الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلنذكر حسنات موتانا

عبد العزيز محمد المعموري

2010 / 1 / 18
سيرة ذاتية



قراءة التاريخ قديمه وحديثه ، ليست للهو وتزجية الفراغ ، وانما للعبرة وفهم الحياة ، فتاريخنا البعيد والقريب ، مليئ بالعبر والعضاة ، رغم ان كتابة التاريخ تخضع في احيان كثيرة للاتحياز واللاموضوعية ، ولكن الدارس يستطيع ان يستخلص كثيراً من العضاة التي تحمل عبر لايستغنى عنها ..
كم كتب الحاقدون عن قسوة الحجاج ودمويته وحين نعيد دراسته ومقارنته بعشرات الحكام الدمويين نلحظ في اعماقه من الرأفة والشهامة ما يتمنى الاخرون او يوصفوا بها .
وقرأنا في الكتب المدرسية عن سيرة صلاح الدين الايوبي وتسامحه مع قادة الافرنج ما تصورناه مثالاً للتسامح الاسلامي والتراحم الانساني ، ولكن التاريخ لم يعصمه من التعصب الطائفي مع ابناء دينه ومحاربته لكل نوع من المعارضة بلا رحمة .. هذه مقدمة اسوقها لدراسة بعض المواقف المشرفة لبعض حكامنا في العهد الملكي ممن كنا نتصورهم مثالاً للديكتاتورية ونهب المال العام .. وكان اكبر شخصية في الحكم هو نوري السعيد الذي كنا نتصوره عميلاً للانكليز وعدواً للعرب والعراقيين ومستهتر لحكم القانون ، ولكني اتذكر موقفاً لهذا الحاكم الذي ظلمناه كثيراً ( وسحلنا جثمانه بعد ثورة 14 تموز 1958 ) هذا الموقف الاعتيادي البسيط يرمز الى تواضع هذا الرجل واحترامه لشعبه والقانون ..
كان ( الباشا) كما كان يدعي مسافراً الى بيروت وفي طريق عودته الى بغداد شاهد لدى احد البقالين نوعاً من الليمون الحامض الذي يحبه حين يتناول ( الباجة ) ولم يكن للنومي الحامض وجود في بغداد فاشترى صندوقاً خشبياً صغيراً من هذه الفاكهة التي يعشقها ولم يكن يدري ان ادخال هذه الفواكه كان ممنوعاً بسبب الحجر الزراعي !
وحين وصول سيارة السعيد الى المركز الحدودي ، ترجل عنها واراد ان يسير بضع خطوات ريثما تتم اجراءات الكمارك والتفتيش النظامي ..
تقدم الشرطي نحو السيارة وطلب من السائق ان يفتح صندوق السيارة الخلفي ففعل وحين وجد الشرطي الفاكهة طلب من السائق انزالها لانها ممنوعة بسبب الحجر الزراعي وهنا انفتح السائق وصاح بالشرطي ، اتدري لمن هذه السيارة والفاكهة ؟



سأله الشرطي لمن ؟ اجابه السائق : لذلك الباشا الذي لايبعد عنا كثيراً انه نوري باشا اتعرفه ؟ اجابه الشرطي : نعم اعرفه ، ولكني اقول لك لو ان هذه الفاكهة تعود لصاحب الجلالة ملك العراق لا أسمح بأدخالها هل تفهم ؟
هنا كان الباشا يستمع لهذا الحوار بين الشرطي وسائقه وهو يشعر بمتعة وسعادة ، وعاد لسيارته ليقول للسائق ، لماذا لاتسمع كلام الشرطي ؟ الم يقل لك ان ادخال الفاكهة ممنون بأسم القانون ؟ وهل نوري سعيد فوق القانون ؟
وهنا نادى على الشرطي البطل قائلاً ارجو ان تكون قدوة لغيرك ووضع بيده خمسة دنانير معتذراً بقلة مافي جيبه قائلاً هذه اكرامية بسيطة وسأرسل لك ترفيعاً تستحقه .. فمن يفعل مذل هذا التواضع ونكران الذات في زماننا هذا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا