الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة ذاتية فى ثلاث لوحات .. شعر مصطفى اللبان

جمال الشربينى

2010 / 1 / 16
الادب والفن




قراءة ذاتية فى ثلاث لوحات .. شعر مصطفى اللبــان
اللوحة الاولى :

" لغز الطريق لـ جورجيودى كيركو "
للمعابد سر الجبال .. بها متها
للمعابد كل صفاء مقابرنا وإمتدادتنا
فى الظلال

هكذا أنبأتنا المعابد فيما ابتعدنا
وكان الاله الكبير يراقبنا صامتا مقطبا
ربما كان مندهشا كالذى نأتى
ربما غاضبا

هل لتمضى بنا كل هذه المسيرات حتى نهايتنا ..
أم سنمضى عودا
وحتى بدايتنا ؟ !

لا ابتداء لنا .. إننا الاصل .. أم يا ترى الظل ؟ !

هل لتمضى كل هذه المسيرات .. أم كل هذى المسيرات
لا تمضى بل تجر الى المستقر !!
وانت أطلقتنا فيما تمسكنا بخيوط القدر
أم كالنور التى هاجرت .. لا بلاد لها
لا ... ولا منتهى .. أمل فى السفر ؟ !

بالخيبات أمالنا كلنا ...
لم يكد يبدأ الدرب حتى تناهينا
كيف فر .. الذى مر ؟!

أين الذى كان فيما انقضى حيا
ذلك الطرب الاسرى اذا التئم الشمل
فى العيد ....
والمولد النبوى

انسيابتنا فى خيال الخيال
عناء الدروس التى أجهدتنا ..
سرور دعابتنا
لمعلمنا القروى

اشتعالتنا طربا باجازاتنا السانحات
على لهف ..
وشذى الامسيات
جنون الشواطئ اذ يضحك البحر
نور المناورات
فرحتنا بالبنات اللواتى
قاسمتنا اول حب
صيحاتنا كالمجانين فى الحرب
ليل الاغاريد فيما يغنى المغنى منشرحا
اذ يعود الذى عاد بالغار متشحا
وسكون الحداد

خمور اغترابتنا فى البلاد
جمال السنين التى عند سكرتنا عبرتنا
وملح الحصاد

بالخيبات أمالنا كلنا
كيف فر الذى .. مر ؟
كيف انتهينا لهذا السواد ظلالا
الى ...
اين ...
يفضى بنا ...
الامتداد


اللوحة الثانية :

أكلوا البطاطس : لـ فنسنت فان جوخ

حينما احتشدوا ..
بينما يوشك الطقس ان يبتدى !
رتل الاب :
حمداً لواهبنا الخير زادا
وقال :
اطعموا هذا جسدى
قيل : هل سدد الاب أجر البطاطس
أم كدنا .. ؟

انما نحن نأكل أحبارنا
فاقترب ايها الأب ..
أنت الذى بارك الخارجين من النار
والداخلين لها .. والبعيدين عن
جمرنا الملتهب

فاقترب ..
نحن لا نأكل الآن لحم الاله ..
والنبيذ جلبناه من كدنا لادمان
اقترب ...
لم يخن بعد رجعتنا اللهب
ولتقاسمنا يتمنا فى شحوب السراديب
لهفتنا للبصيص ...
اشرب الحين من دمنا ..

انما نحن كالنار .. كالنار
تأكلنا
قبل ان ننقضى
من يؤكلنا فهو منا ...

اللوحة الثالثة

" مؤتمر العرافات يوم السبت "
لـ فرنسيسكوجويا

فى عهدنا الوحشى
كان الحب نسريا فقلنا
لو تكالبنا تكالب كل " لروما "
أسننقضى يوما وما متنا على الصلبان
كالارباب ...
او متنا وقوفا كالشجر
ولما حيينا كالنسور الشمم
كل مقامنا سفر وغايتنا السفر
قلنا :
الأ يا أيهذا الثور
لسنا منك فى عهد
وكانوا فوقنا يتماضغون الرب فيما واللبؤة تنيلنا
موتا شهيا
يشربون الخمر ما يشهدون
قلنا :
الا فليتهمنا .. الحب فـليل الهدى
لننا سنعود كانعكاس النور
او رجع الصدى
فتكالب المتكالبون على فتات النسر
فى الحلبات وامتشقوا جنان الثور ..
وانتحلوا المدى ...

فى عهدنا النارى
كان الحب ليليا فعلقنا على الجدران
صوت الله ..
خار الثور تبا للشياطين التى حلت
على الاجساد فاقبلها الهى
ثم أحرقنا .. كـأننا فى العماد ..

يا ثور العهود جميعهن
أأتيت من غل الجنود أم البغايا
أم مزامير المنافى .. والصدود .. ؟
وكل هذى الكاهنات نبات أدى

صالبات الرب من حيل الجيل
فيم أنت حشدتهن
يل ويلتى أنا ها هنا بين الاله وبينهن
أنا ها هنا .. اقعيت
هذا الحشد يجلدنى ..
وهذا الحقد يحشدنى
أأرحل ؟؟
كيف أحمل كل هذى الارض محتشدا
أابقى ؟! كيف اسقى كل هذا الحقد مفتقدا

هنا اقعيت
انى لى بعهد من أمان
أو بأرضى اللا مكان ..


بورسعيد 1990

من ديوان : هكذا تكلم القرمطى
____________


الشاعر مصطفى اللبان
جمهورية مصر العربية
مواليد بورسعيد 1951
حصل على الجائزة الاولى فى التأليف المسرحى
من المجلس الاعلى للثقافة 1991 ..
قدّمت له العديد من المسرحيات
على مسارح الهيئة العامة لقصور الثقافة
نشرت قصائده فى العديد من المجلات العربية والمحلية

انتماؤه للدفاع عن قضايا الحرية و الفكر
و قضايا الوطن أدت به بان يكون
ضيف دائم فى المعتقل السياسى

امضى اربع سنوات بالعراق
هى سنوات نفى اختيارى 1983 حتى 1988








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت


.. عاجل.. وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز وتشييع الجنازة غداً




.. سكرين شوت | إنتاج العربية| الذكاء الاصطناعي يهدد التراث المو


.. في عيد ميلاد عادل إمام الـ 84 فيلم -زهايمر- يعود إلى دور الس




.. مفاجآت في محاكمة ترمب بقضية شراء صمت الممثلة السابقة ستورمي