الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقا مع اشهر سجين سياسي في العراق

رياض مثنى

2010 / 1 / 17
مقابلات و حوارات


لقاء مع أشهر سجين سياسي في العراق
أجمل الايام هي تلك التي في انتظارنا*
غصة كبيرة تعتصر قلب انسان قضى عقدين من سني عمره في زنزانات و سجون اعتى نظام دكتاتوري
أحلامه بسيطة لا تتعدى العيش بحرية و كرامة..لم يبخل على وطنه بشئ..اختطفوه من مقاعد االدراسة بوضح النهار
و ب(تواطئ مكشوف) ساقوه الى (الغرف الحمراء) السيئة الصيت في المخابرات العامة.
نشأت فرج سموعي لا يحوي قاموسه مفردة اليأس ابدا له اصرار عجيب..أصبح مزارا لاحبته في بغداد حتىاصدقاءة اصدقاءة خارج العراق يتداولون طرفة مفادها(اذا زرت العراق و لم تلتقي نشأت فزيارتك غير مقبولة) نعم انه انموذج قل نظيره في هذا الزمن الصعب لما يمتاز به من دماثة خلق وتواضع جم ..كان لي معه هذا اللقاء و هو الاول من نوعه مع نشأت فرج منذ بداية رحلة الالام و الامال..
س: ماذا تعني لك الحرية بعد حرمان دام عشرون عاماً؟
ج:الحرية تعني لي تجسيد لانسانية الانسان اي ليس بالضرورة ان تكون خارج اربعة جدران لكي تتمتع بالحرية بالعكس فالذي حصل لي و( لكثير من السجناء) ضغط كبير و مضاعف حال دون تمتعي بهذة الفسحة و لا اقول الحرية .فالحرية مفهوم واسع ويشمل كل مناحي الحياة..حتى الهواء النقي ...و لكن الذي حصل انه المنظمومة الامنية لم تتغير لا بل اصبحت اشد قسوة من السابق لجملة عوامل..لذا انا اقول اي مرء لا يمكن ان يعيش بشكل متوازن و طبيعي ما لم يتمتع بحرية حقيقية..و لكني اعود و اقول بالرغم من نسبية الحرية التي حصلت عليها بعد السجن هي بكل المقاييس تختلف جذريا عن اجواء السجن حيث الحرمان و الاهانة و الليل الطويل المرعب في كثير من الاحيان و الضغط المتواصل ناهيك عن سياسة الاذلال التي يتعمد القيمون على ادارة السجن تطبيقها مع السجناء.
س.ماذا لو صادفت جلادك في الشارع او اي مكان اخر او بصيغة اخرى كيف ستتعامل معه و ما هو حكمك عليه؟
ج:هذا السؤال سالني اياه احد رموز النظام و هو جلاد معروف في سجن ابو غريب الا و هو (الرائد طارق) قال لي في احدى استدعاءاته الى غرف الامن(يسموها التاهيلي)...نشات ماذا ستفعل بنا لو قدر لك ان تكون مكاننا)
وقتها ابتسمت و اجبته
ماذا تتوقع ان افعل(مخاطبا الرائد)لا يمكن ان انظر اليك الا كأداة تمارس مهمة و وظيفة اقتضيتها لنفسك اما بالنسبة لي فلا يمكن ان اسمح لنفسي بان اخذ دورك(هذا الجواب كلفني الشئ الكثير و نالني ما نالني من قسوة في التعذيب.لهذا و جوابا على سؤالك لا يمكن ان اتظر الى الماضي نظرة ثأرية او انتقامية بالعكس فكم اتمنى حتى على جلادي ان يعلنوا اعتذارهم و توبتهم لي و لكل الضحايا فانا لا احمل حقد على احد و لكن للاسف المشكلة في الطرف الاخر و اقصد(ازلام النظام السابق) ينظرون الى هذة اللفتة الانسانية كانها حالة ضعف و يستغلونه بشكل بشع..و هذا بطبيعة الحال يعود الى خلو ثقافتهم من لغة التسامح و التسامي على الجراح.
و لكن للامانة بودي ان اوضح مسألة دعما لما قلته قبل قليل بعد انتفاضة اذار عام 1991 و ما صاحبها من تطورات سواءا على الصعيد المحلي او الدولي و حصرا اقصد ظروف الحصار و بداية تقليص دوائر الدولة و التي شملت حتى الدوائر الامنية قدم الكثير من منتسبيهم الاستقالة و اتجهوا الى مهن حرة الذي اريد قوله صادف ان يكون من بين السجناء رجالات الامن انفسهم بدعوى قضايا اقتصادية او شئ من هذا القبيل المهم و للامانة البعض منهم اعلن اعتذاره و خجله من ممارساته السابقة بحقي و حق السجناء الاخرين..و هذا بالحقيقة ما ابتغيه و ما اتمناه (سئمنا لغة الدم و القتل نريد ان نبني وطننا بعيداعن هذه الثقافة الدموية)
و ماذا عن الذين تلطخت اياديهم بدماء العراقيين؟
لا رحمة و لا شفقة مع القتلة اولئك يجب ان يحاكموا على ما اقترفت اياديهم من جرائم و لكن وفق الاصول و القوانين المعمول بها
البعث حرمنا من ابسط الحقوق القضائية و لكنا لا نريد ان نكون بمستوى تفكريهم. لكي نبني دولة قانون و مؤسسات علينا ان ننبذ التطبيقات الخاطئة للنظام البائد.
س.وصف نشأت من قبل محبيه بنلسون مانديلا العراق لربما لطول مكوثك في السجن او لحجم المعاناة ؟
ج:للامانة هناك لي زملاء قضوا نفس الفترة الزمنية التي قضيتها و تعدادنا يصل من (20-22) سجينا..الفترة صحيح كانت طويلة و مؤلمة فيها عذابات و الالام و مشقات تحملها الاهل و حتى الاصدقاء.لربما قصد الاحبة بهذا الوصف (الذي اعتز به كثيرا لما لنلسون مانديلا من وقع في افئدة كل الاحرار في العالم)هو حجم المعاناة داخل السجن نعم تعامل ادارة السجن تختلف من سجين لاخر اذ بينما كان اغلب السجناء يمارسون حياتهم داخل السجن بشكل يومي روتيني ( و هذا ما يفترض ان يكون) الا ان الادارة ممثلة بجهازها الامني كانت تتعامل بقسوة امتدت لتشمل حتى الاهل اثناء الزيارات و ذلك لسبب سياسي بحت كوني لم اكن متوافق مطلقا مع تصرفات و نهج ادارة السجن و لكي اوضح المسألة بشكل دقيق ..كانت الادارة تتهمني بتحريض السجناء بعدم التعاون مع الجهاز الامني انا لا انكر اني فعلا كنت اوجه المقربين بعدم الوقوع في فخ التوقيع على التعاون و ذلك لسبب بسيط و مهم هو اعتماد هذا الاسلوب للتشهير و كذلك لرصد تحركات السجناء و عوائلهم و بما ان للسلطة مجسات من داخل السجن فقد تبين لهم انني من المحرضين على عدم توقيع ورقة التعاون مع الامن و هذا كلفني حياتي في مرات عدة.
س: عطفاً على السؤال السابق يقال ان مانديلا سلط عليه الضوء من خلال ما تناقلته وسائل الاعلام عن ظروفه و التي توجت باطلاق سراحه بينما نجد نشأت فرج غابت عنه هذة التغطية؟
ج:للتأريخ اقول يوم اعتقالي او( اختطافي ادق)من يوغسلافيا نظمت حملة كبيرة لاطلاق سراحي و العودة الى المقاعد الدراسية قادتها منظمة الحزب الشيوعي العراقي في يوغسلافيا و امتدت لتشمل اغلب المحافل الطلابية و الشباب و كان لهذه الحملة الدور الكبير في تخفيف الحكم الى المؤبد..و لكن الشئ الذي يؤلمنا حقيقةجميعا و اقصد (السجناء) هو الصمت الرهيب على كل ممارسات النظام السابق القمعية ليس بحق السجناء فقط و انما بحق العراقيين جميعا..صحيح هناك تعتيم من قبل النظام و لكن بالمقابل كانت المعارضة تواصل بشكل بارز فضح سياسات النظام التي للاسف لم يؤخذ بها الا بعد ان تضاربت مصالحهم مع مصالح النظام.
هذه الظروف مجتمعة توفرت لمانديلا و لو بعد ان امضى هو الاخر سنيين طويلة خلف القضبان دون ذكر.
ولكن النطام يدعي انه لا يوجد لديه سجناء سياسيين!
هذه للاسف جزء من السياسة الديماغوجية التي ينتهجها النظام البائدو التي للاسف انطلت على الكثيرين حيث ادعى في اكثر من مناسبة انة لا يوجد لدينا سجناء رأي فقط سجناء بدواعي قضايا اجرامية و انا بنفسي سمعتها من طارق عزيز في الوقت الذي كان فيه سجن ابو غريب يعج بالاف السجناء سواءا في الاقسام المغلقة او المفتوحة او اقسام المخابرات و الادهى من ذلك محاولاتهم لتضليل المنظمات الدولية و هذا ما حدث بالضبط عندما زارنا ممثل اللجنة الدولية لحقوق الانسان الهولندي(ماكس فان دير شتويل) اذ تم تحذير السجناء من اللقاء به او اي تصريح حتى الشخص الذي التقته تعرض الى مضايقات و تهديدات عبر استدعاءاته المتكررةو فاتني ان اقول ان رجالات الامن تنكروا بزي السجناء و رافقوا ممثل حقوق الانسان في تجواله تصور المهزلة الى اين وصلت بهم!!

* مقطع من قصيدة للشاعر التركي ناظم حكمت
في الجزء الثاني يتحدث عن اختطافة و كيف لفقت له مع رفاقة تهمة داخل السجن كاد ان يفقد حياته








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - صفه غير حقيقيه
طيف سلطان الزبيدي ( 2010 / 1 / 17 - 20:23 )
لم نعرف اشهر سجين فهل الصفه في عقل الواصف فقط اني لا اعرفه ام ان سجنه له حاله خاصه لم نعرفها ليس كل سجين مظلوم بل ان اغلبهم من المجرمين الذين يستحقون العقاب في اي نظام كان يحكم العراق

اخر الافلام

.. انبطاح مستوطنين بسديروت خوفا من صواريخ غزة


.. ضابط استخبارات أمريكي يستقيل بسبب ما يجري من أحداث في غزة




.. ملك بريطانيا تشارلز الثالث يكشف عن فقدانه لإحدى حواسه بسبب ت


.. أخبار الساعة | صحيفة أميركية: مصر تدرس سحب السفير وقطع العلا




.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية يقول لـ-العربية- إن واشنطن ض