الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل بنادق العسكريين مختلفة في الضاحية؟

عبد القادر الحوت

2010 / 1 / 17
الحركة العمالية والنقابية


تجري منذ أيام مظاهرات و إحتجاجات في دير عمار و المنية في شمال لبنان ضد خفض التغذية الكهربائية من 24 ساعة إلى 20 ساعة.
سيتغرب المواطن اللبناني الذي يسكن في مناطق أخرى، و خصوصًا في الريف الجنوبي أو البقاعي، من أن مواطنين يتظاهرون رغم ان الكهرباء تأتي 20 ساعة في اليوم الواحد.
فالمواطن الذي يسكن خارج حدود السلطة المركزية في بيروت، لا تأتي له الكهرباء سوى ما بين 4 و 12 ساعة في أحسن الاحوال.

إذن تظاهر المواطنين في المنية و قطعوا الطرقات بما فيها الطريق الدولية بين عكار و طرابلس، و هددوا بإقتحام محطة توليد الكهرباء في دير عمار و إحراقها.
هذه الإحتجاجات محقة في مطالبها و إن كان الإعتداء على الطرقات العامة و منع الناس من سلك الطريق تحت تهديد الرشق بالحجارة غير مقبول إطلاقا.
لم يطلق الجيش النار على المتظاهرين، على الرغم من تطرف بعضهم في الإحتجاجات، و هو أمر جيد و مشجع على أن هناك إنضباط أكثر في الجيش و إحترام أكثر لشروط إستخدام السلاح.

هذه ليست المرة الأولى التي لا يطلق الجيش فيها النار على المتظاهرين، بل إنه من النادر أن يطلقوا النار على المواطنين... مع إستثناء الضاحية الجنوبية لبيروت.

ففي السابع من آب 2001، تظاهر الآلاف من الشباب ضد الوجود السوري و للمطالبة بمزيد من حرية التعبير. تدخلت القوى الامنية و الجيش و أطلقت على المتظاهرين رشاشات المياه و إعتقلت المئات منهم.
لم يسقط قتلى، فلم يتم إستخدام الرصاص. ربما لأن بنادق الجنود كانت في عطل، أو لأن المتظاهرين كانوا بمعظمهم مسيحيين؟
اليوم في دير عمار و المنية، بنادق الجنود أيضا معطلة، حيث هي لا تعمل في منطقة معظم سكانها من السنة.
أما في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث معظم السكان النازحين من الجنوب هم من الشيعة، فلم تكن يومًا بنادق الجنود معطّلة، أكان سبب المظاهرات سياسية أو إنمائية.

البداية في العام 1993، في 13 أيلول، حينما خرج المئات من مناصري حزب الله، كالعديد من المواطنين في البلدان العربية، للتظاهر ضد إتفاقية أوسلو.
تدخل الجيش لمنع المظاهرة.. سقط 10 قتلى، و تم لفلفة الموضوع على إعتبار أن مطلقي النار هم عناصر فردية عميلة لإسرائيل.

مرّت عشرة سنوات. حركة أمل، أكبر حزب طائفي شيعي وقتها، شارك بالحكم بشكل فعلي في ترويكا سلطوية. تحرر الجنوب عام 2000، و أصبح حزب الله أكبر حزب طائفي شيعي.
رغم مشاركة هذين الحزبين في السلطة، فلم تتغير الحال في الضاحية الجنوبية، و بالاخص في مناطق الفقراء كحيّ السلّم. فهذا الحيّ، على عكس أحياء البورجوازية الإلاهية الجديدة في حارة حريك و الشياح، بقي حيّا فقيرًا، يشتغل 40% من سكانه في الجيش و قوى الأمن و 30% منهم سائقي أجرة!

في 27 أيار 2004، إنطلقت في مختلف أرجاء لبنان إضراب عام ضد الغلاء المعيشي، و شارك أبناء حيّ السلم أيضا في هذه الإحتجاجات.
تدخل الجيش بالملالات المدرعة، أطلق الرصاص و سقط 5 قتلى.
لم يبكي أحد على حيّ السلم. لا أحزاب المعارضة المسيحية وقتها، و لا أحزاب السلطة الموالييين لسوريا، و لا حتى أحزاب الطائفة الشيعية، حركة أمل و حزب الله.
لا بل جرى إتهام ضحايا الدولة البوليسية بأنهم هم المثيرين للشغب و أنهم طابور خامس مرتبط بالسفارة الأمريكية (كما قال وزير العمل وقتها أسعد حردان و السيد حسن نصرالله).

خرجت سوريا من لبنان، إنتصرنا من جديد عام 2006، و لكن هذا لم يمنع من إطلاق رصاص جديد في الضاحية.
28 كانون الثاني 2008، يخرج المئات من أبناء الضاحية يتظاهرون قرب كنيسة مار مخايل ضد الإنقطاع الدائم و المتكرر للكهرباء. لا تختلف تظاهرتهم وقتها عن التظاهرات اليوم في المنية و دير عمار.
الفرق؟ 8 قتلى في الضاحية.

السؤال الذي نطرحه اليوم هو لماذا؟ لماذا بنادق العسكريين تعمل في الضاحية و لا تعمل خارجها؟
طبعا لا نريد أن تعمل البنادق خارج الضاحية، بل نطلب بمساواة أبناء الوطن أمام بنادق الجيش. أي أن تتعطل البنادق أيضًا في الضاحية الجنوبية.
أو، إذا ما كان هذا مستحيلا، فعلى الأقل لنسحب هذه البنادق من الجنود و نستبدلها بخراطيم مياه.
فللجيش و القوى الأمنية دور مهم في الإمساك في الأمن الداخلي و منع المجرمين و اللصوص. لذا من الضروري أن تعمل بندقيات الجنود دومًا و لكن ضد المجرم الحقيقي و ليس ضد المواطن الذي يتظاهر دفاعًا عن لقمة عيشة.

فاليوم، سنتين تمامًا بعد مظاهرات مار مخايل، يخرج مواطنين يتظاهرون في المنية للسبب نفسه، أي إنقطاع الكهرباء.
اللوم يقع على من يسبب هذه التظاهرات، أي على الحكومات المتعاقبة و الاحزاب الطائفية الحاكمة التي، بعد عشرين سنة من الطائف، ما زالت غير قادرة على إنتاج الكهرباء 24 ساعة في اليوم.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مذبحة مار مخايل
ابو عائشة ( 2010 / 1 / 18 - 04:07 )
أستطيع أن أؤكد أن مذبحة مار مخايل هي من تخطيط المخابرات السورية بالتنسيق مع حزب الله والغرض هو تحييد الجيش في عمليات قادمة ولذلك تعالت أصوات حزب الله بمحاكمة العسكريين مطلقي النار ولذلك وقف الجيش بلا حراك في 7 أيار المشؤوم
قلت هذا بعد المذبحة مباشرة وقبل أن أعلم بأن القتيل الأول من أمل الذي تدخل للتهدئة قتل برصاص لا يستخدمه الجيش. إنه قطعاً من رصاص أحد مجندي المخابرات السورية

اخر الافلام

.. -اهرعوا إلى مستشفى الكويت-.. مدير المستشفى الوحيد العامل برف


.. طلاب جامعة كامبريدج يواصلون اعتصامهم المفتوح تضامنا مع فلسطي




.. -موت القيم الأوروبية-.. موظفو مؤسسات الاتحاد الأوروبي يتظاهر


.. مغنٍ سويدي من أصل فلسطيني يخترق قوانين يوروفيجن احتجاجا على




.. ??طلاب كامبريدج يواصلون اعتصامهم للمطالبة بسحب الاستثمارات ف