الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الواقع المزري في كربلاء (2 2)

عباس عبد الرزاق الصباغ

2010 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


الواقع المزري في كربلاء (2 ـ 2)
عباس عبد الرزاق الصباغ
(عمي ماكو حكومة)
تنويه :
في المرة القادمة ستكون جولتنا في الفضائيات لنكشف ونعري واقع كربلاء المزري وقد وثقنا هذا الواقع بالصور الفيديوية والفوتوغرافية وبالأصوات.
مقدمة
نرجو من حكومة كربلاء المحلية الحالية أن لا تغض النظر تجاه ما ينشر أو يكتب في وسائل الاعلام عنها خاصة من قبل أهالي كربلاء الاصلاء وان تلتفت الى ما يقال وما سيقال ولا تسير على وفق سنة الحكومة السابقة الفاشلة التي طالما نصحتها شخصيا بان تنزل الى الشارع لترى بنفسها المهازل الموجودة في كربلاء وهي ذاتها التي دعتني الى الكتابة لكون ان المهازل السابقة قد استمرت ولا بد من اجتثاثها وان تركها على حالها سيكون دليلا آخر على فشل آخر .
عوَّدنا إمام المتقين علي بن أبي طالب أن نقول الحق وان لم يُبق لنا صديقا أو حميما فمن ذات النهج نقتبس جذوة التعبير الصادق الحق ولا نخاف لومة لائم أو زعل زاعل فلم ندَّع ِشيئا غير موجود أو نُخفِ شيئا موجودا فان ما يطفح على سطح الواقع الكربلائي مؤلم جدا ولا يسر أحدا بل يسيء الى كرامة كربلاء . ولسنا على عادة الكثير من كتاب او أشباه كتاب هذا الزمان الرديء ممن يستعيرون لشخصوهم أسماء ووجوها وأقنعة خوفا من اللوم أو العقاب أو المساءلة أو التجاهل (وهذا ما يحدث دائما من قبل مسؤولي كربلاء وهذا ليس في صالحهم لو كانوا يعلمون) فقد وجهنا الخطاب القديم نفسه (الذي تم تجاهله من قبل الحكومة المحلية السابقة) وباسمنا المعروف على صعيد كربلاء وفي غيرها وهو معروف من قبل الشيخ آمال أبو الهر بصفة القرابة القريبة وعند بقية المسؤولين .
إبان تسلمه منصب محافظ كربلاء أعلن المهندس آمال الدين مجيد أبو الهر الخفاجي مطالبته بقضاء النخيب "السليب" الذي اقتطع ظلما وعدوانا وزورا وبهتانا من الخارطة الجغرافية لمدينة كربلاء المقدسة وأحتز من النسيج الديموغرافي والهيكل الطوبوغرافي الكربلائي في عهد النظام البائد لأسباب سياـ طائفية لا علاقة بالتخطيط العمراني إطلاقا ، وهذه المطالبة الجريئة والنوعية هي مطلب دستوري يقع ضمن المادة (140) من الدستور العراقي الدائم (2005) وفي الحقيقة إن النخيب ليست هي وحدها من اقتطع من جسد كربلاء بل هنالك مناطق أخرى موثقة قد يبدو الكلام بصددها نوعا من العبث وإضاعة للوقت ولكن ليست هذه هي قضيتنا الرئيسية ومشاكل كربلاء ليست فريدة من نوعها ضمن مشاكل العراق التي لا تعد ولا تحصى وان كانت كربلاء تلك المدينة التاريخية الأصيلة منذ فجر التاريخ والعربية الأصلية منذ عهود سحيقة قبل الإسلام وبعده والمدينة المقدسة بعد معركة الطف الخالدة ، قد تعرضت لأبشع محاولات المحو والاستلاب والتغيير القسري ديموغرافيا وطوبوغرافيا وسوسيولوجيا فقد طمست ملامحها وعفيت آثارها وتغيرت صورتها المتأصلة والمتجذرة عبر قرون في ذاكرة التاريخ فلم تعد كربلاء الآن كربلاء المعروفة عبر التاريخ وهي المدينة الوحيدة في العراق (وربما في العالم) التي ألبست ثوبا غير ثوبها وتقمصت نسيج غيره وأفرغت من محتواها البشري والقيمي والحديث في هذا المجال يطول وذو شجون.
ونقول؛ إن من يبحث عن حقوق مضاعة وفراديس مستلبة لإرجاعها الى حضن أمها ببطولات ليست أوانها، عليه أولا أن يوضب بيته الداخلي ويرتب أوضاعه المحلية سيما إذا كانت تخص مدينة الحسين العالمية ؛ مدينة العلماء والشعراء والأشراف والسادة الهاشميين والعشائر العربية الأصيلة، مدينة الحوزات العلمية الشريفة ومدينة الزائرين المتلهفين للتكحل بالمشهد الحسيني المشرف والتزود بالطلعة الحسينية البهية والورود على مقام شبل حيدرة الكرار قمر بني هاشم .. وإذا بكربلاء وبهذه الأوصاف والمزايا التي ليس لها شبيه أو نظير سوى الحرمين الشريفين في مكة المكرمة وطيبة المنورة والمشاهد المشرفة لبقية الأئمة الهداة الميامين من آل محمد لاسيما مرقد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وإذا بكربلاء تتحول إلى مدينة خالية تقريبا من بصمتها الكربلائية المميزة ونكهتها التي عرفت بها عبر العصور وهي بحسب ما تبقى من أهلها وزائريها هي مدينة اقل ما يقال عنها إنها مدينة الازبال والأنقاض والخرائب والأتربة ومدينة التجاوزات الصارخة وعلى بعد أمتار قليلة بل خطوات من مرقد الإمام الحسين وسيدنا أبي الفضل العباس .. تجاوزات تبدأ من التحدي السافر لضعف الحكومة التي تتشدق أناء الليل وأطراف النهار وفي جميع وسائل الإعلام بـ (تنظيم الزيارات المليونية وغير ذلك) لكنها لا تستطيع أن تنظم "دربونة" أو زقاقا واحدا ـ ولا أقول شارعا ـ تنظيما قانونيا وحضاريا وكما معمول به في أكثر بلدان العالم تخلفا، أين القدرة والتنظيم إذا كان الزوار ومن جميع الجنسيات يخرجون بحصيلة مؤسفة وموجعة لمدينة بائسة متخلفة وبانطباع مخجل فلا يغرنكم ـ أيتها الحكومة المحلية ومعها المركزية عبارات "المديح " و"الثناء" التي تقال هنا او هناك عن الانجازات والمشاريع العملاقة فهذا كلام مجاملة فارغ لا محل له من الإعراب ؟؟!!
تنظيف البيت الكربلائي من الازبال والأوساخ التي تعج بها مدينة الحسين (أقول الازبال والأوساخ كحد أدنى من الشعور بالمسؤولية والغيرة على مدينة الحسين وإلا فالواقع أكثر إيلاما بكثير) بل وبتنظيفها من الفساد وبكل أنواعه (والحمد فقد احتلت كربلاء نسبا عالية منه) كما إن من يقوم بتنظيف وترتيب بيته الداخلي عليه بالدرجة الأساس ان يجعل من مستوى مدينته العالمية في موقع يشار اليه بالبنان وليس بالسخرية والاستهزاء من جراء المشاريع الترقيعية (كلاوات) تلك التي وزعت مغانمها سلفا على "الحبايب" والأقارب وأسباب أخرى منها الإهمال والتصارع حول ما تدره المشاريع والمناصب ...
الشيخ أبو الهر يطالب باسترجاع النخيب السليبة على غرار فلسطين الحبيبة كما في الأدبيات القوم ـ بعثية لكنه وبكل ما أوتي من قوة وبأس ومعه جميع عناصر جهازه الإداري والتنفيذي والخدماتي والأمني (ابو الزيارات المليونية!!!!) لا يستطيعون برمتهم من أن يرتبوا شارعا واحدا من ضمن الشوارع القليلة جدا والمؤدية الى المراقد المقدسة وعلى ضيق المساحة المجاورة لتلك المراقد .. أن يرتبوا وينظفوا شارعا واحدا فقط (وأنا أتحداهم جمعيهم) لا يتحول الى مطاعم ترمي أوساخها في على قارعة الطريق ( في مدخل مدينة كربلاء في منطقة باب بغداد على سبيل المثال والأمثلة لا تعد ولا تحصى) بل وتستحوذ على الرصيف والشارع وعلى بعد خطوات معدودات جدا من حرم الحسين وأخيه العباس وينطبق القول على بقية المهن والحرف وأصحاب الفنادق الذين حولوا الشوارع ومعها الأرصفة الى "طابو" لتتحول بدورها الى مطاعم ومعامل وورش وجنابر عشوائية والبعض يعد الكلام حول هذه الأمور كلاما تافها وهو ليس كذلك لان السادة أعضاء الحكومة المحلية ومعهم الشيخ ابو الهر فضلا عن قادة المؤسسات الأمنية لم يشاهدوا أو حتى يلاحظوا إن الكثير من الزائرين سيما الأجانب منهم يسيرون في شوارع وأزقة كربلاء ملتقطين الصور ليس للذكريات لأنه لا توجد علامة جمالية واحدة تستحق التقاط الصور عدا المراقد المشرفة وهذه حالة استثنائية ولكن الصور تؤخذ عن الواقع المزري في كربلاء والذي لا يسرُّ الصديق فضلا عن كونها عاصمة للتشيع في العالم وموئلا للمولِّين وجوههم شطر ريحانة رسول الله ..صور تؤخذ ( فضلا عن التعليقات التي تدمي القلب وتقرح العيون وتملأ الفؤاد حسرات) لمكبات النفايات التي تسرح فيها الحيوانات وعن الأنقاض والازبال والتجاوزات على الأرصفة (التي تحولت كلها خروقات على المال العام و"طز" بالبلدية و"طز" بالمرور و"طز" بالشرطة والداخلية والدفاع والصحة والناس والحلال والحرام و"طز" بالدولة كلها باعتبار انه (عمي ماكو حكومة ) في ولاية بطيخ التي تسمى مجازا بكربلاء!!!!
اغلب هؤلاء الزوار ليسوا من دول العالم الأول أو من الدول الصناعية المتقدمة أو من الدول التي تخطت عتبة العالمثالية لكنهم من دول تعبانة وبعضها متخلف، يقفون حائرين ومرعوبين من ظاهرة استفحلت في شوارع كربلاء خاصة المدينة القديمة منها ألا وهي ظاهرة انتشار الدراجات النارية بكافة أشكالها واستهتار اغلب أصحابها وجلهم من المراهقين والأطفال ومن الذين لا تنطبق عليه أية ضوابط حتى في قلب الامزون حيث آكلو لحوم البشر وعباد الطوطم أو في مجاهل أفريقيا، خلا شوارع كربلاء التي يلتقط الزائرون صورا اقل ما يقال إنها مخجلة كونها تعطي انطباعا عن تخلف شعب ولامبالاة مسؤوليه الذين تفتقت عبقريات بعضهم عن خنق المدينة القديمة ومنع السيارات من دخولها لدواع ٍ "أمنية" وثم السماح للستوتات على سبيل المثال بالتجول في شوارعها وأزقتها وحتى "درابينها" بكل حرية وفي كثير من الأحيان بكل استهتار ورعونة من قبل سائقيها الذين لا تتجاوز أعمار الكثير منهم عن أصابع اليد مخلفين إصابات قاتلة موثقة جلها في المصادر الطبية وهي الأعلى نسبة على صعيد العراق ولكن لا مجيب من أي "مسؤول" ولا احد سوى الله والراسخين في العبقريات الأمنية في كربلاء يعلم لماذا تم منع السيارات الى المدينة القديمة مع حاجة الناس الماسة اليها والسماح للستوتات بذلك وهي عبارة عن سيارات صغيرة الحجم ولا تنتفي عنها صفة الخطورة التي تتصف بها السيارات ، سؤال استحي من توجيهه الى المختصين في الشؤون الأمنية حتى في الصومال !!
وهكذا تتعدد المظاهر المأساوية في كربلاء ولا تنتهي بما لا يحصى عددا من البيوت التي تحولت (او حولت) الى حسينيات (باسم الحسين) او فنادق (باسم السياحة) من ومن دون موافقة جميع الجهات المعنية (الأمنية والاستخبارية والإدارية والتنفيذية والتخطيطية والأوقاف ..) ليأتي من هب ودب ليشتري أي عقار ليتحول الى حسب ما يشاء مالكه الجديد ورغما عن رغبة أهالي المدينة والمناطق التي تشترى فيها تلك العقارات ودون رقيب او حسيب من أية جهة كانت وهذا الأمر غير موجود في أية مدينة أخرى إطلاقا وبهذا المستوى اللافت للنظر.
والملاحظ إن دور السلطة الرابعة دور ضعيف جدا للكشف عن حيثيات الواقع الكربلائي وكذلك منظمات المجتمع المدني ، اذ لا توجد صحافة مستقلة او حتى إعلام مستقل ومهني يقوم بواجبه المهني الصحيح حيث يقتصر دور الإعلام على تلميع صورة الحكومة المحلية أمام الرأي العام وتزوق الواقع الكربلائي فضلا عن المسؤولين وعلى سبيل المثال (جريدة "اعمار كربلاء" و"جريدة كربلاء" اللتين تمولان من المال الرسمي ) ..
فهل تكفي الأعمال الاستعراضية والمشاريع التزويقية والترقيعية والاستعجالية والتخبطية وسياسة عرض العضلات وجعل المدينة القديمة مثل علبة السردين للدلالة على وجود حكومة محلية ناشطة وناجحة وقوية وعلى وجود "تنظيم" و" تخطيط" ام إن كربلاء تستحق مستوى يختلف عن ما موجود الذي لا يبدو انه وبحسب المفاهيم الفلسفية انه لم يكن أفضل مما موجود ولن يكون أفضل الا عن طريق تفعيل الدور الرقابي للبرلمان وفق الدستور العراقي الدائم الذي جعل للبرلمان سلطة رقابية على أداء الحكومات المحلية من كافة النواحي سيما الأداء والتمويل والصرف وتنفيذ المشاريع ... بل يستحق الواقع الكربلائي مسؤولين فاعلين ولاعبين وكفوئين ونزيهين وتكنوقراط ووووووووووووووو .

إعلامي وباحث وكاتب عراقي [email protected]










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية