الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيين.. في مَحاكم رموز النظام السابق

عارف الماضي

2010 / 1 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


في الثلاثون من كانون اول عام 2006 ,نفذ حكم الاعدام شنقا بصدام حسين رأس النظام السابق وبعد محاكمه علنيه , عندما كثر الجدل حول هوية تلك المحاكمه وأجتهد الناس عراقيون وعرب وغيرهم بتلك القصه الأكثر أثارتا في القرن الحالي, وقد أستنفرت كل وسائل الاعلام المرئيه والمسموعه جهدها الاعلامي الجبار حول سير تلك المحاكمات والتي جرت ولأول مره في تاريخ العراق الحديث والقديم,وقد اعُدم الرئيس والدكتاتور السابق بتهمه واحده هي قيامه بجريمة القتل العمد لاكثر من مائة واربعون عراقيا من منطقه واحده فقط ! وهي (الدجيل) التابعه لمحافظة صلاح الدين مسقط رأس صدام, وقد جرت الحادثه في مطلع الثمانينات وكما هو معروف للجميع بعد ان تعرض موكب الرئيس! الى حادث اطلاق نار من بساتين الدجيل والتي تم تجريفها وأهلها حين ذاك ,عندها كانت الحرب العراقيه_ الايرانيه في جولاتها الدمويه الاولى0
لاريب ولاأعتراض على سير تلك المحاكمات ولا منصف يستطيع ان يُقلم من هَول ماحدث
رغم ان صدام ونظامه قد كان ومازال كذلك, مُتهم بجرائم كبيره اكبر بكثير من الدجيل وأمثالها ومن اهم تلك, التهم بل الجرائم هي جريمة الاباده الجماعيه والتي تركت بصمات واضحه تؤطرها خرائط أكثر من 300 مقبره جماعيه,وكذلك جرائم ضد الانسانيه
وتنطوي تحت تلك الجريمتين سالفتي الذكر,قصص رهيبه تمثل كماً هائلاً من الصور المرعبه والمعانات الكبيره لمعظم مكونات الشعب العراقي المبتلي بحروب عبثيه أحرقت اليابس والاخضر0
واستمر مسلسل تلك المحاكمات والتي شملت,جريمة ضرب حلبجه بالاسلحه الكيمياويه,وقمع انتفاضة اذار عام 1991 ,وتجفيف الاهوار,وقتل عشرات الالاف من العراقيين بتهم مختلفه ,واخرها قضايا تصفية الاحزاب الدينيه, ومثلها الاحزاب العلمانيه وهذا الاخير مسك حديثنا,وطاولة نقاشنا الخلاق ,والذي أوقد فينا نبض الكتابه وحب الفضول, لما بثته ( قناة العراقيه) مساء يوم الاثنين وفي الثامن عشر من كانون الثاني شتاء 2010 الجاري ,لقد بهُر ملايين العراقيين وهم يستمعوا لشهادات العصر لجرائم البعث ضد أكبر حزب عراقي بارق الوطنيه الا وهو الحزب الشيوعي العراقي العريق
لقد صنتوا اطفالي الصغار, قبل النساء واليافعين, للأسلوب المهذب والطرح الشفاف
لاثنين فقط من عشرات الالاف من الشيوعيين, واللذين وقعت عليهم نيازك الظلم والتعذيب
والتهميش والقتل والابعاد لاكثر من ثلاثة عقود متواصله من حكم البعث الجائر, وهنا تبادر ليطرق مسامعي احد الاصدقاء هامسا في اذني اليسرى (ستعرف الاجيال تلو الاجيال ما اقترفه الجهلاء بالقوم، وما اراده الشيوعيون من خير وكرامة للعراق واهله.)
0 غدا سوف يجول في مخيلة الاف العراق ممن سمعوا شهادات الحق والذي بثت قبل ان ينام الكثيرين من المثقفين وانصافهم والمتعلمين والكسبه والعمال والفلاحين لكي يسمعوا
ماقد لن يستدلوا به سابقا , وبفعل التعتيم , والتهميش والذي مازال ومع بالغ من الاسف يُستخدم ضد الوطنيون العراقيون والذين كان جُلهم من الشيوعيين والذين دفعوا الاف الشهداء في تلك العقود العجاف من تاريخ الحزب المُشرف والذي بدء يعمل في الساحه العراقيه منذ أكثر من ثلاثة ارباع قرن مضت,
لقد ظهر اثنين من شهود الحق, واردفهم الثالث وهم يحكون قصص حقيقيه لن يسمعها اغلب العراقيين الاوفياء, ولن يعرفوا ان الشيوعيين لن يغادروا تراب الوطن كثيرا بل كانوا يقارعون الطاغيه وانيايه ورموزه,ومااستخدمه ذلك النظام من اقذر الوسائل العسكريه
والتي تتمثل في ضرب مقراتهم بالاسلحه الكيمياويه ومنها غاز( الخردل) والذي ذكره احد
اصدق المُحلفين في جرائم النظام السابق, خلال شهادته امام محكمة الجنايات الرابعه والتي تخصصت في النظر في جرائم النظام البعثي ضد الاحزاب العلمانيه , حيث ذكر قاضي المحكمه ان الحزب الشيوعي العراقي كان قائدا بحق لتلك الاحزاب والتي وقع عليها الجور والظلم,محاولتا تلك المحكمه وبكافة كوادرها ارجاع الحق لاصحابه وانصاف عشرات الالاف من الشيوعين والذين شُردوا في كافة ارجاء العالم خلال تلك الحقبه المظلمه من تاريخ العراق الحديث! لكي تبدء صفحه نريدها ان تكون جديده وناصعه و خاليه من مظاهر الدماء ,والقهر وانتهاك الحريات العامه والخاصه لجنس البشر.
اذا كان صدام وحزبه السحيق قد فقدوا المبادره , بعدما سقطت السكين من ايادي الجُنات
, فلا بوسعنا الا ان نوجه رسالة حق , مصحوبة بصرخة دافئه من لسان فصيح ناطق
موجهه الى الشعب العراقي الجريح ان يفهم تلك الرسائل الانسانيه الاصيله والتي بذل من اجلها الشيوعيين المؤمنين العراقيين.. الغالي والرخيص من اجل سعادة ورفاهية ذلك الشعب,وان يترجموا تقديرهم لتلك الدماء الزكيه ,ومسلسل المعانات الرهيبه والتي كان هدفها السامي خدمة شعبنا ورقيه ووضعه في منصة العلو والرقي الذي يستحقه, لاغير ولكي
يترجموها الى ,افعال حقيقيه تفشل مؤامرة تغييب الشيوعين من مصادر القرار ,حيث
هناك من يُراهن على ابعاد الشيوعيين تماما من قبة البرلمان القادم ووفق الأليه الجديده والتي تصادر اصوات الدوائر المتعدده ,واعطائها دون وجه حق لكيانات اخرى حققت القاسم الانتخابي, وتلك مهمة المثقفين لكي يستغلوا كل وسائل الاتصال مع الجماهير
لكي يبقى الحزب الشيوعي العراقي حزب الامل ,ومحطة الثقافه وانطلاقتها الاولى
في تاريخ العراق الحديث..
واخر مانقول بل نكرر.. مايستحق الوقفة والتكرار
سلاما على نبعة الصامدين
تعاصت على معول الكاسر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بيسان إسماعيل ومحمود ماهر.. تفاصيل وأسرار قصة حبهما وبكاء مف


.. إسرائيل تتوغل في جباليا شمالا.. وتوسع هجماتها في رفح جنوبا |




.. واشنطن: هناك فجوة بين نوايا إسرائيل بشأن رفح والنتيجة | #راد


.. الكويت ومجلس الأمة.. هل أسيء -ممارسة الديمقراطية-؟ | #رادار




.. -تكوين- مؤسسة مصرية متهمة -بهدم ثوابت الإسلام-..ما القصة؟ |