الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاكمة افلاطون مسرحية فلسفية من فصل واحد

زين الحسن

2010 / 1 / 18
الادب والفن


محاكمة أفلاطون

المكان : مدينة افلاطون:
ساحة واسعة حيث الحساب ضمن مدينة حصينة يعتلي أسوارها حراسٍٍ شداد غلاظ الملامح، مجموعات كبيرة من العبيد ( ذكور واناث) المصفدين يساقون بعنف الى الساحة ينتظرون الحساب وآخرين موثوقين على الصليب .
بحيرة تصب فيها دماء المقتولين ومجرى صغير من دماء ، أشخاص بهيئات مختلفة يظهر على بعضهم سمات القيادة وفي المقدمة منصة الحساب وفيها مجلس الحساب التي يتصدرها رئيس المجلس الذي تبدو عليه سيماء العظمة
وأخر عن يمينه تبدوا عليه ملامح الشر مرسومة عليه وأخر على يساراالرئيس تبدوا عليه أثار النعومة والطيبة الى حد لاتعرف ان كان ذكر أم انثى

الزمان : الحياة الأخرى
الشخصيات:
افلاطون ، الرجل ، ابليس ،رئيس مجلس الحساب ، أعضاء مجلس الحساب ،جمع من الناس الأسرى ، القادة ، الحرس
.....................................................
أحد المقيدين يقدم الى مجلس الحساب
يتقدم الأسير الى المجلس وهو يرفع بصرة الى السماء ويقول :
_ اين أنت ايها العظيم ، القادم من العتمة
اين انت ايها المتربع على عرشك الأبدي
لقد احرقتنا الشمس ، وأغتالنا القمر .!
أقبل فقلوب البسطاء لن تدوم على العهد ،وأيدى الضعفاء لن تقوى على الإمساك بالجمرة الملتهبة
( يضربه أحد الحراس ) ويعنفه
_ اصمت ايها المأفون.. والآ أعدناك الى حيث العذاب .
يقتاده الى حيث الحساب . ويحدق فيه كبير مجلس الحساب لحظات ثم يقول له:
_ ايها الإفلاطوني اتعرف ما الذي اتى بك الى هنا ... اتعلم اين انت الأن ؟
_لابد اني في عالم من خيالات صنعها رأسي ... حتى امتزجت بوجداني المتعطش الى لقاء المخلص .
_ ومن هو مخلصكم ..أنت وهذا الحشر الذي لا ينتهي .
يسخر الرجل وتمر لحظات دون أن يجيب فيقول له الرئيس بصوت أمر
_ تكلم .ام انك تعتقد اني سأمضي زمن الخلود معكم في هذا المكان الحقير
( تهدأ لهجته ويمد رأسه ناحية الرجل ) ويستطرد
_ الا تعلم اين انت ؟ .
_ أني في مدينة يسكنها الشياطين حشدتها كوابيس أحلامي لتدفع بي نحو الموعود
_لم تجب على سؤالي ؟! من هو مخلصك المزعوم.اهو أحدنا ؟!
_ومن أنتم أمام أفلاطون الذي وعدنا بالخلود في مدينته الفاضلة
تحتد نبرة الرئيس وهويقول:
_ الأ تعلم انك في مدينة الحقيقة . انظر جيداً .لترى أنها هي ذات المدينة التي وعدك بها مخلصك ... انظر. !...فلم يتغير فيها شيئ سوى صورة النعيم التي تحولت الى صورة للشر والعذاب وخطوط رسمتها فرشاة الجحيم
يتأمل الرجل أرجاء المدينة الواسعة ويبدو عليه علامات الاضطراب بينما يضيف الرئيس
_ تأمل وانظر الى تلك الشجرة .. تلك التي هناك أترى ذلك المصلوب
_من ؟
_انه مخلصكم !..اليس هو أفلاطونكم العظيم؟!
ينتفض الرجل وهو يصيح
_ كلا !
يصيح الرئيس بصوت نافذ
_بلى ..انه هو، وهذه مدينته الفاضلة التي أمنتم بها ما هي الا نهر من دماء وسماء من نار .. ولا تسقون فيها الا دموع (كالمهل تشوي الوجوه)
يسقط الرجل في هستيريا ولكنه يتماسك ويغالب نفسه على النهوض يحاول السير.. يتركه السجان يركض باتجاه أفلاطون. ينظر الى السماء وهو يدعو:
_أين أنت أيها العظيم .. كم سفكت دموعي كي أناجيك ، كم حرمت نفسي كي أرضيك
ينقل بصره الى أفلاطون
_ لماذا يا أفلاطون ، لماذا ؟هل هذه هي حقاً مدينتك ، هل هذا هو مصيرنا الأبدي ؟
افلاطون لا يجيب .فيعاود الرجل النداء وهو ينقل بصرة بين جمع المأسورين المنكسة رؤوسهم
_ تعال أيها العظيم أليس هؤلاء هم عبيدك الذين مرغوا جباههم بالوحل لمناجاتك
تعال ، أنظر فهاهو المخلص ..مصلوب على شجرة الخطيئة التي أهدت الشيطان زجاجة من نبيذ
وهاهي دماءه تسقي انهار الخلود ، أن إبليس ليسخر اليوم من أدم الذي طرد وزوجه للعراء
ينزل رجل ذو ملامح غريبة من مكانه ويقترب من الرجل وهو يقول:
_ أما زلت أيها الأفلاطوني الحقير كما أنت دائماً؟! . تحملني ما لا أطيق وتذكرني حيث لم أذكرك
_ ومن أنت ؟
من أنت ؟ ولماذا تقول أني أذكرك؟. ام تراك جلاد جئت لعقابي ..
يضحك صاحب الوجه الغريب فتبدوا على محياة امارات الدهاء ويقول ساخراً
_ جلاد ؟! عن أي جلاد تتحدث ؟ انت من تشغلني بذكر إبليس,ابليس,ابليس..
_يقف الرجل أمام الشرير ويقول في تحد
_ وما شأنك أنت ؟
يجيب الأخر ساخرا
_بالفعل ما شأني . وينظر إلى مجلس الحساب وكأنه يطلب الإذن بالاستمرار بالحديث فيجيبه الرئيس بإيماءة من رأسه دلالة الموافقة
فيستطرد الشرير
_ هل تعرفني ؟
_ كلا .. ومن اين لي أن اعرف زبانية العذاب ؟ !
_ ولكنك كذبت. واتهمتني بغواية الليل والنهار .
_ أنا ؟! .. لم يحدث هذا ؟
_ الم تقتل؟
_دفاعا عن مذهب أفلاطون
_ الم تسفك الدماء ؟
_حماية لمبادئه المقدسة
_الم تقتل الغلام ؟!
_خشية أن يرهقنا طغيانا وكفرا
_ الم تقتل النساء ؟
_ إنهن حبائل الشيطان
الم تزني ؟.. الم تسرق ؟.. الم تخطئ ؟!
_ أغواني الشيطان
_ وهل شاهدتني يوماً ؟!
_ لا
_هل لقيتني يوما ؟!
_لا
_هل سمعت صوتي يوماً ؟!
_ لا ..
_فلماذا تتهمني بغواية البشر؟ .. انا لم أعط حواء تفاحة الخطيئة ولكنني من اسقط اوراق الشجرة لتستر به عورتها.
انا من تحمل كل خطيئتكم ... وليس لي حاجة للسجود لأحد
انا الشيطان !!...
ويوجه بصرة تجاه أعضاء المجلس وهو يستطرد ( وإنا بريء مما يفعلون)
يمتقع وجه الرجل ويهم بالعودة الى المحاسبين . ولكن الشيطان يستوقفه
_قف . فهذا أفلاطون قد كفر بمدينتكم المزعومة المقامة على أشلاء الواهمين بالخلود.
_ إنها مدينة الحقيقة
_ عن أي وجه من الحقيقة تتحدث؟! . وعن أي برهان من البراهين التي انزلها العظيم الجالس على عرش الخلود تتحدث ؟!.اليست ذاتها براهينه؟
_ نعم
_ فلماذا تحكمون بالعذاب على من سواكم .عن أي حقيقة تتحدث أليست هذه الحقيقة ذاتها هي ما سترتموها ذات مساء
أتعلم على ماذا اتفقتم؟
الرجل ..لا يجيب ..فيستطرد ابليس
_ لم تتقفوا على شيئ ...سوى اتهامي بالخطيئة الكبرى
_ أتدري ماهي الخطيئة الكبرى ؟
الرجل لا يجيب
_ لا. !!.. هي إنني قلت.. لا.. لا لن اسجد
_أتعلم لماذا لم اسجد لأبيكم
يصمت قليلا ليرى اثر حديثه ثم يستطرد
_لأني أمقتكم ؟!! كلا ليس هذا .بكل بساطة لم أسجد لأني لم ءأمر بالسجود... لم اسجد ايها الطيني لأنني ذو فضل عليك.! و كيف اسجد لك والنارهي سبب صلابتك وقوتك . لقد عرفتك حتى من قبل أن توجد. ضعيفاً ,خانعاً اما النور فسجد لأن لا فضل له عليك .و لم يكن يعلم منك ما أعلم
يجيب الرجل
_ ولكن السجود لم يكن لأبي فما أبي الا مخلوق ضعيف انما لعظمة الخالق
يصفق ابليس ساخراً وهو يضيف
_ لقد فهمت ذلك متأخراً
يحاول افلاطون أن يتحدث بعد أن شهد احتدام الجدال ولكنه لا يقوى فيرفع الرجل رأسه الى السماء الملتهبة وهو يقول
_ ايها العظيم... أقبل فلن يحتمل أفلاطون وخز العذاب ,ولا مناقير الطيور المحتشدة على رأسه .
ينظر إلى إبليس ويستطرد
_أقبل ..فهاهو إبليس اللعين يضحك حتى الثمالة ..يعيش حتى الثمالة..يشرب قنينته حتى أخر قطراتها
يرفع ابليس يده فإذا بقنينة ملئى بين يديه، يحاول ان يعطيها الرجل وهو يقول:
أتحسدني ؟..اشرب.. فهذه القنينة لك
لم اشربه في الظل _
_ولكنها الحقيقة
يغضب ابليس ويبدا بالصراخ
_ الحقيقة !..الحقيقة ...الحقيقة.! مازلت لا أعلم عن أي حقيقة تتحدث وما حقيقتكم ايها الصامون آذانكم عن كل شيئ إلا صوت الخداع .. حقيقتكم ايها الواهمون بالنعيم على آهات الأيتام ونواح الثكالى
يجيب الرجل بحده:
_ نحن شعب افلاطون .
_ ومن هو أفلاطون..أهو ذالك المصلوب على قارعة الطريق .. أم عن ذلك المخمور الرتمي في أحضان الحور .. أم عن ذاك الذي لم يعد يقوى حتى على اعتلاء صهوة حماره العجوز... عن أي أفلاطون تتحدث عن هذا ام هذا .. ام ذاك
كان يقول عباراته وهو ينقل بصرة ويشير هنا وهناك بينما الرجل ينظر فيرى مئات الأشباه المصلوبين.
يقتربا من المنصة فيسأل الرئيس الرجل
_ عن أي افلاطون تتحدث؟
_عن من بشرني بعالم الحقيقة .. وهداني الى مدينة الخلود الفاضلة.
_وأين أخوك ؟
_قتلته.
_ الم تبايعا المخَلص سويتاً ؟
_بلي ..ولكنه خان العهد.
_ وأنت الم تنته حياتك على يد أخيك الأخر لذات السبب .
_لقد غدر بي وأتبع الشيطان.
يجيب الشيطان بصوت هادر
_ هل اتبعني ايها الإفلاطوني التعس ؟
_لا . ولكنه اتبع الشيطان .
_ لم تعرف السموات السبع ولا الأرضين السبع اذا كان ذلك تعدادها بالفعل شيطاناً سواي
يتدخل رئيس المجلس بالسؤال بعد ان يرى ان الأسرى ومن يشاهدون الحساب بدأو في الإنفعال فيسأل
_لقد اعترفت انك لم تر الشيطان مطلقا ولكن دعك من هذا فكل اخوانك ورفاقك معك هنا لا يفرق بينكم إلا جدرا من غمام او أعمدة من خشب مهترئ .
_ لا.. فأنا المخلص لأفلاطون .. فكم دافعت عن مدينته وكم حميت أسوارها
يسخر ابليس وهو يقول
_إي مدينة تلك التي لم تكن قد أقيمت بعد ؟
يقترب الرجل من أفلاطون الذي يحاول أن يتكلم ، وأن يرفع رأسه فيسقط ثانية ويقول له باستجداء
_إياك ان تموت .. فالعظيم لن يقبل أن تبقى مصلوبا على شجرة الشك .. لن تموت. فكيف تذهب دماءك سدى ؟!
يجيب ابليس بغيظ
_ والغزلان التي ذبحت ليكتب على جلودها ما بمدينتكم من النعيم .. هل تذهب سدى؟!
ودماء الحبار التي ملئتم به محابركم .. هل تذهب سدى؟ .. ودموع النساءاللاتي ثكلن؟ ، والاطفال الذين احرقوا؟ .. والشباب الذين ذبجوا؟.. والشيوخ الذين قتلوا لأنهم لم يتبعوا مخلصكم؟ ..هل تذهب سدى؟.
ينظر ابليس الى افلاطون ويوجه له الحديث
_ تكلم يا افلاطون هل هؤلاء أتباعك؟
افلاطون لا يجيب .. يعيد ابليس السؤال
_ آمرك بأن تجيب هل هؤلاء أتباعك؟!
يهز افلاطون رأسه إيجابا ..فيفرح الرجل ويرفع رأسه الى السماء
تعال أيها العظيم وأجعل آيتك أن يراك المصلوب على خشبة الشك. فلن يقوى افلاطون على البقاء طويلا مشدوداً الى حبال من غزل العنكبوت يأكل من رأسه طير أسداه معروفًا ذات يوم
يرد ابليس
_ مافائدة أن يأتي ولا نراه؟.. أن ينادي ولا نسمعه؟.. ان يعفوا وما زلتم تجلدون أنفسكم بسياط الخطيئة .. سينزف افلاطون حتى النخاع ولن تقوى على انقاده... اتدري لماذا ؟.. لأن العظيم لا يأتي الى اماكن الدنس .
يجيب الرجل بإصرار
_بل سأنقده ..انا وكل هؤلاء المجبولين على غريزة الانصياع لذلك المصلوب
_ لقد خدعكم افلاطونكم .. لقد وعدكم بالخلود في النعيم ..انظر !. اهذا هو النعيم المزعوم ؟ ام لايكون النعيم نعيما الا بالخمر والنساء . وانت ايتها الجالسة هناك
يشير بيده الى احدى النساء المأسورات ويستطرد في عنف
_ايكون نعيمك بالخمر والرجال ؟ لقد خدعكم افلاطونكم ؟
الرجل لايجيب ... فيعيد السؤال ولكن بهدوء اكثر وكأنه هدوء المنتصر
_لقد خدعكم. وإلا لما كنتم في العذاب المهين
نعم!... يبكي الرجل ويغطى عينيه بكفيه _
_إذن لابد أن يموت
يضج المكان ..بأصوات الجميع في وقت واحد مرددين
_ لا بد أن يموت.. لا بد أن يموت
يصمت ابليس الى أن يهدأ الجميع فيسطرد
ولكن لاموت هنا _
ينظر الى الرئيس الذي يقول و
_فليخلد افلاطون مصلوباً على شجرة الخطيئة الأبدية
يستأذن ابليس الرئيس في متابعة السؤال ولكنه يتجه الى افلاطون مكررا ذات سؤاله السابق
_هل هؤلاء شعبك
يهز افلاطون رأسه بالإيجاب
_وهل أنت افلاطون
يهزافلاطون رأسه بالنفي .. فيصيح الرجل فرحاً
_ نعم .. انه ليس افلاطون الذي أمنت به كنت أعرف انه لا يمكن ان تكون هذه النهاية
يتجة صوب المأسورين وهو يصيح
_ انه ليس افلاطون .. انه ليس افلاطون
يصرخ ابليس في وجهه
_ اصمت. ويوجه سؤاله الى افلاطون
_ فمن أنت اذا
ويأمر الحراس بالكشف عن وجه المصلوب وازالة ما علق به من دماء وغبار
ينكشف وجه افلاطون فيبدوا قبيحاً على غير ما كان عليه قبل قليل ... وينهار الرجل بينما يستطرد ابليس
_ انه أنت ؟ لم يكن المصلوب سواك.. غرائزك الشريرة .. نفسك الشهوانية .. أذنيك التي صممتهما عن الحقيقة ..عيناك اللتان لم ترى بهما الا ما تريد.. هي افلاطونك الذي خولك لأن تكون حاكماً وجلادا .. والتي ارتك نفسك الها وما انت الا عبد حقير .. وكما كذبت على كذبت حتى على من خلقك .. قتلت باسمه وهو برئ منك .. ظلمت باسمه وهو برئ منك .. انظر الى هناك ..
يشير بيده الى البعيد فينظر الرجل ويستطرد ابليس
_ اترى تلك الظلال الوارفة والنخيل ..انها المدينة الفاضلة التي ؤ عبها افلاطون العظيم
يقترب من الرجل بلطف وهو يقول
_ وانظر الى هناك ..انه مكانك حيث انا العظيم هناك .. قم فسأعفوا عنك اما أنا فيكفيني انني سيد ذلك المكان ليس لأنني اكثركم خطيئة بل لأني دخلته وانا لم اقتل قط، ولم اظلم قط ، انما باتهامكم لي و شهادتكم على
يأمر الحراس بإقتياده الى النار ويسير في مقدمتهم في خيلاء .
ستار
زين الحسن
13/1/2010م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??