الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سياحة المقاومة

ساطع نور الدين

2010 / 1 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


يجوز التعامل مع المنتدى العربي والدولي لدعم المقاومة الذي انعقد في بيروت الاسبوع الماضي وشهد حضورا استثنائيا كثيفا، باعتباره حدثا فولكلوريا يندرج ضمن المواسم السياحية العديدة التي تمر على لبنان وتسجل إقبالا على الفنادق والمطاعم وأماكن السهر، وآخرها موسم الأعياد الأخيرة الذي حطم أرقاما قياسية في نسبة المشاركين، وأثار اهتمام اللبنانيين وحسد أشقائهم وأعدائهم على حد سواء.
ويمكن وضع الحدث تحت عنوان جديد هو «سياحة المقاومة»، الذي يمكن أن تعتمده الحكومة اللبنانية ووزاراتها المختصة، وتعتبره شعارا لترويج أحد معالم لبنان الاضافية، ولجذب الكثيرين من السياح العرب والاجانب الذين ينظرون الى لبنان بصفته ساحة وغى، ولا يهتمون بما يتطلع اليه السياح التقليديون عادة من وسائل المتعة والترفيه المعروفة جيدا. وبذلك يمكن توفير مصدر مهم لزيادة الدخل الوطني، في المواسم السياحية الميتة، مثل الموسم الحالي.
ولا يمثل هذا الخيار الاقتصادي أي افتئات على دور لبنان وموقعه العربي والعالمي، ولا تعدياً على ثقافته ووعيه الذي طالما كانت المقاومة تحتل فيه مكانة خاصة منذ أن انهارت الدولة وتفكك المجتمع وتناوبت الطوائف، الواحدة تلو الاخرى، على إطلاق مقاومات ساهمت في انتصاره ودماره، وحفرت نفسها عميقا في وجدان سكانه وفي شوارعهم وعلى جدران منازلهم.. حتى صارت مكونا رئيسيا من هويتهم الوطنية وصورتهم في الخارج.
الآثار موجودة في كل مكان من لبنان، وبعضها يقع جنبا الى جنب القلاع والمواقع التاريخية. والرواد يمكن أن يقفوا بالطوابير على أبواب السفارات والقنصليات اللبنانية في مختلف أنحاء العالم.. وهم لا يختلفون عن السياح التقليديين إلا بقدرتهم الشرائية، لكنهم يتفقون معهم على عدم تنبههم لوجود معالم أثرية مهمة في لبنان مدرجة على لوائح عجائب الدنيا أو التراث العالمي . فالفريقان مهتمان فقط بالانسان اللبناني، سواء في مقاومته أو في دعارته، وكل ما عداهما زائل!
في منتدى المقاومة حضر جمع كبير، أعاد الى بيروت بعضا من صورتها الماضية، أحيا في نفوس سكانها ذكريات أليمة، لا سيما أنه لم يخضع لأي معايير «نضالية» لاختيار المشاركين، الذين ما كان يجوز أن يسمح لبعضهم بأن يدخل الى العاصمة اللبنانية بأي شكل من الاشكال، أو الذين صاروا مثار جدل أو حتى سخرية في عواصمهم.. لأنه لم يكن لهم تاريخ في المقاومة ولا حتى في المعارضة، بل كانوا وما زالوا وصمة عار على المقاومات، الإسلامية خاصة، التي شهدتها أو تشهدها بلدانهم، والتي استحالت الى حروب أهلية أو فتن مذهبية على مرأى من المحتل ومسمعه.
انتهك المنتدى ببعض الأسماء المدعوة، تاريخ بيروت التي كان لها فضل على جميع ألوان المقاومات العربية وحتى العالمية، والتي لها حس سياسي عال يميز بين مقاوم ومدع ومشبوه، ويفوق حسها السياحي المرهف، الذي يسمح بأن تكون مقاومتها التاريخية علامة فارقة، لا يمكن أن ينخرط فيها أي كان.
بيروت - السفير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مطعم للطاكوس يحصل على نجمة في دليل ميشلان للمطاعم الراقية


.. فاغنر تتكاثر في ليبيا وتربط بين مناطق انتشارها من السودان إل




.. الاستئناف يؤكد سَجن الغنوشي 3 سنوات • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تتقدم في خاركيف وتكشف عن خطة لإنشاء -منطقة عازلة- |#غر




.. تصعيد غير مسبوق بين حزب الله وإسرائيل...أسلحة جديدة تدخل الم