النصر الذي تحقق في أم درمان إلى هزيمة نكراء، تكون نتائجها كارثية لقدرتها على إثارة الشعور بالإحباط والكآبة والحزن الذي ساد قلوب الجزائريين والجزائريات لوقت طويل•• إننا لا نستطيع أن ننسى بأن أول نكسة للفريق الوطني وبالتالي للرياضة الجزائرية تزامنت مع بداية دخول الجزائر ذلك النفق المرعب والحالك وغير طيب الذكر في بداية التسعينيات عندما انهزمنا على يد السينغال••• الهزائم والانكسارات لاحقتنا منذ تلك اللحظة كاللعنة، وكالقضاء القاتل•• كاد الجزائري أن ينسى الفرحة ودلالتها•• كاد أن ينسى التعبير عن أفراحها، مثلما نسي أن يعبر في قلب المأساة عن أقراحه عندما تحول القتل إلى ممارسة يومية تحولت في لحظات بقوة الأشياء إلى شيء بديهي وطبيعي•• الجزائريون عادوا من بعيد، وكأنهم اكتشفوا أنفسهم من جديد، اكتشفوا الثقة بالنفس، والرغبة في إقامة الأفراح•• اكتشفوا ذلك الموعد الذي نساهم ونسوه مع مباهج الفوز والانتصار•• اكتشفوا
إرادتهم التي ظنوا أنها خذلتهم، اكتشفوا ما تثيره الراية وهي ترفرف، وهي معلقة على السطوح والجدران•• وهي محمولة ليس بالأيدي وحسب، بل بالصدور والأصوات، من شعور مزلزل وطاغي وخلاق•• لذا، رفض الجزائريون تلك الهزيمة المذلة على يد فريق من الإمكانات ما يملكون•• فحقا الغضب الذي عبّر عنه الإعلاميون بشكل راق•• وهو في جميع الأحوال أرهف من غضب الأنصار الذين تمكنوا من كتمان مشاعرهم، بحيث أفرغوا كل ذلك الغضب وتلك الخيبة في قوة الصمت الرهيب والثقيل، وفي الانتظار•••
كنت في المكتب على الساعة العاشرة صباحا، زارني الباحث عبد العزيز، وتراوح نقاشنا عن نتيجة اليوم•• لكن أيضا عن وضع ومستقبل حزب جبهة التحرير الذي هزت بيته مؤخرا فضائح السيناتوريهات•• تناولنا الغذاء غير بعيد عن المقر، وعند الساعة الواحدة والنصف، عدت من جديد إلى المقر••
-2-
تابعت مقابلة الفريق الوطني مع مالي بشكل متقطع، فأعصابي لم تكن تقوى على البقاء هادئا في نفس المكان•• سألني الهادي، وهو أحد الموظفين بالجريدة، قبيل المباراة، عن توقعاتي•• فصمت للحظة طويلة وقلت له، نحن أمام شكلين من التوقعات، إما أن ننتصر على مالي واحد مقابل صفر، أو ننتصر عليها بثلاثة مقابل واحد•• نظر إليّ ولم يفهمني•• فقلت له، هكذا أتوقع النتيجة بعد الضغط الذي مورس من طرف الصحافة على الفريق الوطني•• وأضفت وإن لم يحدث ذلك•• فإنها ستكون الكارثة•• ثم استبعدت حدوث الكارثة، ما أن انتهت المقابلة، حتى قال لي الهادي، لقد حدث ما توقعت••
-3-
استيقظت هذا الصباح على السادسة صباحا•• تابعت الأخبار على قناة العربية الزلزال الذي حدث في هايتي، كان فعلا عبارة عن مأساة إنسانية كبرى•• التغيرات في الحكومة التونسية التي مست حوالي 13 وزارة، منها وزارة الدفاع والخارجية، هل ستعبر عن توجه جديد لحكومة بن علي ؟! وعندما توجهت إلى المقر، أصغيت لتصريح رابح سعدان على القناة الثالثة، كان منفعلا وهو يعلق على نتيجتنا مع مالي، منتقدا منتقديه•• لا، يا سعدان، النقد واجب•• ولا يمكن تغطية الشمس بالغربال••
يكتبها: أحميدة عياشي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنا بقيع مصر.. البهنسا بالمنيا تحتضن قبور أبطال غزوة بدر و5


.. أبناء مارادونا يطلبون نقل رفات اللاعب الشهير إلى ضريح -أكثر




.. أب يجبر ابنه على ممارسة الرياضة والنتيجة صادمة


.. بايرليفركوزن الألماني يتغلب على روما الإيطالي في ذهاب نصف نه




.. فرحة ومفاجاة غير متوقعة على الهواء????.. عاش يا أبطال مصر???