الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أعاصيرالديمقراطية في العراق الجديد

محمد سليم سواري

2010 / 1 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


عندما يمضي عام ويأتي عام جديد فإن كل شعوب العالم تحتفل لتتذكر بما تحقق لهم في السنة الماضية ، ونحن في العراق إذ إستقبلنا العام الجديد 2010 ليس لنا إلا أن نتذكر المآسي ونعدد المتاعب وهل هناك شيء غير ذلك فحتى تحقيق الأمن الذي أصبح الشماعة لكل ما يصيبنا ، فهو كما يقولون كان هشاً وما أصاب قلب العراق العاصمة بغداد من الأيام الداميه المعروفة ، نعم كانت الأولوية للأمن في السبع سنوات الماضية ، وتوقف العمل كلياً أو جزئياًُ في بقية مرافق الحياة ففي محور الخدمات ما زال الكهرباء والماء والنظافة وتبليط الشوارع كما هي.. فمثلاً ثلاث حكومات للسادة " معالي رؤساء الوزراء" العلاوي والجعفري والمالكي توالت للحكم وجربوا حظهم وإمكانياتهم مع شارع السعدون من صبغ وتلوين الأرصفة القديمة ثم قلعها وتبديلها بأرصفة جديدة ووضع المشبكات الحديدية على الجزرات الوسطية وصبغها مرة اخرى ، ثم هدم كل هذا والبدء فقرة فقرة حتى يتريش مقاولي الأرصفة ، وهل سمعتم بمقاولي الأرصفة والجزرات ؟؟.. نعم الحكومات الثلاث صرفت كل جهدها في هذا الشارع وأنا متأكد بأنه قبل سنة 2003 كان أجمل وأنظف وأريح للنظر مما هو عليه الآن ، أقول هذا من الناحية الفنية والتصميمية والجمالية ، وليس من الناحية السياسية فللسياسة رجالها ولهم مقاساتهم وألوانهم " تريد أرنب خذ أرنب ، تريد غزال خذ أرنب ".
مضى عام وجاء عام جديد والسيد أمين العاصمة في لقاءاته المعروفة ومنذ أكثر من أربع سنوات وأنا شاهد بحضور ندوة صحفية مع (معاليه) يتكلم عن المشاريع العملاقة من مترو بغداد والأبراج العملاقة والمجسرات والمشاريع الإسكانية وتغيير وجه بغداد خلال أربع سنوات ، والتي لن تكون لها مثيل في الشرق الأوسط ، وما عليه إلا أن يذهب في جولة إلى شارع الرشيد وساحة حافظ القاضي وساحة معروف الرصافي ليتأكد من كلامه بأن ما يراه من صور في العراق ليس لها مثيل في الشرق الأوسط حقاً، هذا الشارع الذي وعد أمين العاصمة بتطويره وترصيفه بالبلاط منذ ثلاث سنوات حيث تم ذلك من ساحة باب الشرقي وإلى ساحة حافظ القاضي وتوقفت مكرمته .. أهذه هي بغداد ؟مدينة بدون شوارع وأرصفة ؟ أهكذا تكون أمانة العاصمة أمينة لعاصمتها ؟؟
أقبل عام 2010 ومضى عام 2009 ويشهد الله بأنه تحقق للعراقيين إنجاز واحد وهو أن إيران أطلقت سراح مجموعة من الأسرى العراقيين والذي تم أسرهم في الحرب العراقية الإيرانية وأملي أن لا يكون إطلاق سراحهم عربوناً لإحتلال الأبار النفطية في الفكه كما كانت إتفاقية الجزائر عربوناً لوأد القضية الكردية... أما البرلمان العراقي والذي كان من المفروض أن يعقد جلسة في يوم الثلاثاء 22/12/2009 ليناقش فيها موضوع إحتلال آبار نفط الفكه فمن مجموع 275 عضواً لم يحضر إلا 16 عضواً... وصديقي عاتبني قائلاً ... في الوقت الذي إحتلت إيران أراضينا في الفكه السيد رئيس وزرائكم ـ ويقصد به برهم صالح رئيس وزراء إقليم كردستان ـ يزور طهران أما كان الأجدر به أن يؤجل زيارته تضامناً... وقبل أن يكمل جملته قلت له تضامناً مع أي موقف ؟ تضامناً مع موقف الحكومة أو البرلمان ؟ او تضامناً مع موقف رؤوسا العشائر ؟ لماذا تريدون أن يكون الكردي عراقياً أكثر منكم ، وبالأمس كنتم تطلبون منه أن يكون فلسطينياً أكثر من ابو عمار وابو مازن ، كما كان المطلوب منه أن يكون عربياً أكثر من أي عربي ، فكان نصيبه الأنفال ومحرقة حلبجة ، وغاب عن بالكم بأن صلاح الدين الأيوبي كان مسلماً أكثر من أغلبية مسلمي زمانه .
قال لي الأخر إن ما فعله النواب من عدم حضور الجلسة كان إستنكاراً للإحتلال ولكن بهذه الطريقة الشفافة والديمقراطية... وفي نفس اليوم جلس أوباما وعقيلته في ندوة تلفزيونية مع مقدمة وصاحبة فضائية " أوبرا " وبمناسبة مرور سنة على إستلامه مقاليد الحكم ليقول بأنه إستطاع في السنة الماضية أن يضع حداً للإنهيار الإقتصادي في بلده ، حيث حقق اوباما في السنة الماضية كذلك أكبر إنجاز لشعبه الأمريكي وهو من أصول أفريقية خلال هذا القرن بإصدار قانون الإصلاح الصحي لشريحة كبيرة من مواطنيه ، والحكومات الديمقراطية الثلاث والبرلمان العراقي ومنذ سبع سنوات حائرين بمساواة الراتب التقاعدي للمتقاعدين قبل 2006 ومن بعدها ، وصرف مكافئة للصحفيين حيث أن كل هذا لا يساوي راتب شهر واحد للسادة أعضاء البرلمان أو ما سرق من مصرف الزويه أو ما إختلسته موظفة واحدة من أمانة العاصمة .
نعم عندما يمضي عام ويأتي عام جديد فلا يمكن إحصاء الإمتيازات والإنجازات والصفقات لكل العناصر الداخلة في العميلة السياسية من الأحزاب وما أدراك ما الأحزاب إعتباراً من المناصب وإنتهاءً بالصفقات والأعمال التجارية والبزنس والسطو على المال العام .
مما سمعنا عنه ونعرفه عبر التأريخ بأن رياح الديمقراطية عندما تهب على مكان ما أو شعب ما ، قد تكون تلك الرياح في مرحلة معينة عواصف أو أعاصير ، ثم تتحول الى نسمات تنعش نفوس المواطنين ، أما رياح الديمقراطية التي هبت على عراقنا فإستمرت عواصفاً وأعاصير ، حتى أن أعاصير توسونامي التي هبت على العالم سنة 2005 ومنها جزيرة سومطرة هدأت لتبدأ حياة جديده هناك ، أما عندنا فأعاصير ورياح الفساد المالي والإداري وقلة الخدمات وإهمال المواطن ووأد كل أحلامه مستمر ومنذ سبع سنوات وتلك هي العواصف الأخطر.
وعندما كنت أعبر شارع يافا في الأيام الأخيرة من العام الماضي قرأت على ساتر كونكريتي لحماية بناية دائراة الإذاعة والتليفزون " بظليمة الحسين سقطت عروش بني أمية وبظليمة الصدر سقطت العروش البعثية " يا ترى كم من أحفاد الحسين وأبناء ومريدي الصدر قد ظُلمو خلال السبع سنوات الماضية وكم من العروش والنفوس سوف تسقط بظليمة كل هؤلاء ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: الرجل الآلي الشهير -غريندايزر- يحل ضيفا على عاصمة


.. فيديو: وفاة -روح- في أسبوعها الثلاثين بعد إخراجها من رحم أم




.. وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع


.. جنوب لبنان.. الطائرات الإسرائيلية تشن غاراتها على بلدة شبعا




.. تمثال جورج واشنطن يحمل العلم الفلسطيني في حرم الجامعة