الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسمحوا لي أن أشتم - حلقة أخرة من سلسلة تنفيس

زيد ميشو

2010 / 1 / 20
حقوق الانسان



يقال بأن من يرى مصيبة الآخرين تهون عليه مصيبته
مرضي الذي شخصه الأطباء " إحتصار " ، علمت مؤخراً بأنه مرض يصيب غالبية سكان البقعة الجغرافية التي تسمى الشرق الأوسط ، ودول أخرى من جنوب آسيا . وإن الحالات هناك قد تفاقمت إلى غلق منافذ كل أنواع التنفيس ، وليس هذا فحسب ، بل أصبح هذا الوباء لكثير من المهاجرين لعنة أزلية لايمكن إزالتها .
ولأنني مجبر على التنفيس كعلاج من الإصابة ، قررت بأن أخضع لدورة علاج ذاتي ، وقد كانت أول الخطوات هو " نشر غسيلي " والإفضاح عن معاناتي في مقال نشر تحت عنوان " وهناك طرق أخرى للتنفيس وأنا لاأعرف " ( الإطلاع على الرابط ) ليكون اول الغيث في ماأبتليت به من مرض ، علّه يكون مدخلاً لطريق الشفاء .
أما الخطوة الثانية فستكون الشيمة ، سألعن وأشتم كيفما أشاء وبالكلمات التي تأتي من تلقاء نفسها ، فمن أشتم ؟
حتماً سأشتم الحيوانات وهذا حق من حقوقي كإنسان وإن غضبت بريجيت باردو ومؤسستها " مؤسسة باردو لحماية حقوق الحيوان " ، والتي هزت عرش الرئيس مبارك والخبر كما وصل " بعد الانتقادات العنيفة التي تعرضت لها مصر بسبب مذبحة الكلاب الضالة في منطقة الهرم بالجيزة ، وجعلته يكلًف وزير الزراعة أمين أباظة بعقد لقاءات عاجلة مع منظمات حقوق الحيوان الدولية ، بهدف تحسين صورة مصر في هذا المجال " ، يعني الريس إتبهذل ، فلن أبالي ولن أكترث باردو وزمرتها وطز في كل حيوان لايفهم .
سأشتم اولاً الحيوانات الشرسة ، والتي تفتك بالوديعة ، دون واعز ضمير ، وأقول لها ، أيتها الحيوانات الدكتاتورية الساقطة ، أيتها الإرهابية الحقيرة ، ماذنب تلك الشريحة المسالمة ، ولما تضرموا العداء لها ، هل ستعيشوا إلى الأبد لتتسلطوا وتسودوا على الغابات ؟ أم ستتخلدون بإجرامكم ؟ لن تكونوا سوى العدم ، فكما انتم متعفنين قلباً وقالباً في حياتكم ، كذلك ستتعفن جثثكم وتفوح رائحتها النتنة ، وسيلتهما الدود الصغير الذي لم تحسبوا له حساب ، ولن يبقى منكم شيء ، وحتى روحكم النجسة ستتلاشى .
سأشتم البغل وأبيه الحمار وخاله الحصان ، وأقول لهم أغبياء " لاتنشّون ولاتنهشون " ، مميزون بالرفس وهو سلاحكم ، إلا إنه سلاح لاتعرفوا متى تستخدموه . فما أن يثقل كاهلكم بالعمل الشاق ، حتى تخرجوا أصواتكم وتبدأ صولاتكم في الرفس ، وإذا بكم تصارعون الهواء بعد أن تُركتًم بمفردكم داخل السياج الذي حبستم به . تتحملون العباء مقابل علف ، وتكمم أفواهكم وتُحجَم عيونكم أثناء العمل الشاق ، وأنتم كما انتم ، تخرسون وترضون بعلفكم ، فلا حقوق لكم ولاأنتم سوى ظهور تمتطى طالما آثرتم الصمت ، فالعمى وقلة الحِكَما .
والكلب الوضيع ، فماذا أقول عنه غير كلب وإن طوّق بالذهب . يمشي بتبختر ويرفع رأسه ثم ينحني ليلحس الأقدام . إذهب - يذهب ، إجلس - يجلس ، إنبح – يهرِجُ المنطقة التي هو فيها ، مخيف وهو الجبان ، شرس وهو أول الهاربين بأول ضربة عصا . ومع ذلك فإن خدم مع الشرطة أو مع مكافحة المخدرات ، وإن أستخدم في المراعي ، وإن إستملكته جميلة وغنجته ، فهو سيلحس سيلحس مهما علت مكانته ، أو توفرت له حياة راقية ، وبالكلاب وبسببهم أستهتر أسيادهم .
والديك التافه ، لايعرف من حياته سوى ثلاثة ، دجاجات سمينات يمارس معهم غريزته ، والشجار مع أي ديك آخر يراه ، فهو لايعرف التعايش أبداً مع بني جنسه ، والصياح اليومي المتكرر والذي يستحق بسببه مئة ضربة نعال أجلكم الله ، لما يتسببه من إزعاجات ، فهو ديك حاله من حال الديوكة ، إلا إنه فرعون بين معيته .
والعقارب والأفاعي الخبيثة ، لشدة إصفرارها لاتعرف الصديق من العدو ، ولايهمها ذلك ، بل تلدغ وتلسع كل قريب منها ، متى ماشعرت بالخطر أو توهمته .
الجرذان مصدر الطاعون والناقل الحيوي لكثير من الأمراض ، والتي تقرض كل في طريقها وتتلفه ، والجراد الذي يلتهم كل أخضر ويشوه الطبيعة ويجعلها خراباً ، فكم هي قذرة ومضرة تلك الحيوانات ، فلا نفعاً منها ولا منفعة .
وعقدة البشر وليس الحشر ، ومشاكلهم ومآسيهم بسبب تلك الحثالاث .
حيوانات شرسة ، حيوانات صامتة ، حيوانات متملقة ، حيوانات مزعجة ، حيوانات تتعامل بغريزتها فقط ، حيوانات خبيثة ، وأخرى مدمرة ، وأنواع أخرى تملصّت من ذاكرتي وأختبأت ، وإن كانت أمام أعيننا في كل حين !! .
فإكتفيت بتلك الشريحة المهمة والمستلهمة من عالم الحيوان الذي ينغص لي حياتي ويفجعها ومنهم تنفست وشفيت من ألورم الأول .

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=198289









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التنفيس
فارس اردوان ميشو ( 2010 / 1 / 20 - 01:29 )

ابن العم العزيز زيد
اذا كان احتصارك غازي فنفس وارتاح وريحنا
اذا كان احتصارك سياسي فسب الامبريالية والصهيونية العالمية وارتاح ولاتخاف
واذا كان احتصارك ديني روح صلي وارتاح وريحنة
واذا كان احتصارك اجتماعي روح اتزوج جديدة لان هنا مقتلك وراح ترتاح واحنة هم نرتاح
واذا احتصارك من اجل الانسانية هنا القضية كلش صعبة ينرادلها جاك عبودي يحلها بلكي نرتاح منك والى اللقاء يوم السبت عسى ان يكون احتصارك قد تنفس حتى ترتاح وتريحنة
تحياتي


2 - عزيزي الكاتب المحترم
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 1 / 20 - 02:58 )
الاحتصار فعلاً هو مرض معظم المهاجرين , والسبب الأساسي لمشاكلهم , والتعايش مع أوضاع البلد الجديد هو الخطوة الأولى , فالانسان عليه هدف : أن ينبسط ويعيش والا لا معنى لحياته , حتى المبسوط بحاجة الى نوع من القيد ليشعر بالبسط . سأضم صوتي الى صوتك وألعن ديك بيت الجيران الذي هلكني بشجاره وصياحه . أتمنى لك الراحة والسعادة


3 - وأنا أيضاً سأشارك
صلاح يوسف ( 2010 / 1 / 20 - 03:19 )
قرآن محمد يشتم غير المؤمنين شتماً لاذعاً فقط لمجرد أنهم لم يؤمنوا، فقد أرسل الله جبريل من السماء السابعة إلى مكة فقط لكي يشتم أبو لهب وزوجته، هذا خلاف عن الأوصاف الأخرى ( كالأنعام بل أضلّ سبيلاً ). ولأني من غير المؤمنين فإني سأشتم صانع القرآن وأقول له بل أنت ( عتلٌ بعد ذلك زنيم ) وأنت ( أسوأ من الأنعام وأجرم من الحيوانات )، وعلى الأقل لا توجد أفعى تفتك بالناس في الأسواق فتقتل 170 في عملية انتحارية واحدة.
تحياتي لك


4 - قالوا - قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
زيد ميشو ( 2010 / 1 / 20 - 04:23 )
أقول - قطع الأرزاق ولا قطع اللسان

إبو الفوارس
أول قراءتي لردك شكرت الآلهة وقلت ، إبن عمي نفّس
وإلى يوم السبت ، عسى أن يرافقك الحكيم

العزيزة قارئة الحوار
لو كان ديك جاركم ديك عادي ، فتحملي ، على الأقل سيكون تحمّلك لحيوان
أما لو كان كما قصدته أنا في مقالي ، فألله يساعد دجاجاته ويساعدك أيضاً على تحمل إزعاجاته

مشاركت ياسيد صلاح يوسف تسعدني
أشتم من تريد وبما تريد ، مادمت مقتنع
فالداء هو السكوت ، والكلام خير علاج


5 - عزيزي الكاتب
قارئة الحوار المتمدن ( 2010 / 1 / 20 - 06:15 )
والله الديك من النوعين والله يساعدنا


6 - أنت مصاب بالأكسرسست ، سأحضر معي القس
الحكيم البابلي ( 2010 / 1 / 20 - 06:40 )
العزيز زيد ميشو
للأحتصار أسباب وانواع ، فهناك الأحتصار بسبب الهجرة وتغيير محيط الأنسان جذرياً وهذا قد يكون اسوأ أنواع الأحتصار ، وقد أصابني في السنوات الأولى من هجرتي لأميركا ولم يتركني إلا بعد أن دمر عوالم رائعة في داخلي
وهناك الأحتصار المادي (الفلوس) وهو صعب على الرجل صاحب الكرامة وعزة النفس . وهناك الأحتصار بسبب كثرة ساعات العمل وأعتقد بأنه الأحتصار الذي قد أصابك مؤخراً ، وهناك الأحتصار الجنسي الذي لا أدْعي به على عدوي ، يأكل الأنسان من الداخل للخارج وهناك الأحتصار الذي يسببه الروتين في تشابه الأيام والأحداث ( لا جديد تحت الشمس ) وهذا يحتاج إلى سفرات وإجازات ونقود كثيرة وهو دائماً في قائمة ( البطر ) الشرقية وهناك الأحتصار الذي يسببه لنا أولادنا وبناتنا لأنهم يكبرون مع حياة تختلف جذرياً عن حياتنا، و.... الخ من الأنواع
والمزعج في كل الموضوع هو إننا معشر المهاجرين والمُهجرين مصابون بكل أنواع الأحتصار هذه ، لكننا ننهض صباح كل يوم لنؤدي واجباتنا اليومية وكأن شيئاً لم يكن
حضر المزة والعرق قادم ، فارس وأنا سنكون عندكم في نهاية الأسبوع ، وسنقرأ عليك آية الفسفس
تحياتي


7 - كلها ماتفيد
يونس حنون ( 2010 / 1 / 20 - 14:34 )
الاخ الكريم زيد
كل هذه الشتائم لن تنفس شيئا-....فانت تشتم بطريقة الازاحة كما يسمونها في علم النفس
يعني تختار بدائل غير مؤذية او غير محرمة توجه لها الشتائم وتستعيض بها عن الذين يستحقون الشتيمة حقا
هذا ما افعله انا ايضا- تجنبا- لتحكمات الرقيب
ولاثبات كلامي
بعد ان انهيت التنفيس
هل زال الاحتصار ؟


8 - تحياتي
شامل عبد العزيز ( 2010 / 1 / 20 - 15:21 )
الأستاذ زيد تحية لك ولجميع المشاركين نتمنى لك الشفاء الكامل وليس من الورم الأول
مع التقدير سيدي الكريم


9 - سوى الإنسان
عبد القادر أنيس ( 2010 / 1 / 20 - 15:58 )
مقالتك ممتعة. وأنا أقرأ أوصاف الحيوانات التي شتمتها كنت أراها في تصرفات تجارنا وموظفينا وساستنا وحتى مثقفينا، أما جيراننا فحدث ولا حرج. ولقد ألف ابن المفقع أو ترجم كليلة ودمنة ودفع ثمن نقده الاجتماعي والسياسي في عصر لا يرتاح للنقد ولا يحب رؤية الحقيقة عارية.
ألم يقل شاعرنا القديم:
عوى الذئبُ فاستأنستُ بالذئبِ إذ عوى وصوَّت إنسانٌ فكدتُ أطيرُ
طبعا أنا أعرف أن كل الصفات التي ذكرتها لا يستحقها كائن سوى الإنسان.
تحياتي


10 - مصائب قوم
ناهد ( 2010 / 1 / 20 - 18:35 )
يعني احتصارك اظهرك بهذه الانسانية والحس المرهف الذي عبرت عنه مجازيا ، خليك هيك انا استمعت وانا اقرا لك ، شو تقول مصائب قوم عند قوم فوائد!!!! .
تمنياتي لك بالشفاء العاجل
سلام


11 - شفيت بردودكم
زيد ميشو ( 2010 / 1 / 20 - 21:36 )
إلى قارئة الحوار
يعني تشكين من النوعين ، الديك الحيوان ، والحيوان الديك
الحيكم البابلي
بشرفك من وين هذي الأكسرسست
خليتني أصدك آني مريض ، وميشافيني غير يوم السبت
عرك شلال إلي وإلك ، والأبو الفوارس أوزو
إستاذي يونس حنون
وإن لفّقت وبإرادتي المرض على نفسي ، لكن الحقيقة بأنني أعاني فعلاً في كل مرة أجبر على السكوت بها
نحن في المهجر قد إبتلينا بلملوم غريب عجيب ، جلب جميع أمراض الشرق معه
إذا أردت أن تعرف معنى النفاق والطائفية والإستغلال ، ماعليك إلا بزيارة لأميركا الشمالية والعيش في محيط الناطقين بالعربية
وأتفق معك بان الكلام لايفيد إن كان موجه لأصحاب القرار
السيد شامل
بالحقيقة ، إن كنت أعاني من مرض ، فقد شفيت منه قبل صعودي الطائرة التي جاءت بي وبعائلتي إلى كندا ، لكني أحب أن أعاني من هذا المرض لكي أمارس حريتي بالكلام وبالكتابة
سيدي عبد القادر
مسكت الموضوع من أوله إلى آخرى
العزيزة ناهد
الوقاية خير من العلاج
سأبقى أتضاهر بالمرض ، وخوفاً من حدوثه سأعمل على وقاية نفسي
وسأشتم ، وبعد أن أنهي الشتائم ، سأشتم مجدداً
ولك أن تختاري أو شريحة تهمّك شتمها


اخر الافلام

.. طلاب جامعة كولومبيا.. سجل حافل بالنضال من أجل حقوق الإنسان


.. فلسطيني يصنع المنظفات يدويا لتلبية احتياجات سكان رفح والنازح




.. ??مراسلة الجزيرة: آلاف الإسرائيليين يتظاهرون أمام وزارة الدف


.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي




.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية