الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عروش وكروش وانقلابات

جمال المظفر

2010 / 1 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


رغم مرور سبع سنوات على الاحتلال الانكلو امريكي للعراق وتغيير السستم السياسي من دكتاتوري الى ديمقراطي تحت وقع السرفات وهدير الطائرات وازيز الصواريخ العابرة للقارات والقنابل المشبعة باليورانيوم المنضب وتدمير البنى التحتية والمؤسساتية وتشكيل مجلس حكم شهري ، في اول تغيير ديمقراطي من نوعه بالعالم ، تعاقب الحكومات شهريا ، وسئ الحظ من طاله شهر بايام ناقصة لان تلك السنة كانت سنة شؤم على العراقيين ، الا ان قادة العراق مازالوا الى اليوم يخافون الانقلابات العسكرية ويتباكون دائما بان الاخرين يتآمرون عليهم ، ما ان يتحدث اثنان فيما بينهما حتى يسارع الثالث الى اتهامهما بانهما يتآمران عليه وانهما يحاولان قلب الطاولة عليه وارجاع العراق الى المربع الاول ، ومازال الخوف من البعثيين قائما، ولاندري لماذا الخوف ممن القوا اسلحتهم وهربوا الى دول الجوار خوفا من مواجهة قوات الاحتلال ، فلو كانوا يحملون ذرة من الوطنية لواجهوا القوات المحتلة في الشوارع وكانت تلك امنية ( القائد الضرورة ) عندما كان يمني نفسه بحرب الشوارع لانه كان يعرف ان المعركة خاسرة وان نظامه زائل لامحالة ، فتجربة عام 1991 كانت خير دليل على ذلك ، اذ لولا تدخل ماما امريكا لانقاذه بعدما عرفت ان ايران ستحتل العراق لسقط صدام منذ تلك اللحظة ...
سبع سنوات من الاحتلال وتلك القوة الجبارة والجيش الجرار والسياسيون مازالوا خائفين من الانقلابات والبعثيين ، وما تصريح وزير الخارجية البريطاني حول حدوث انقلاب عسكري الا رسالة للسياسيين ، اما ان تأتوا معنا الى الصراط المستقيم الذي نرسمه لكم واما ان ندعم انقلاب عسكري ونقلب الطاولة على رؤوسكم ، نحن الذين جئنا بكم ونحن من نحدد سياستكم ..
البريطانيون والامريكان اذكياء ويلعبون على الحبلين ، يحاورون البعثيين في السر وفي العلن ينكرون ذلك ، وهي رسالة اخرى من اولاد العمومة بان البعثيين جاهزون ولهم الاستعداد الكامل لتقديم التنازلات مقابل العودة الى الحكم وفق الشروط الامريكية لابشروط البعثيين ...
كيف يثق الشعب بسياسين محبطين دائما ، خائفين ، متوجسين من البعثيين ومن الانقلابات العسكرية ، والله لو ارادت ماما امريكا او العمة ( ام ناجي ) تغيير الحكم في العراق لغيرته في ساعات معدودة ، الدولتان اللتان اسقطتا نظام قائم لمدة 35 سنه بلحظات لقادرة على فعل الاكبر منه امام ساسة لايجيدون غير افتعال الازمات والصراع فيما بينهم وتبادل الاتهامات والتخوين وتسببهم في اراقة دماء الالاف من المواطنين الابرياء ..
كونوا واثقين ياايها السادة لو بقيتم على خوفكم هذا فلن يثق بكم الشعب مطلقا وسيبقى واضعا يده على قلبه خوفا من المستقبل المجهول الذي ينتظره ، لان كل جهة تريد اثبات وجودها حتى لو كانت على حساب دماء المواطنين الابرياء ، المهم ان تبقى العروش وتتنامى الكروش في ظل النظام الديمقراطي الجديد ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي اللهجات.. مقارنة بين الأمثال والأكلات السعودية والسورية


.. أبو عبيدة: قيادة العدو تزج بجنودها في أزقة غزة ليعودوا في نع




.. مسيرة وطنية للتضامن مع فلسطين وضد الحرب الإسرائيلية على غزة


.. تطورات لبنان.. القسام تنعى القائد شرحبيل السيد بعد عملية اغت




.. القسام: ا?طلاق صاروخ ا?رض جو تجاه مروحية الاحتلال في جباليا