الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الضغوط الخارجية والتلويح بها

أمير جبار الساعدي

2010 / 1 / 18
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تتهاوى أوراق السياسة العراقية في مهب الضغوطات بين الحين والأخر وأخرها ما تلوح به الإطراف الخارجية الفاعلة في عملية صنع التغيير في العراق وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ومن بعدها الدول المتحالفة والمحتلة سابقا للعراق ويتبعها بعض المحسنين من يهمهم الأمن والسلم العالمي كهيئة الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وغيرهم من دول الجوار الذين تأبى مصالحهم أن يبتعدوا عن "مساعدة" العراقيين في التدخل في صنع قراره السياسي أحيانا وذلك لكي لا نظلم من سعى ويسعى للحفاظ على وطنية العملية السياسية في العراق.
فالكل هنا يخاف على مسار التحول الديمقراطي الجديد وكيفية الحفاظ عليه من أي طارئ داخلي أو خارجي وهذا ما يحمدون عليه فنحن نخاف أيضا على أرواحنا وعلى أهلنا من أن يصيبهم الأذى، فترى وزير الخارجية الكويتي يصرح خائفا من انتقال ظلام الفوضى الى بلاده ويخوف من حوله بأن العراق سائر الى الهاوية ولا ريب في ذلك، وعلى الجميع أن يبعدوا الشرور عنهم.
أما تدخلات الام تيريزا (أمريكا) فتراها تضغط على كل القوى السياسية في العراق فتارة ترسل اليهم لتسمع منهم وتارة أخرى تهاتفهم لتبدي رضاها من عدمه على القضايا الساخنة في الساحة العراقية وهذه كفلتها العلاقات المتبادلة والاتفاقات بين الطرفين ولا ضير من ذلك.
والجدير بالاهتمام هو بأن دوائرنا الرسمية تنتفض حسب ضرورة الموقف المحسوب على دوائرها لرفض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية فها نحن نرى موقف هيئة المسائلة والعادلة من تصريح مبعوث الأمم المتحدة أد ملكرد ولا تبدي مثله على اتصال ودعوى نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن عدم ثقته بالهيئة التي قامت بالاجتثاث، ويقدم مقترحا لحل الأزمة. وما أحزنني حقا وأسدل الستار على الوطنيين العراقيين ومناضليهم أن يلوحوا بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دولة الاحتلال الأولى أمريكا لتسارع في حل مشاكلنا ،بل ويلوح ساستنا الأكارم باللجوء الى القوى الخارجية والمحافل الدولية والهيئات العالمية لمنع تدهور العملية السياسية.
وعودا على ذي بدء هو أين حكمة ورجاحة ووطنية ومنطق وتفاهم سياسيّ العراق سابقا في محافل المعارضة واليوم في تصدرهم لقيادة البلد، ألم يصلوا الى حد الآن لمستوى من التواصل والتوافق الذي يمنع الهرولة الى الأصوات الخارجية والتماس الحلول من جنبات المشتركين في خضم التنافس السياسي العراقي، وعدم السعي وراء الضغوط التي تزرع النفور والرفض لدى المواطن العراقي أولا ولدى المشاركين بصنع القرار ثانيا، ومنعا لخلق تجاذبات الضغوط أو التلويح بها على السياسيين العراقيين التوجه الى بعضهم البعض وحل مشاكلهم فيما بينهم لأنهم لم يلحظوا حجم الكارثة التي يعيشها الشعب العراقي وهو يتفرج على كل طرف وهو يلوح بأوراقه الميمونة، فالعراقيين ينتظرون الحلول من ماسكي دفة الحكم ولم يكن بالحسبان أن يطول انتظارهم لكي يروا حكومتهم صاحبة القرار الوطني الخالص من أي تأثير خارجي، هي التي تصنع قراراتها بنفسها ولا تحتاج الى وصاية من الآخرين ، وعليكم أن تتصورا كيف سينظر الشعب لكم ويؤمن بقراراتكم وأنتم تحلون المشاكل الداخلية بوساطات خارجية فهل ستكون لديه ثقة في ما تصنعونه من سياسات قادمة. لأن الشعب ينتظركم لحل مشاكله الكثيرة والوقف بوجه التحديات الخطيرة.
باحث وإعلامي: http://iraqiwill.blogspot.com








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: الرئيس يجري تعديلا وزاريا مفاجئا ويقيل وزيري الداخلية


.. ما إجمالي حجم خسائر إسرائيل منذ بداية الحرب على قطاع غزة؟




.. بعد فشله بتحرير المحتجزين.. هل يصر نتيناهو على استمرار الحرب


.. وائل الدحدوح من منتدى الجزيرة: إسرائيل ليست واحة للديمقراطية




.. وول ستريت جورنال: أسبوع مليء بالضربات تلقتها مكانة إسرائيل ا