الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليوم ذكرت اخوتي ...

امنة محمد باقر

2010 / 1 / 18
سيرة ذاتية


اليوم ذكرتكم يا اهلي ... حيكم وميتكم .. وكثر بكائي ... وزاد حنيني ... وانيني ...

وذكرت اخي الاصغر الذي كان يحمل عني حقيبة السفر يوم اتي من الكلية ...

وذكرته هو حين التحق بالكلية ... وذكرت البلوزة الزيتوني التي حاكتها له صديقتي .... والقميص الجينز الكاكي ... اشتريناه سوية في بغداد يوم التحاقه بالكلية ..

تذكرت ايضا كيف وصل الى مرحلة الدكتوراه ... ولم يكملها لأن الارهابيون لايرضون لنا ذلك ... ذهب الى ربه راضيا مرضيا ..

وذكرت ... ابنة عمي الجميلة التي توفيت بالسرطان ....

تذكرت يوم كنا اطفالا .... وكنا نذهب معها الى حفلة زواج الجيران ... كيف كانت جميلة ورشيقة ... وهي تشارك في هوسات العرس التي تؤديها الشابات عادة ...

وهن يفرحن في اعراس اخوانهن ... ثم تذكرت كيف تزوجت وهي الجميلة الاصيلة في بغداد ... وكيف كانت طفلتها شقراء ... بل اجمل فتيات العائلة ... ثم توفيت

وتركت اربعة اطفال صغار ...

اليوم ذكرتكم يا اهلي وذكرت همومكم واحزانكم التي اشابت شعري ... والمت نفسي ... وانا المجنونة بكم ... وبحب العائلة صغيرها وكبيرها ... فقيرها ....

يا اهلي الانقياء البسطاء ... انني اشكر الله ان منحني الجينات التي تملكون ... لولاها ... ماقرأت ولاكتبت .. ولاحلقت في فضاء الفكر الحر ...

اهلي وكلي حبي لكم .... ذكرت موتاكم .. رحم الله كل ذرة في تربهم الطاهر .. وسلام على بيوت السلام التي حلوا بها... وغرف عليين ... وجنات عدن يدخلونها

ومن صلح من ازواجهم وذرياتهم ...

وذكرت ... المسطرة التيسكوير التي اشترتها امي في اول يوم لي في الجامعة ... وكيف كان يركض والدي خلف باص الجامعة كي اصل في الوقت المحدد ولايطول

الاوف ... لأنه لايريدني ان اترك محاضراتي ...

ويا اهلي ....بكل ما اعطيتموني ... ومالم تعطوني ... انني ممتنة لكم ... ممتنة لاولئك الناس البسطاء الذين ... علموني حرفا ... وملكوني عبدا ....

ويااهلي ... ومدرستي التي بقرب بيتنا ... كبرنا وساهمنا بأعمارها .... عمرها اخي بيديه الجميلتين ... بعد سقوط الصنم ... كل ذاك هل نسيه اهل المدينة ؟ ام

لازالوا يذكرون الفتى الجميل ... الوسيم الانيق .... اخي الذي لن يجود الزمان بمثله ...

وذكرت اختي مدرسة اللغة الانكليزية .. وهي تدرس في ريف المدينة ... وكيف جعلت القرويين يقولون مس ندى ... بدلا من ست فلانة ...

وابنة عمي ...... وانفها الانيق الدقيق ... ووجهها الجميل ... هل لازالت على الدايت ...؟ واختها التي لاتتنازل عن شراء راديو جديد كل شهرين ...

وابنة عمي اختنا الخامسة العلياء التي لايعلو صوتها ...

واختي الفنانة التي رسمت للجمال ... من صنع يديها الجميلتين ... ما افخر به دوما ...

واختي الصغرى التي عجزت عن مجاراتها ... في التحليلات السياسية ...

وامي ومجلة العربي ... وابي ومنتداه السياسي ...

واخي رضوان ... او حبسما يحلو لأمي تسميته بخادم الجنان ... وكرة القدم ...

امي ... ووددت تقبيل السيوف لأنها ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب