الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نهاية الثورة البرتقالية

فالح الحمراني

2010 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



افرزت نتائج الانتخابات الرئاسية في اوكرانيا الاحد الماضي مرشحين اثنين : رئيس حزب الاقاليم فيكتور يانوكوفيتش ورئيس الوزراء يوليـا تيموشينكو لخوض جولة انتخابات ثانية في مطلع فبراير القادم. واسفرت الانتخابات الرئاسية باوكرانيا من بين نتائج هامة عن هزيمة الرئيس الحالي فيكتور يوشينكو الذي تزعم عام 2004 ما يسمى بالثورة البرتقالية بتمويل ومساعدة مؤسسات غربية، بيد انه فشل في تحقيق الاستقرار السياسي وانعاش وتفعيل الاقتصاد الاوكرايني ورفع مستوى المعيشة، ولم يتمكن ايضا من تصفية الفساد الحكومي. ومال يوشينكو بسياسته نحو الغرب على حساب العلاقات مع روسيا ودعم جورجيا في الحرب مع روسيا وخطط لانضمام اوكرانيا لحلف الناتو وضايق على مرابطة الاسطول الروسي في شبه جزيرة القرم. واثارت مجمل سياساته خيبة امل سكان اوكرانيا التي ادت الى هزيمته بالانتخابات الرئاسية.
والمحصلة الرئيسية لنتائج الانتخابات ان اوكرانيا ستنتهج في المرحلة المقبلة وبغض النظر عن من سيفوز بمنصب الرئيس بالدورة الثانية، سياسة متوازنة على كافة الاصعدة وفي مختلف المجالات لاحلال الاستقرار الداخلي وتنظيم علاقاتها الخارجية.وتنتظر الساحة الاواكرانية تشكيل اصطفاف جديد للقوى السياسية، تبعا لموقفها من احد المرشحين في المرحلة الثانية: يانوكوفيتش وتيموشينكو. مما يعني ان الصراع سيكتسب طابعا حادا تستعمل فيه كافة وسائل التكنلوجية الانتخابية بما في ذلك التي يطلق عليها " بالقذرة".وستعتمد نتائج الدورة الثانية للانتخابات على مدى سعة مشاركة انصار هذا المرشح او ذاك فيها، وموقف الناخبين المترددين من كل منهما، وموقف من صوت للمرشحين الاخرين في الجولة الاولى من الانتخابات.
وتولى القوى الاقليمية خاصة الاوروبية وروسيا اهتماما كبيرا لنتائج الانتخابات في اوكرانيا، لكونها ستؤثر على موازين القوى العسكرية والسياسية والاقتصادية. وهناك تقديرات بان فوز يانوكوقيتش سوف يساعد على احلال الاستقرار والتوازن في العلاقات مع روسيا والغرب. نظرا لانه لن يتخذ اية خطوة من شانها ان تثير مخاوف روسيا وسيتراجع عن انضمام خطة انضمام اوكرانيا للناتو او الطلب بسحب الاسطول البحري الروسي من القرم، و ويوقف تقديم اوكرانيا الدعم لجورجيا على حساب روسيا ولا سيما انه وعد في برنامجه الانتخابي بالاعتراف بجمهورتي ابخازيا اوسيتيا الجنوبية، كما انه سيتفاهم مع موسكو حول قضايا تسعيرة الغاز لاوكرانيا ومروره خلال اراضيها الى اوروبا، وسيعمل على تمتين العلاقات الاقتصادية معها وجعل اللغة الروسية اللغة الرسمية الثانية.
اما رئيس الحالية تيموشينكو فانها ستنتهج سياسية برجماتية تضع الرهانات على الفائدة من علاقاتها بالغرب وروسيا ، وربما ستميل اكثر الى الغرب والانمداج في مؤسسته الاقتصادية طمعا بالحصول على منافع ومساعدات، ولكنها لن تسرع اضا بالانضمام للناتو او التحرش بالمصالح الروسية، وستتفاهم ايضا على قضايا الغاز.ان نتائج الانتخابات باوكرانيا ستؤثر على اصطفاف القوى في شرق اوربا، وتقلل من الادوار التي تلعبها الان بولندا الساعية لتشكيل محور من دور اوروبا الشرقية ودول البلطيق لتنظيم قوة اقليمية في مواجهة روسيا الاتحادية، كما ستفقد دول البلطيق ايضا قوة داعمة لها في المواجهة مع روسيا، وستبرز اوكرانيا كقوة موازنة بين روسيا والغرب.
ان الهزيمة التي مني بها الرئيس فيكتور يوشينكو في الانتخابات الاوكرانية اضافة الى احتدام الصراع السياسي في جورجيا قد برهنت على فشل الثورات الملونة التي يجري التخطيط لتمويلها واشعالها من الخارج، واستغلال عدم رضا السكان على بعض سيسات حكومات بلدانهم، ودفعهم للتمرد عليها والمجئ بقيادات معدة سابقا لانتهاج سياسة موالية للغرب توعد باشاعة الديمقراطية وتحسين احوال السكان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع


.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة




.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت


.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا




.. بلا مناصب رسمية.. أدوار مهمة لـ-السيدة الأولى- في الدول المخ