الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العملية السياسية والسلم الاهلي في العراق

آريين آمد

2010 / 1 / 16
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


في عالم سريع التحول وفي وضع كالوضع العراقي يكتسب تحليل الواقع وتفكيك عناصره الاساسية بعدا اضافيا يتمثل بالحاجة الى اعادة التقييم بشكل دوري وربما بشكل يومي بفعل الاحداث المتلاحقة والسريعة... وجملة من الاحداث تدفعني لتأمل الواقع بعين اخرى ومن زواية السلم الاهلي بين الواقع والتحديات. ولاني اؤمن بالاستراتيجية ودورها في بناء والحفاظ على الدول وتحيقيق الامن القومي لذلك ساعتمد العملية السياسية كاساس لمناقشة كافة الجوانب الاخرى فاعتبرها الاصل الذي ينطلق منه كل شيء .
ولان العملية السياسية هي عملية "process" فاعتقد بانها لن تنتهي، وانها ستستمر، وانها تصاعدية في ذات الوقت، هذه العملية ازاحت تحديات، ودحرت اخرى، وتواجه بالتأكيد المزيد منها باستمرار، فنحن مجتمع متنوع ومتعدد بمعنى مجتمع معقد ادرايا، نعاني من اثار حكم شمولي، حصل تغيير في نظام الحكم لدينا بمساعدة قوات الاحتلال مما اضفى على المشهد تعقيدا اضافيا، محاطين بدول لا تريد لنا ان ببساطة شديدة ان نستعيد قوتنا.
فهل يمكن اعتبار السلم الاهلي بوصلة لمعرفة وضع العملية السياسية؟.
والجواب بكلمة واحدة نعم.
لذلك دعونا نستعرض ما يلي من الحقائق
1. العملية السياسية اطلقت في العراق من قبل قوات الاحتلال وبمباركة قادتنا السياسيين والذين سنراهم حتما في البرلمان القادم .
2. العملية السياسية جلبت الدمار للسلم الاهلي في بعض مراحلها خصوصا اثناء اشتداد الهجمه البعثو ارهابي في العراق خاصة في العام 2006 والذي اسميتها في مقال سابق عام الكارثة الوطنية.
3. العملية السياسية استطاعت في مرحلة اخرى ان تخفف العنف وتعيد الامان الى السلم الاهلي رغم مآسي الحرب الطائفية وعمليات التهجير والنزوح الداخلي والخارجي.
4. هل سيشهد السلم الاهلي كبوات اخرى في ظل العملية السياسية؟؟؟
5. اليوم ليس لدينا سوى العملية السياسية (وهي كلفتنا الكثير) وليس لنا سوى تطويرها وتطويعها لتحقيق السلم الاهلي لكل العراق الذي نزف من الدم الكثير وآن له ان ينطلق انطلاقته الحقة التي تخيف الاصدقاء قبل الاعداء فنحن بلد الموارد الكبيرة والخبرات المتراكمة.
6. هنا يحق لنا ان نتسائل من ينظم العملية السياسة:
‌أ. هل هي الحكومة؟.
‌ب. هل هو مجلس النواب؟
‌ج. هل هي المرجعية الدينية؟.
‌د. هل هي الاحزاب السياسية؟.
‌ه. هل هي دول الجوار مثلا؟.
‌و. هل هي الاجهزة الامنية؟.
‌ز. هل هو الدستور؟.
‌ح. هل هم الامريكان؟.
7. ربما تطول الاسئلة ولكن في النهاية يؤسفني ويحزنني ان اقول بان الامريكان هم منظموا العملية السياسية في العراق حتى اللحظة، واعتقد في ظل انعدام الثقة بين الفرقاء السياسيين العراقيين سيطول تمثيلهم لهذا الدور رغم اعلانهم المستمر بانهم بصدد ترك العراق للعراقيين الامرالذي يفتح الابواب للتخوف من جديد من الانقلابات العسكرية.
8. القراءة الاولية للاجواء الانتخابية تعكس وبوضوح باننا مقبلون على فترة ليست سهلة ... فالتصفيات السياسية بدأت ويتوقع ان نشهد تصفيات جسدية كلما اقتربنا من يوم الانتخابات.
9. كل الممارسات التي ترافق الفترة قبل الانتخابات في مجتمع كالمجتمع العراقي والحديث العهد بالديمقراطية كفيلة بتسميم الاجواء مما يجعل صعوبة قبول نتائج الانتخابات. الامر الذي سيفتح الباب مفتوحا للمزيد من تدهور السلم الاهلي. ولا ادري هل الضامن الامريكي يكفي في هذه الحالة ام لا؟؟؟؟؟؟. لان هناك مؤشرات قوية تدلل على سئم الامريكان من تصرفات اناس لا تهمهم السلم الاهلي.
10. ربما يمثل السلم الاهلي الحلقة الاهم والاضعف في ذات الوقت والتي ستظهر عليها نتائج تطور العملية السياسية في اخطر مراحلها (الانتخابات القادمة) لنظهر للعالم هل التدوال السلمي للسلطة في العراق حقيقة ام خيال فقط.
11. ادعو الجميع لقراءة الحقائق اعلاه قبل النطق بالحكم وتحية لكم جميعا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا لموضوعتك وتساؤلاتك
انتصار الميالي ( 2010 / 1 / 16 - 17:37 )
العزيز ارين...كان بودي التعليق لكن تعليقي فاق الحد الاعلى(1000) كلمة
ولم يكن بوسعي ان اعلق تعليقا قاصرا،كذلك لم تعجبني فكرة ان اختصر بأجابة قد لاتكون شافية.
لذا اسمحلي ان اقتبس مقالك في مقال علّي اجيب فيه عن بعض تساؤلاتك الحائرة
تقبل مروري مع التقدير


2 - شكرا لمرورك
آريين ( 2010 / 1 / 16 - 19:22 )
العزيزة الغالية انتصار الميالي شكرا لمرورك السريع وكلي حماس ان اقرأ تعليقك في مقال فانا احب ان اقرا لك انت المبدعة في كل شيء. تحياتي

اخر الافلام

.. من يتحمل مسؤولية تأخر التهدئة.. حماس أم نتنياهو؟ | #التاسعة


.. الجيش السوداني: قواتنا كثفت عملياتها لقطع الإمداد عن الدعم ا




.. نشرة إيجاز - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة


.. -تجربة زواجي الفاشلة جعلتني أفكر في الانتحار-




.. عادات وشعوب | مدينة في الصين تدفع ثمن سياسة -الطفل الواحد-